شوقي سالم جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 15:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فخ المحكمة الجنائية
إن إصرار الرئيس أبومازن, على الحصول على موافقة الفصائل, قبل المُضي في الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية, يُثير التساؤل حول دوافع ذلك الإصرار من الرجل الثمانيني, الحاصل على دكتوراة العلوم السياسية منذ عقود, وقد خضرمتهُ الأحداث التي عاصرها, وعصرتهُ وعَصَرَها.
وقد كان للإحتلال الإسرائيلي مخاوفة المُبررة من التوجه الفلسطيني, نتيجة ما تلطخت به يديه من دمار وخراب للبشر والحجر والشجر.
لكن؛ ما دوافع خشية الرئيس الفلسطيني, من أخذ الأمر على كاهله, ورغبته بأن "يتوزع دمه بين القبائل" والتي هي في حالتنا, الفصائل؟
ربما يعتقد الرئيس أن ضرراً ما, سيلحق بأفرادٍ من المقاومة, سيّما أن أشد المُطالبين بذلك, مراكز حقوق الإنسان, ومنظمات المجتمع المدني, والتي لا تخرج عن سياسات وبرامج مُموليها, وكذلك "رواد المقاومة الشعبية السلمية" وتلك المنظمات على الجانب الفلسطيني, لها مواقف من كثير من ممارسات المقاومة, وأبرزها الإعدام الميداني للعملاء, وبالإمكان مراجعة تصريحاتهم وأدبياتهم في قضايا أخرى أيضا.
ويُعد موضوع "الصواريخ الفلسطينية" هو الأخطر, حيث وإن كانت المقاومة حق مشروع للشعوب المحتلة؛ إلا أن صواريخنا لا يمكن الدفاع عنها بأنها تتسم بالدقة الكافية لتجنب "المدنين والأطفال الأبرياء" على حد الوعي الدولي لدقة السلاح وذكائه.
وأن تلك الصواريخ تُطلق في الوقت الذي تدور فيه عملية سياسية, وتقوم بالإطلاق جهات دون تصريح من "القيادة السياسية الفلسطينية المعترف بها دولياً" بل أن القيادة تلك, تستنكر إطلاق الصواريخ, وهنا ستظهر المقاومة الفلسطينية بأنها "مليشيات مارقة".
وقد تستشهد المحكمة بموقف السلطة الرسمي من تلك الممارسات, والذي لا ولن تجرؤ على الدفاع عن, أو تبني ممارسات الفصائل.
فكان التوجه للانضمام للمحكمة تحت تأثير العوامل التالية
1- ضغط من المنظمات والمؤسسات, التي لن يضيرها ملاحقة أفراد من المقاومة.
2- موافقة الفصائل الاضطرارية, لأن رفضها يعني خشيتها من العدالة الدولية, ويكون اعتراف منها بأن ما تقوم به مخالف للقوانين المرعية.
3- موافقة الرئاسة, حتى لا تستغل المعارضة الرفض وتُسوقه, وكأنه رفض لمحاكمة الإحتلال.
بقي أن نقول أن الرئيس استطاع أن يُحمّل الفصائل مسؤولية ما سيلحق بهم, ويُبرئ نفسه؛ وأن وراء الأكمة ما وراءها.
#شوقي_سالم_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟