ضياء رحيم محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في عام 2009 قامت المملكة العربية السعودية، بمقاتلة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، ويومها كانت الجماعة ليست بالقوة التي عليها اليوم، ومع هذا صمد مقاتلوا أنصار الله؛ في وقت كان فيه أداء الجيش السعودي هزيلا، لا يرقى الى ما تنفقه المملكة على تجهيز هذا الجيش من مليارات الدولارات، واليوم بعد مرور مايزيد على خمس سنوات من تلك الواقعة، تحاول المملكة الدخول في حرب جديدة مع الحوثيين، وفي نفس المستنقع الذي سقطوا فيه سابقا، فماذا عدا مما بدا؟
يشبه تدخل المملكة في اليمن كثيرا، تدخل الولايات المتحدة في أفغانستان؛ إذا لم يكن أصعب، ذلك لأن الولايات المتحدة مع إمتلاكها للتكنولوجيا المتطورة وجهد إستخباراتي غير محدود، لم تستطع المطاولة في أفغانستان؛ الأمر الذي إذطرها في نهاية الأمر على الخروج من هذا البلد، وهي تجر أذيال الخيبة.
يتميز الحوثيون على السعوديين بمزايا كثيرة، منها أنهم يقاتلون على أرض يعرفونها معرفة وثيقة، فهي أرضهم التي يعيشون عليها ويقتاتون منها، وهو ما يمنحهم غطاءا بشريا كثيفا، يؤمن لهم المناورة والإختفاء من العدو، بعكس القوات السعودية المهاجمة؛ والتي تهاجم من إرتفاعات شاهقة عن طريق طائراتها المقاتلة، وهو الأمر الذي لم تنجح فيه القوات الإسرائيلية في حربها ضد حزب الله في لبنان، وكذلك القوات الأمريكية ضد تنظيم النصرة في سورية، وهناك شواهد عديدة أخرى لا مجال لذكرها هنا.
أنفقت المملكة خلال سنة واحدة عشرة مليارات دولار، لشراء أسلحة ومعدات متطورة، أغلبها كان أمريكي المنشأ، بدون أن تستخدم هذا السلاح لمقاتلة عدو يغتصب أرضها (جزيرة تيران وجزيرة الصنافير)، وبالمناسبة هنا فالتسمية هنا سعودية، وتعني (موج البحر)، ولا أحد يعلم لماذا لا تقوم المملكة بتحرير هاتين الجزيرتين على أهميتهما من إسرائيل، هل لأن الأخيرة عضو في الجامعة العربية ونحن لا نعلم؟!، أم أن الولايات المتحدة إشترطت على المملكة عدم إستخدام السلاح الذي تشتريه ضد إسرائيل؟
لابد من القول أن المستنقع اليمني لا يختلف كثيرا عن المستنقع اللبناني بالنسبة لإسرائيل، أو الأفغاني بالنسبة للأمريكان، حيث جلب المستنقعان الأخيران على الدول التي دخلت كثير من المشاكل، والتي ليس أهونها إقتصادية، نهايك عن الخسائر البشرية، وشاهدنا تأثيرها على الناخب الأمريكي تحديدا، مع أننا لا نلاحظ وجود لهذا الناخب في النموذج السعودي، لكنه سيكون له تأثير قوي على شعور المواطن السعودي، بحيث يبقى يتساءل عن السبب في سكوت قادة المملكة عن تحرير أرضهم من المحتل الصهيوني، وكذلك سكوتهم عن الإطاحة بالرئيس محمد المرسي، في الوقت الذي يفعلون المستحيل لإعادة الرئيس عبد ربه الذي قدم إستقالته من الحكم.
#ضياء_رحيم_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟