أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - المثقفين السوريين و تحطيم تمثال ابراهيم هنانو














المزيد.....

المثقفين السوريين و تحطيم تمثال ابراهيم هنانو


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام بعض الثوار في سوريا ، و الذين دخلوا مدينة ادلب ، بتحطيم تمثال لإبراهيم هنانو ، أحد الرموز الوطنية في البلاد ، و على الفور ، و بعد انتشار الخبر بعدة دقائق ، بدأ بعض المثقفين السوريين بالنواح على الثورة ، و ما آلت اليها ، ووصل الأمر ببعض المعارضين تفضيل النظام السوري بكل جرائمه و أسلحته الكيماوية ، على هؤلاء الثوار ، فقط لأنهم حطموا هذا التمثال .
بعيدا عن أي تهويل أو تصغير لأي حدث ، دعونا نحاكم مقطع الفيديو الذي ظهر فيه هؤلاء السوريين و هم يعتدون على هذا التمثال ، و من ثم الظروف العامة لهذه العملية ، لكن بشكل منطقي جدا ، قبل أي حكم أخلاقي .
فمن المعروف تمام أن كل منطقة ادلب ،و جبل الزاوية ، و كل الشمال السوري ، يكن كل الإحترام و التقدير لابراهيم هنانو ، حتى من قبل الإسلاميين في هذه المناطق .
فمكانة ابراهيم هنانو ليست مكان تعدي أبدا ، لا كرمز سوري ، و لا كرمز كردي سوري ، و لا بأي معنى من المعاني .
و من يشاهد مقطع الفيديو هذا ، يسمع تهليل الثوار لتحطيم أحد تماثيل الأسد باعتباره رمزا لخروج المحافظة عن سيطرة النظام ، و أنا نفسي سمعت عبر اليويتوب هذا التهليل باعتباره تحطيم لرمز سيطرة النظام على المحافظة .
إذن هل هو خطأ ؟
لا أعرف و لا أستطيع الحكم على هذا الفعل ، لكن التمثال بالفعل يشبه تمثال الأسد ، و أنا كسوري لو رأيت هذا التمثال فسأعتقد فورا أنه للأسد ،
و أنا لا أعلم بوجود تمثال لهنانو في إدلب ، ببساطة لأني لم أزر هذه المدينة سابقا ،
بالتأكيد جميع أفراد المحافظة يعلمون أنه لهنانو ، فغالبا من قام بهذا الفعل مجموعة من السوريين القادمين من خارج محافظة ادلب ، و من المعروف ان هناك مئات إن لم يكن آلاف من السوريين الأخرين الذي دخلوا ادلب ، و أكثرهم شهرة هو هادي العبدالله ، القادم من حمص ،
هناك شباب استشهدوا من مدينة اللاذقية و حلب و حمص و حماة في معركة تحرير ادلب ، و احتمال كبير أن أحد هؤلاء الشباب قد اعتقد بالخطأ ان هذا تمثال الأسد ، و هذا ما تثبته مقاطع الفيديو .
لكن هل يعني هذا أن الثوار السوريين مجموعة من الجاهلين ؟؟
أنا واثق تماما لو وضعنا صورة لابراهيم هنانو ، و طلبنا من المثقفين السوريين أن يقول لنا من هذا الشخص ، فنصفهم لن يعرف الجواب .
أنت يا من تقرأ الآن هذه الكلمات ، بكل صدق مع نفسك ، حاول أن تسجل على ورقة كل ما تعرفه عن ابراهيم هنانو ، الآن الآن و دون أي قراءة أو بحث ، سجل ما تعرفه فورا عن هذا الرجل في ورقة واحدة ، و انظر ماذا تستطيع الكتابة عنه ؟؟
أسأل نفسك انت الآن ، الآن و فورا ، هل تحتفظ بصورة لابراهيم هنانو في مخيلتك ؟
هل تحتفظ بصورة للرئيس السوري تاج الدين الحسيني في مخيلتك؟
هل تحتفظ بصورة لسعد الله الجابري في مخيلتك بالرغم من ان اسمه أطلق على أشهر ساحة في حلب ؟
أنت نفسك ، سجل الآن كل ما تعرفه عن سعد الله الجابري ؟ سجل كل معلوماتك عنه ، هل تستطيع كتابة أكثر من ورقة واحدة ، أو ربما سطر واحد ؟
اطلب هذا من أي صديق تعتقد أنه سوري مثقف ، اطلبها منه فورا و دون وضع اسمه على الغوغل ،و سترى ان القلة القليلة من المثقفين هم القادرين على كتابة ورقة واحدة عن سعدالله الجابري .
فلماذا تطلب من الثوار ما عجز عنه المثقفين ؟
ربما ما حدث من تحطيم التمثال ، سواء كان بالخطأ كما أعتقد ، و كما تظهر العديد من المقاطع ، أو قصدا لأنهم لا يعلمون مكانته ، بالحالتين الحق لا يقع عليهم.
الحق يقع على نظام استلم قطاع التعليم منذ أكثر من خمسين عاما ، لينتج شبابا مثلك ايها القارئ ، لا يستطيع كتابة عدة صفحات عن سعدالله الجابري ،
و أنا عبر حياتي كلها التي قضيتها في سوريا ، لم أشاهد إلا تماثيل الأسد في كل مكان ، لم اسمع الا باسمه و اسم عائلته تطلق على كل ميادين و مشاريع البلاد ،
حتى في طرطوس ، و منذ عدة سنوات فقط ، بنوا تمثال لصالح العلي ، بينما لم أر تماثيل لسعد الله ونوس مثلا ، لم أر في دمشق تماثيل لنزار قباني و شكري القوتلي ، أو عمر أبو ريشة .
حياتنا كسوريين و منذ عشرات السنوات متوقفة فقط على عظمة آل الاسد و إنجازاتهم .
لا نعرف شيئا سوى عن تاريخ هذه العائلة ، و تاريخ حزب البعث و انجازات الحركة التصحيحية ، فلماذا نصب جام غضبنا على شباب يجب أن نكون مدركين لحالهم .
ثم هل تحطيم تمثال واحد ، يجعلنا نفضل النظام مع قتله لنصف مليون سوري ؟
هل تمثال واحد أفضل من نصف مليون انسان ؟
نحن من يجب أن يراجع إنسانيه أولا ، نحن من يجب أن يراجع أخلاقه و قيمه .
ثم بعد ذلك نراجع ثقافتنا و قراءاتنا ، لنجعل من هذا الحدث جرس إنذار من أجل إعادة بناء الإنسان السوري و تعريفه بتاريخه و شخصيته التي سرقها منه النظام .
يجب ان نراجع مناهجنا الدراسية ، لنركز على شخصية الإنسان السوري في مختلف مراحل تاريخه . فنحن في النهاية حصيلة تاريخ طويل ، منذ السومريين وحتى قبيل استلام حزب البعث للسلطة و هدمه لكل الكيان السوري،
يجب ان نراجعها ليكون لنا تصميم على إعادة إنتاج الإنسان السوري ، هذا الإنسان الذي نحب ، لا الذي نتمنى موته و موت عائلته كلها من أجل تمثال !!.
اذا لم تكن تحب هذا الإنسان و تشعر بوجعه و ألمه فلا تحاول الحديث باسمه .
فهل من عودة لحب هذا الانسان ؟؟



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهلا بكم في جمهوريات الكلام
- التطرف أيضا من مقومات بناء الأمم
- الإعلام المصري : شر البلية ما يبكي
- سقوط الإعلام المصري : برنامج المستخبي نموذجا
- فيلم الفيل الأزرق : أخطاء طبية فادحة و معلومات مضللة
- للأسف يا سعد الدين ابراهيم
- لماذا اغتالوا سعادة ؟ قراءة في تاريخ لبنان الحديث
- أخطاء التمثيل في المعارضة السورية
- المجتمع السوري و التطرف
- الثورة : نشوة الجسد و التعري
- نحن جيل الهزيمة
- فيلم مترو : الوصول بالسينما إلى الحضيض
- فيلم الخروج للنهار أناقة السينما المصرية
- هيا بنا نلعب سياسة
- الذكاء السياسي لجبهة النصرة
- عشرة أعوام على الربيع الكردي السوري
- فيلم أسرار عائلية :حين تنتصر لغة الجهل
- الذكورة و الأنوثة : تاريخيا و انتروبولوجيا
- مفاهيم اساسية حول الهوية الجنسية و الجندر
- هلوسات في الجنس


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - المثقفين السوريين و تحطيم تمثال ابراهيم هنانو