أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأدب والفن وعلم الأجتماع














المزيد.....

الأدب والفن وعلم الأجتماع


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 21:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأدب والفن وعلم الأجتماع

وظيفة الأدب والفن الفكر عموما هي تحرير الإنسان من الشراك الأجتماعي المعرقل للحركة والذي يتسبب في ظروف وإشكالات عديدة في إخفاء الكثير من الإنحراف والزيف والتعطيل عن التوافق بين الواقع الأجتماعي وسيرورة الزمن ,هذا التحرير يتم عادة عبر الكشف عن كل العلاقات والمنظومات الأجتماعية التي تؤثر وتتأثر بوجوده وتفرز فعل أو ردة فعل ينعكسان سلبا وإيجابا في رسم صوررة هذا الوجود بالحدود التي تتخذ عنوانا أسمه القواعد والقيم والقوانين والأعراف .
فكلما كانت المنظومة القيمية وشبكات الفعل البيني في نسيج المجتمع بكل علاقاته ومكوناته واضحة وشفافة يستطيع الإنسان أن يتحرر من الخوف ومن الظلم وأن يدرك أهمية وجوده ويمكنه أيضا بهذا الوضوح أن يرسم الخطوة القادمة بكل ثقة لأنه يعرف المقدمات ويتابع خطوط سيرها المكشوفة له, لذا لعب الفن والأدب دورا مهما في رسم أفاق علم الأجتماع ومارس شكلا من أشكال البحث الأجتماعي المتخصص حتى يمكننا أن نعد مثلا تولستوي والبير كامو وماركيز ونجيب محفوظ وغائب طعمة فرمان علماء أجتماع بأمتياز لأنهم ساهموا في إغناء المدرسة التحليلية الأجتماعية .
عندما يفشل الفن والأدب والفكر الإبداعي في تناول قضية الإنسان ويحلل ويفكك ويفرز ما بين ما هو قادر على تغذية المجتمع بعوامل النهوض ويدفع بالقيم والقوانين أن تكون عناصر مهمة في عملية البعث الحضاري وبين أسباب التثبيط والسكون والإنحطاط, مكتفيا بالمظهر الجمالي الترفي ,هذا يعني أن الإنسان خارج الوظيفة العضوية له وخارج الهم وبالتالي يعيش الأدب والفن حالة الأغتراب والتخلي عن ضروريات الوجود الأساسي التي نسعى لها أن تكون القاعدة الإرشادية للنتاج المعرفي الإنساني.
إن المجتمع في الحقيقة الكبرى هو الإنسان بكل ما فيه وما يحيطه وما ينتجه بوجوده ,المجتمع كائن حي يتنفس وينمو ويترقى ويضمحل بفعل مزدوج ذاتي وموضوعي ,فعندما نتمكن من تشخيص كل العلامات والدلائل والإرتباطات التي تكون المجتمع وتصيغ وجوده وتساهم في بناءه بوسائل وأساليب ومناهج تتوافق مع قيمة الإنسانية كمعيار إنساني مطلق, إنما نرفع من قيمة الفكر والفن والأدب لأنها واحد من أهم الوسائل التعبيرية الحقيقية التي تمنحنا القدرة على الرؤيا من الداخل ,رؤيا ذاتية صادقة وترتدي الجمال وتعط أفق أكبر للحل .
وظيفة الفن والأدب ليست التعبير عن أحلام وأمنيات وتسطير صور الألم والحنين بشكل جمالي كأنما نعيد صياغة الدراما بطابع كوميدي أو بالعكس ,وظيفة الأدب وخاصة الجزء الذي يلامس حاجات الإنسان الروحية هي الإرتقاء بالحس الوجودي المرتبط بحقيقة الحياة والحرية والسلام والحب إلى فضاءات السمو والكمال, كما الفن العنصر الجمالي عنصر إبداعي ليس بالشكل العام المثير فقط بل بجمالية تأثيره على الوعي ,بالذائقة الواعية التي تمنحنا القدرة على فهم السؤال الأزلي لماذا وكيف ومتى وأين ,الفن والأدب في الواقع هما الجسر الذي ينقل الإنسان من وجوده الواقعي إلى واقع وجودي مثالي يتميز بالأحسنية والخيرية للإنسان .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 8 ج1
- الشرطي عريف 8ج2
- ظاهرة التجدد الأجتماعي ومشكلة القيم.
- الشرطي عريف 7 ج1
- الشرطي عريف 7 ج2
- الشرطي عريف 6 ج1
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2
- الشرطي عريف 4 ج1
- الشرطي عريف 4 ج2
- الشرطي عريف 3 ج1
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1
- رواية الشرطي عريف 1 ج1
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأدب والفن وعلم الأجتماع