أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 8ج2














المزيد.....

الشرطي عريف 8ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


عادت الضحى بعد أن لم تترك مكانا فيه محل يمكنه أن تعرف شيئا ما لكن لا شيء يوحي بشيء ,تيقنت أن الفتاة غريبة عن المنطقة وليس من أهل المدينة ,حملت معها ما تيسر من السوق من مستلزمات وأخبرت فتنة أن لا تدخل عليها البيت أبدا حتى تسمح لها ,حاولت أن تستفسر أم رزاق زجرتها واغلقت بابها بوجها ودخلت لبيتها .
ثلاثة أسابيع لم تترك حسنة البيت إلا قليلا كانت حريصة جدا على أن لا تدع هذه المخلوقة أن تتعرض لمضايقة فهي لا تعرف سرها ولا ألمها ولا قضيتها , أرادت أكثر من مرة أن تتكلم لكن حسنة أبت أن لا تفضح نفسها حتى تجد حلا ما ,أم علي كان مستودع أسرارها والصدر الحنين الذي تلجأ له هي الوحيدة التي سمحت لها أن تعرف بالقضية ومباشرة من الغريبة ,كان القرار النهائي أن يتولى أبو علي بمنزلته الأجتماعية حل القضية .
ناجية تلك التي أعادها الرجل إلى أخيها إكريم الأعرج بعد أن أقسمت أمام الشيخ الملا إبراهيم أنها تعرضت للأغتصاب وهي عائدة من الزرع مساءا وأن من أغتصبها كان إبن سرحان السركال وشاب معه وأنها قاومت بكل قوة لكنهم تغلبوا عليها ومزقوا ثيابها ولم ينالوا منها شيئا ,أقسمت ام علي أنها فحصت البنت وما زالت باكر لم يمسسها سوء ,هكذا أقتنع إكريم بذلك وأصطحبها من دار أبو علي بعد أن أفسم بالقرآن أنه لم يمسها أذى ,لليوم لا أحد يعرف أين ذهبت ناجية وأين مصيرها .
حسنة كانت تكره صنف الرجال الذين يسعون كالكلاب اللاهثة خلف النساء ,لكنها تحترم وتقدس الرجل الذي يتحشم المرأة ويهابها مهما كان هذا الشخص ,لذا أحبت حسن الشرطي ومنحته قلبا وحبا نقيا وإن كان من طرف واحد ,إنها تعشق الرجولة وتكره بإزدراء وأحتقار الذكور الذين يظنون أنهم وحدهم من يملك الذكورة ,لقد نقمت من فاضل وفاخر ليس فقط لشهوانيتهم القذرة إنها قصة أخرى من قصص الظلم المتأصل في عالم منافق متوحش لا يؤمن بشيء أسمه الرحمة .
الصفعة التي أكلتها في يوم أمام محل فاضل كان ورائها فصل درامي مؤلم أخر, فضيلة الشقيقة الكبيرة لهم والمحرومة حتى من الخروج من باب الدار أو الأنتقال إلى دار أقارب في زيارة أو مناسبة ما حرصا من أخوانها أن تبقى ((محصنة)) كما يزعمون تعلق قلبها بجارهم من الجهة الأخرى من الشارع , محسن الشاب الموظف في البلدية, كان يتيما ومسكينا لكنه أنهى الدراسة المتوسطة وحصل على وظيفة مستورة أراد الزواج مها ,لم تسمح العادات أن يزوجوها وبقيت متعلقة تراقب عودة محسن من الدوام لتبادله النظرات من على السطوح ثم تختفي .
طلب فاضل من جارهم القديم صاحب البيت لمستأجر ,أن يطرد محسن من الدار هكذا تم أقصاء الرجل من المحلة بعيدا عن فضيلة التي أحست أن عالمها أقترب من الإنهيار وأن الموت قريب منها ,هكذا في مساء تم رميها من السطح لداخل البيت وذهبوا ليخبروا الشرطة أنها سقطت قضاءا وقدرا وسجلت القضية بما يرغبون ,لا أحد يعرف التفاصيل إلا حسنة وأهل الدار ,سكتت حسنه حفاظا على سمعة فضيله التي ستبقى لعنتها تطال الجميع وهي في قبرها تشكو إلى الله ظلم الإنسان .
هذه مأساة حسنة التي أورثتها النقمة على الرجال وجعلت منها كاللبوة الجريحة أينما ذهبت لا بد لها أن تخضع من يسعى ورائها لرغباتها ,طلبت مرة من فاضل أن يقبل قدمها فقط لتكشف لها جزء من جسمها ,مانع وتمانع وخاصمها أشهر ثم عاد وفعلها وذكرته بقصة فضيلة ولم تمنحه ما يريد أبدا, أكثر الرجال كرهته كان فاضل وإكريم الذي جمع من المال ما ظن أنه يمكن أن يشتري جسدها لكنه خسر كل المال ولم يلمسها أبدا .
حميد الوحيد الذي سلمت نفسها طواعية له وبكل الود فعلت ,شابا أنيقا مثقفا من عائلة تحترم التقاليد والأدب ,يدرس صباحا ويرافق صهرة بعد الدوام في محل الخياطة ,كانت تتمنى رجلا يشبهه في رقته وأناقته البسيطة وثقافة لم تسمع من أهل المدينة من يتكلم فصيحا مثله ,أكثر بيت تتردد عليه هو بيت أم علي شقيقته الكبرى حتى أنها تدخل البيت حتى لو لم يكن أحدا فيه ,إنها من ضمن ما تثق بهم أم علي ,صادف في يوم أن عادت للبيت لم يكن فيه أحد الجميع ذهب للزيارة ,أغتسلت وغسلت ملابسها ولم يكن يسترها في بيت مغلق تماما إلا شيء بسيط .
تمددت على سرير في غرفة أم علي التي تتخذ منها مكانا للزبائن وتستقبل به النساء لترتاح قليلا ,أخذتها غفوة قليلة فتحت عينها لتجد حميد واقفا على طوله ينظر لها بتمعن وأنبهار ,أرادت أن تلملم حالها ولكنها أمام نظراته لم تتمالك نفسها أن تدعه يتلمس جسدها الناعم لتنتهي المغامرة بقطرات من دم على السرير وتلعثم الرجل من أن يقول شيئا محددا بعد أن كسر ما لا يكسر عادة إلا بشاهدين ورجل دين .
من تلك اللحظة المؤلمة صار الغضب ينتقل مرة من حسنة لجنينها ومن جنينها لحسنة حتى جاء جبار ليجبرها ويصبح أبا لخطية حميد ,هذا كان ملخص قضية حسنة التي سجلت وقائعها جميعا أمام رئيس عرفاء محمد بعد أن أدركت أن البعض يحاول أن ينتقم منها أو أن يسلب منها عريف .
كررت كل ما جرى مرة أخرى أمام أم علي يوم صار عريف شرطيا لتعرف أن هذا هو أبن أخيها ,حدسها كان قويا وعقلها كان متيقظا تماما ,من لحظتها لم تفارق أم علي خطوات عريف وهي التي لم تنجب إلا فتاة تزوجت باكرا من أبن عمها وسافرت إلى مدينتهم الأصلية بعيدا عن هذه الأرض الملعونة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التجدد الأجتماعي ومشكلة القيم.
- الشرطي عريف 7 ج1
- الشرطي عريف 7 ج2
- الشرطي عريف 6 ج1
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2
- الشرطي عريف 4 ج1
- الشرطي عريف 4 ج2
- الشرطي عريف 3 ج1
- الشرطي عريف 3 ج2
- الشرطي عريف 2 ج1
- رواية الشرطي عريف 1 ج1
- الشرطي عريف 1 ج2
- الحرية والتجربة الدينية وأشتراطات الطبيعة
- الفكر وإشكالية المنتمي
- تحرير الفلسفة ...تحرير للقوة الإنسانية المفكرة
- الدين خيار حر
- الفقراء ورائحة الخبز
- حقائق من فلسفة النبوة والإرسال ح2


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 8ج2