|
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -3-
علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 17:29
المحور:
الادب والفن
آخيراً رَفَّعَ "معروف الإسكافي" مُسْتَوَى احتمالات الجلسةِ السّابقة .. مُسْتَوَى السَرَاوِيل والحَوضِ الضَّيِّق .. خَنَقَتْهُ الدُّمُوعُ .. تَوَسَّلَ للزرقة نادِماً مُنْكَسِراً يشمُ رائحة الخصر في المنام .. رائحة تَحْتَ الضُّلُوعِيّ رغم إشارة خطر .. ثم أبدّع لوحة سمّاها "فقط" .. "كَانَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حِجْرِهَا وَهِيَ حَائِضٌ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ والشِّعْر" لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الْمَرْأَةِ الْعَذْرَاءِ يا رَجل اللَّوْنِ .. لاَ تَتَفَرَّسْ فِي حِضْنها أَكْثَر .. لِئَلاَّ تَضغَطَ على رَقَبَتكَ .. لِئَلاَّ تَكتمَ النَّفَسَ عَليكَ .. لِئَلاَّ تَتَسَلَّطَ عَلَى قُدْرَتِكَ وتُتْلِفَ مِيرَاثَكَ .. مَزَامِيركَ وأَلْوَانَكَ .. مَحْكَمة ! .. رُفعَت الجَلْسَة .. إلى حينِ إِنْجاز لَوْحةِ " النُّهُوض" من حِجْرِهَا ..
***** ***** ***** *****
كَأنّها دَاخلَ جَسدها الصغير مِثل الفِلَّة "فلينة" مضغوطة مهمّلةَ اللَّوْنِ خفيفة .. كانتْ في الأمْسِ غطاءً "سِدادة" لبطحةِ "عرق" .. واليوم كلّما تَنَفَّسَت بعُمقٍ .. تَشُمّ رائحةَ الفِلِّين المَشْوِيّ في مقبرةِ بسنادا .. تَسْقُط مِنْ رَأْسها خُصْلةَ شعرٍ أحمر .. ثُمَّ تبكِّي .. إبدأي يا إمرأة درسَ الموتِ التَّمْهِيدِيّ في بيتِ "آسيا الأخضر" .. كوني أوَّلَ مَنْ بادَرَ إلى رحلةِ الْعُبُور مَا بَيْنَ ضِفَّتَيْنِ .. "أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ" .. قامريْ بنفسكِ واعبريْ الجسرَ والبحرَ إلى أهوارِ الموتِ .. قبل أنْ تَتَسَاقط آخر الْضَفِائر المتبقيات مِنْ شعركِ .. قبلَ أن تَتَشَقَّقَ أسنانك الفوضوية المتراكبة .. وإِذْ تعبرين البحر موتيْ .. موتيْ كي يُقوِّم البحرُ بأَمْوَاجهِ المعوجّ من أسنانك اللبنيّة الحلوة .. قبلَ أنْ تَتَعفَّن كالفِلِّين الكَتُوم .. موتيْ كي يُعَزّى بكِ في "هافانا" شيخ البحر "همنجواي" ..
***** ***** ***** *****
ليلة أمس وبعد أن دبّ النعاس بالجسد الجميل استوقفني السؤال: هل عيوني "شريفة"؟ .. هل عيونكم "شريفة"؟ .. هل هناك عيون "شريفة"؟ خاصة حين تقف/تقفين عند إشارة المرور بانتظار الضوء الأخضر .. أو حين تتناول/تتناولين كأساً من البيرة في مرقص ليلي ..
***** ***** ***** *****
ماتَ الشعبُ .. ذهبَ الوطن مع الريح .. ينبغي على الرئيس الحالي وبطانته الاعتذار ممّا تبّقى من شعب .. التقدم باستقالتهم الجماعية .. وإخلاء الساحة للشرفاء ولإِمرأة .. هي كُفُؤٌ لِهَذَا العَمَلِ .. ودعوة الشرفاء للمشاركة .. عاشَ الشعب المُنْهَكُ .. عادَ الوطن مع الريح .
***** ***** ***** *****
الوصف الكلامي للمكان والزمان وتطور الحدث في العمل الروائي .. وكذا التعبير الرؤيوي للمكان والزمان وتطور الحدث في الفلم الروائي .. هو عمل جماعي دؤوب ومضن .. زمنياً وإبداعياً ومادياً .. عندما كتب السيد "حيدر حيدر" روايته شبه الوثائقية "وليمة لأعشاب البحر" .. استعان بعدد هائل من الأصدقاء والمعارف والغرباء .. بغية الدقة في الوصف .. لكنّه لم يتقدم بالشكر والامتنان لهم .. للذين كان لهم الفضل الحقيقي في صنع وبلورة مكونات الرواية ..
لم تكن خيالات السيد حيدر أكثر قدرة على خلق واقع روائي يفوق الواقع الواقعي .. لقد اعتمد حتماً على مصادر لم يتم ذكرها .. أحد أهم المسؤليات الأخلاقية للروائي هي مسؤولية كشف ونقل الوقائع والحقائق للقراء وذلك بصورة أدبية .. ولهذا لا يستطيع كاتب ما .. بغض النظر عن قدراته التخيلية الأدبية العالية .. القيام بهذه المهمة التاريخية .. دون الاستعانة الجوهرية بالشواهد ..
ينبغي على الكاتب أن يكون صادقاً .. وفياً للجمهور القارئ .. متواضعاً ملتزماً بأصول الكتابة و"الاستشهاد" .. أي ذكر الشواهد مهما كان دورها ضئيلاً أو سطحياً في البناء الروائي .. عليه أن يتوجه لهم بالتحية والشكر .. عليه عدم الادعاء بأنه العارف الوحيد والموثق الروائي الكبير .. والمالك الوحيد للحقيقة .. على الكاتب العربي التخلص من روح الدكتاتور الذي تشّربها في بلاده .. حتى لو أنكر صلته بها ..
***** ***** ***** *****
وإذ أكتبُ لهم: لا أستطيع أن أتخيل أن يصير الإنسان رب أسرة قبل سن الثلاثين .. أو بروفسوراً أو مديراً للثانوية قبل سن الأربعين .. أو رئيساً لبلد ما ولم يتجاوز من العمر الخمس وأربعين عاماً بعد .. كذلك لا أستطيع أن أقرأ على محمل الجد .. من يكتب الشعر أو الرواية دون أن يمر عليه عشرين ربيعاً أو أكثر بكثير على الأقل ..
يقول أحمد: ملكات الكتابة والشعر والموسيقى والرواية وغيرها لاتحتاج إلى سن محددة .. إنها تختلف عن امتلاك الشهادات العليا أو الإدارات أو استلام المناصب فهذه تحتاج إلى الأعمار التي ذكرتها وتراكم الخبرات ..
يقول أمجد: لا أستطيع أن أتخيل أن "بروفسور" ليس لديه حلول لمعضلة أحدهم .. ولا أستطيع أن أتخيل أن إله العلم "أنيشتاين" كتب أول أربع أوراق غيرت منحى العلم في الوجود بسن السادسة والعشرين .. ولا أتخيل أن أبي كان رب لإسرة لاتقل عن شخصين وهو في سن الثالثة والعشرين .. كمقارنة فقط ..
يقول حيدره: لكن Mark Zuckerberg (المؤسس والمدير التنفيذي للفيسبوك) أطلق هذا الموقع الذي تستخدمه الآن (بالإضافة إلى حوالي مليار مستخدم آخر) للتواصل بعمر التاسعة عشر .. وأصبح مليارديرا في عمر الثالثة والعشرين .. ويملك اليوم حوالي ثلث شركة فيسبوك وتقدر ثروته بما يفوق 30 مليار دولار أمريكي وهو بعمر الثلاثين .. الأعمال العظيمة لا تحتاج إلا الذكاء والشجاعة والقليل من الحظ .. ولا يصح بأي حال من الأحوال أن تقتصر على فئة عمرية معينة أو أن تحجب عن غيرها ..
وإذ أقول: السيد "تسكربيرغ" وأمثاله ينتمون لفئة الاستثناءات النادرة .. يقول حيدره: لكن لو لم يسمح له القانون بتأسيس شركة ولم يعطه (وهو الطالب البسيط حينئذ) حقوقا متساوية مع أي مليونير سبعيني .. ولو نظر إليه المجتمع الأمريكي بطريقة فوقية لكونه صغير السن .. لما وصل إلى ما وصل إليه .. وهناك الآلاف غيره وإن لم نسمع بهم إعلاميا .. وربما هناك الملايين ممن حققوا أحلامهم الشخصية المتواضعة لعدم وجود العائق العمري أو غيره .. قلة الحالات ليست مبررا لوضع الأسس الكفيلة بإلغائها نهائيا ..
ثم أقول: أنا لا أحاول إلغاء الحالات القليلة .. ولا أنظر للأشياء والأشخاص بفوقية بل باحترام وحب .. وأحترم فقط الحالات الحقيقية .. لكني لا أحترم المزيفين المرضى والمتطفلين والأنانيين والوصوليين .. والمصنّعين في مخابر السياسة أو العائلات .. الإنسان العادي مثلي ومثل الأغلبية الساحقة يحتاج للعمر الزمني كي ينضج وتهدئ دواخله .. وتتوقف مزاريب الفوضى لديه .. ثم أنّ التعامل مع الأذكياء أمثالك يا حيدره يحرجني .. فتضيع الكلمات ..
***** ***** ***** *****
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -2-
-
حَمِيمِيَّات فيسبوكية -1-
-
جينات بسندلية -4-
-
بماذا أخبرتني تلك اللوحة؟
-
لِمنْ هذهِ الرائحة القادمة من لندن؟
-
ما الذي تفكرُ به إمرأة؟
-
انطباعات لندنية
-
نبع معلّا في بسنادا
-
رُعاف وقلم رصاص
-
إيحاءات فيسبوكية مُشَتَّتة
-
يا حبق ومنتور -2-
-
يا حبق ومنتور -1-
-
اعتقالات الفصول الأربعة -2-
-
جينات بسندلية -3-
-
حوارية فيسبوكية عن الوطن السوري
-
غابة الإسكافي اللقيط
-
اعتقالات الفصول الأربعة -1-
-
خواطر من التجربة الفيسبوكية
-
الكوافير الألماني
-
أَنا يُوسف الألماني يا أمي!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|