أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - العاهرة الاخوانية والقواد الايرانى















المزيد.....

العاهرة الاخوانية والقواد الايرانى


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقة بين إيران الخمينى والاخوان علاقة مثل علاقة العاهرة والقواد لايستطيع احدهما أن يستغنى عن الأخر !!!
الإخوان كلما شعروا بأنهم في مأزق سياسي بعدما باتوا متيقنين من انكسار مشروعهم وتبخر طموحاتهم وسوء منقلبهم؟ بعد أن أوقدوا نار الفتنة في المنطقة وعاثوا هم وتلاميذهم من التكفيريين فسادا في البلاد والعباد دائما يلجأون لإيران .....
لقد كانت وفاة الخمينى نكبة للشيعة وللإخوان المسلمين, فالخمينى, وفقا لما قاله لهم, تأثر بحسن البنا, حتى إنه أطلق على نفسه لقب "المرشد" اقتداءا بحسن البنا .....
لقد تأثر البنا بعقيدة الشيعة لأسباب تتعلق بطموحاته الزعامية,.....
ومن أجل هذه الطموحات الزعامية ارتبط بصلات وثيقة بالمرجع الشيعى تقى الدين القمى الذى أقام زمنا طويلا فى مقر الإخوان بالقاهرة,....
قد لا يعلم الكثير من الناس أن آية الله الخمينى زار مصر فى أواخر الثلاثينات وتقابل مع البنا واتفقا معا على خطوات يبدأها حسن البنا من أجل تقريب أهل السنة للشيعة,....
المطلوب كان تقريب السنة للشيعة وليس تقريب الشيعة للسنة!!....
لذلك أنشأ "البنا" مع نظيره "القمى" دارا أطلقا عليها التقريب بين السنة والشيعة!....
ولكن أحدا لم يهتم بإنشاء دار مماثلة فى إيران بين الشيعة والسنة,.....
المهم أن هذه الزيارات واللقاءات والحوارات نشأ عنها تلاقح, أو إذا أردت الحق قل نشأ عنها تلقيح عقائدىوفكرى وايديولوجى !!!
والدليل على ذلك أن إيران بعد الثورة الشيعية كانت من أكثر الدول التى ذهبت إليها آلاف النسخ من كتاب سيد قطب "فى ظلال القرآن" وكان لهذا الكتاب رواج كبير وسط أهل الشيعة, بحيث لم يعرف أحد كتابا صادرا من كاتب سنى لقى هذا الانتشار والشعبية فى دولة شيعية مثل هذا الكتاب......
لدرجة أن الخمينى فى فكرته عن ولاية الفقيه, وفى كتابه "الحكومة الإسلامية" قد تأثر بفكرة الحاكمية عند سيد قطب,.....
وفى عام 1966 ترجم على خامنئى, المرشد الاعلى الجمهورية الإيرانية, للفارسية كتاب سيد قطب "المستقبل لهذا الدين" ومن فرط تأثر "خامنئى" ب "قطب" كتب مقدمة للترجمة وصف فيها سيد قطب بالمفكر المجاهد,.....
خامنئى ذرف الدموع على حبيب قلبه سيد قطب الذى أعدمه النظام المصرى بتهمة تشكيل تنظيم يستهدف اغتيال جمال عبدالناصر وقلب نظام الحكم بالقوة, وهو الأمر الذى اعترف به "قطب" فى رسالة كتبها قبل شنقه بعنوان "لماذا أعدمونى?" ....
وقال "خامنئى" فى مقدمته لهذا الكتاب "بهذا الكتاب فى فصوله المبوبة تبويبا ابتكاريا يعطى أولا صورة حقيقية للدين, وبعد أن بين أن الدين منهج حياة, وأن طقوسه لا تكون مجدية إلا إذا كانت معبرة عن حقائقه, أثبت بأسلوب رائع ونظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا وأن المستقبل لهذا الدين ".....
الإخوان شكلوا وفدا تقابل مع الخمينى فى باريس قبل الثورة وكان ذلك فى غضون عام 1978 وفقا لما قاله يوسف ندا فى برنامج "شاهد على العصر" فى قناة الجزيرة, وبعد وصول الخمينى للسلطة فى إيران عام 1979 كانت من أوائل الطائرات التى وصلت مطار طهران واحدة تحمل وفدا يمثل قيادة التنظيم الدولى للإخوان......
وكان يوسف ندا, القطب الإخوانى الكبير والمشرف وقتها على أموال الجماعة وعلى قسم الاتصال بالعالم الخارجى فيها, هو أحد الشخصيات الرئيسية فى هذه الطائرة,....
وكان معه جابر رزق المصرى, وغالب همت السورى, وبعض ممثلى الإخوان عن دول متفرقة, وكان تشكيل الوفد بأوامر صدرت من المرشد عمر التلمسانى,.....
ويبدو أن هذا التكليف من عمر التلمسانى كانت له أسبابه, ففى هذه الفترة فى مصر كان الخلاف قد بدأ يستحكم بين الرئيس الراحل أنور السادات والإخوان, وأخذ الرئيس يتحدث عن انفلاتات الإخوان, كما أن استضافة السادات لشاه إيران المخلوع لكى يقيم فى مصر أحدثت خصومة بين السادات وبين الإخوان, فكان أن بدأ السادات يضيق على الإخوان فأصدر عام 1979 لائحة انتخابات اتحاد الطلبة بالجامعة, وكان الهدف من هذه اللائحة هو "قص ريش" العمل الطلابى لتلك الجماعة المنفلتة.....
كانت كل هذه الأشياء فى خاطر عمر التلمسانى عندما أوفد وفوده إلى طهران لتقابل الخمينى, لذلك كان ولابد أن يكون يوسف ندا, مسئول الاتصال الدولى بالجماعة, على قمة هذا الوفد, فقد كان مكلفا بمهمة خطيرة قد تصنع تاريخا جديدا للمنطقة.....
حيث طرح الوفد الإخوانى على الخمينى فكرة أن تبايعه الجماعة بكافة فروعها الدولية فى كل العالم على أن يكون خليفة للمسلمين! ....
ولكنها اشترطت على ذلك شرطا هو أن يصدر بيانا يقول فيه "إن الخلاف على الإمامة فى زمن الصحابة مسألة سياسية وليست إيمانية" ولكن الخمينى لم يرد عليهم وقتها,.....
وعندما صدر الدستور الإيرانى كان الأمر بمثابة مفاجأة للإخوان وفق ما قال يوسف ندا فى حواره مع قناة الجزيرة فى برنامج "شاهد على العصر" إذ نص الدستور الإيرانى على أن "المذهب الجعفرى هو المذهب الرسمى للدولة وبولاية الفقيه نائبا عن الإمام الغائب"......
كانت هذه المادة فى الدستور هى الإجابة على طلب الإخوان, فالخمينى بهذه المادة قال لهم إن الخلاف لم يكن سياسيا أبدا ولكنه كان عقائديا,....
فإن قبلوه خليفة للمسلمين بمذهبه فأهلا وسهلا, ومع هذا كان الإخوان فى مصر مستمرون على تأييد الخمينى وثورته,....
بحيث تحولت مجلة " الدعوة "لسان حال الإخوان, إلى منبر من منابر الدفاع عن الثورة الإيرانية, وفى سبيل هذا الدفاع غضت الجماعة الطرف عن الاعتقالات وأحكام الإعدام التى صدرت فى حق العشرات من أهل السنة بإيران,.....
لم يتألم الإخوان من أجل إخوانهم من السنة, ولم يرمش لهم جفن للقمع الذى حدث لهم, بل إن مجلات الإخوان ونشراتهم ودعاتهم سكتوا عن هذا الأمر وساهموا فى إلقائه داخل جب سحيق من النسيان وكأن الأمر لا يعنيهم!.....
غاية ما قاله يوسف ندا فى برنامج قناة الجزيرة شاهد على العصر بتاريخ 10/1/2005 إن هذا الأمر المتعلق بالاعتقالات والإعدامات مؤلم إلا أنه طبيعى إذ "لكل ثورة أخطاء" !! ....
وعند وفاة الخمينى عام 1989 أصدر المرشد العام للإخوان حامد أبوالنصر نعيا يقطر حزنا قال فيه "الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخمينى القائد الذى فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة".....
فالخمينى, وفقا لما قاله لهم, تأثر بحسن البنا, حتى إنه أطلق على نفسه لقب "المرشد" اقتداءا بحسن البنا,....
وفى هذا يقول أحد أكابر الشيعة فى مصر, وهو أيضا أحد الأعضاء القدامى فى جماعة الإخوان, المستشار الدمرداش العقالى "وأعود لأقول إن حسن البنا كان داعيا إلى التقريب, وأذكر فى هذا الخصوص أن الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام آية الله الخمينى, حفظت للإمام حسن البنا هذه السابقة والنظرة النافذة, فاستخدمت صفته التى بدأ بها حياته وهى كلمة مرشد -وحسن البنا هو أول من تسمى بكلمة مرشد, حيث كان يطلق عليه المرشد العام للإخوان المسلمين- يجهل الناس أن الإمام الخمينى ترك جميع المسميات الحوزية فى حوزيات الشيعة مثل كلمتى المرجع والغاية وحرص على كلمة مرشد الثورة تيمنا بالإمام البنا, وقال لى من أثق فى صدقه من حول الإمام الخمينى إنه رفض أن يسمى "المرشد العام" وقال فليبق العام حقا لأول من أحيا الروح الإسلامية فى مصر فى القرن العشرين -حسن البنا- وأطلقوا اسمه على ساحة ضخمة فى طهران هى ساحة الإمام الشهيد حسن البنا "...

لم تكن وفاة الخمينى هى نهاية العهد الذى بينهما, ولكنها كانت بمثابة انتقال إلى "طور" آخر من العلاقة, ففى عهد على خامنئى, الذى أصبح "مرشدا" فى مرحلة ما بعد وفاة الخمينى, أصبحت كتب سيد قطب تدرس فى مدارس الإعداد العقائدى ل " الحرس الثورى الإيرانى ".... على خامنئى ترجم كتاب سيد قطب "المستقبل لهذا الدين" ومن فرط تأثر "خامنئى" ب "قطب" كتب مقدمة للترجمة وصف فيها سيد قطب بالمفكر المجاهد,.....
لذلك أقول وكلى ثقة ان علاقة الاخوان بإيران والشيعة علاقات قوية مثل علاقة العاهرة والقواد....
وهذه العلاقات قائمة منذ البدايات المبكرة للحركة الخومينية والبدايات المبكرة للإخوان والتاريخ لا يكذب....

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفريضة الغائبة
- نتنياهو وسياسة وضع العربة أمام الحصان
- ثقافة البناء
- امك قرعة يا اوردوغان
- المرشد الايرانى المريض ومستقبل إيران المتشددة
- الزواج السرى بين الإخوان وبريطانيا
- الكيانات الحزبية الدينية اللقيطة
- التكنولوجيا هى الحل الأمثل لكل مشاكل مصر المستعصية
- إلا أمننا القومى يا وزيرة التعاون الدولى
- ولكم فى التجربة الصينية حياة يا أولى الالباب
- عليك ان تختار
- احزاب ورقية يجب حلها
- لو كانت الفهلوة رجلاً لقتلته
- اصفع الاخوانى على قفاه يحترمك مدى الحياة
- خصخصة القطاع العام وبيعه خرب البلد
- ماذا يحدث تحديدا؟
- فتش عن المستفيد تعرف من الجانى
- الجشع والجوع السياسى
- لا تصالح معهم افرضوا القانون
- سلملى على خالتك شرعية


المزيد.....




- بتوبيخ نادر.. أغنى رجل في الصين ينتقد -تقاعس الحكومة-
- مصر.. ضجة حادث قتل تسبب فيه نجل زوجة -شيف- شهير والداخلية تك ...
- ترامب يعين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة بعد عملية اختيار طويلة ...
- ترامب بين الرئاسة والمحاكمة: هل تُحسم قضية ستورمي دانيالز قر ...
- لبنان..13 قتيلا وعشرات الجرحى جراء غارة إسرائيلية على البسطة ...
- العراق يلجأ لمجلس الأمن والمنظمات الدولية لردع إسرائيل عن إط ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعا طارئا لبحث تهديدات إسرائيل للعر ...
- ابتكار بلاستيك يتحلل في ماء البحر!
- -تفاحة الكاسترد-.. فاكهة بخصائص استثنائية!
- -كلاشينكوف- تستعرض أحدث طائراتها المسيّرة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - العاهرة الاخوانية والقواد الايرانى