أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم















المزيد.....

رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 11:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسالة إلى الزميلة الرائعة مــكــارم الــعــزاوي

كتبت الزميلة مكارم العزاوي على صفحتها الفيسبوكية, تعليقا على مقال عن سوريا وبشار الأسد, بجريدة دانماركية تدعى : POLITIKEN

(حسب صحيفة البوليتيكن الدنماركية تظهر اتهامات ضد بشار الاسد وراء قتل 95 بالمئة من الشعب السوري في هذه الحرب وان داعش الدولة الاسلامية وراء مقتل نسبة بسيطة صغيرة من الشعب السوري فكل شخص يقول ما يناسبه دون تامل اخلاقي وفلسفي انساني بان القتل جريمة نكراء سواء ان تقتل شخص واحد او تقتل مليون انا لا اقارن من كان الافضل صدام حسين ام هتلر اعتمادا على عدد القتلى لان القتل حسب فهمي جريمة نكراء سواء ان تقتل انسان واحد او تقتل مليون انسان)
عادة لا أختلف مع السيدة العزاوي, سوى بالشكل أحيانا.. أو بالأسلوب اللغوي المستعمل... ولكنني هذه المرة أختلف معها بالشكل والجوهر. وخاصة بالإحصائيات التي توردها, مستعملة نفس اللغة التي تمارسها وسائل الإعلام الغربية والعربية التي تتآمر على هذا البلد المنكوب, قبل الأزمة التي تدوم من أربعة سنوات وباشرت السنة الخامسة
وتتكرر وتتابع حتى الآن, زارعة الدجل والتضليل بالوقائع والأرقام والأسباب والدوافع. وبهذا تخفف من وطء جرائم داعش بالمنطقة.. حتى تصبح مفهومة معقولة, بعقول الغلابة والحاضنات المتعشعشة المتغلغلة بجسم هذا البلد المنكوب...فيختلط الحابل بالنابل.. مشرعا فظائع المعتدين الغرباء عن البلد.. وهذا أمـر يقتل كل حقيقة.. لأنه يسطحها ويموهها, حتى يعطيها عديدا من التسهيلات لتنخر عقول الغلابة وأحيانا غير الغلابة وحتى الناس العاديين...
أنا مثلك يا سيدتي, لست من عشاق بشار الأسد, ولا من عشاق أبيه. ولكن لـومـي وانتقادي للأخير أنه قبل مسؤولية وأخطارا واسعة, دون تمكنه من حصرها وتجنبها.. ولم يتحضر لما حدث في البلد الذي يديره لهذه الأخطار التي تدفقت عليه, حتى من أقرب أصدقائه وأبناء عمه من العربان وأحفاد بني عثمان, من زلم أشــد الأعداء تــآمـرا على بلده من ملوك وأمراء السعودية وقطر.
نعم كانت له مسؤوليات جمة بهذه الحرب. لأن السياسة هي تنبؤ أخطار المستقبل. ومخابراته ذات الصيت المشهور لم تتنبأ حتى ماذا سوف يصيب مصير الثروات التي كدسوها بالبنوك العالمية التي جمدها هذا " الأمبارغو " الذي أغرق الشعب السوري بضيق معيشة بلا حدود.. حتى التهلكة... ولن أعود إلى تصحيح كلمات تعليقك لغويا أو كميا أو تحقيقيا.. وأترك لك العودة إلى كتب القواعد.. أما صحتها الكمية والتحقيقية والسياسية, عليك يا صديقتي العودة إلى التقارير الأممية, أو بعض الحيادي النادر منها والذي لا تدين الأســد وجيشه, رغم عدائها الباتولوجي المرضي, له ولهذا الجيش الذي قدم حتى هذا اليوم أكثر من مائة ألف ضحية, دفاعا عن البلد شبرا إثر شبر.. ومع هذا ضاع أكثر من ثلث هذا البلد, ومئات آلاف الضحايا المدنيين, وهجر الملايين الغير محدودة..حتى اليوم.. على أيدي داعش والعشرات من التنظيمات الإسلامية التي تتبارى مع داعش بجميع أشكال الفظائع والممنوعات اللاإنسانية التي أدانتها حتى أشــد المنظمات عداء لبشار الأسد.
إني أفهم عداءك له.. واقدر ما عانيت من أسباب ودوافع هجرتك إلى بلد اسكندنافي, وتقييمك الحالي لحقوق الإنسان.. والمسؤوليات الاجتماعية والإنسانية التي تمارسينها الآن.. ولكنك لا تجهلين السياسات المشرقية المكركبة المعقدة المغموسة بالهلوسات الدينية والعنتريات التاريخية المكتوبة حسب رغبات الخلفاء والحكام والشيوخ والوعاظ.. بالإضافة إلى ما ينتقي منها الإعلام الغربي ومصالح من يموله, وبورصة حاجات النفط في العالم... حيث من كان ملاكا من سنوات.. يمكن أن يصبح شيطانا يجب رجمه اليوم.. ومن كان شيطانا.. يمكن أن تصبغه بكل صفات الملاك والصديق الحميم الذي يوهبنا كل خيرات بتروله, بأسعار زهيدة... أنظري إلى المملكة الوهابية وأمارة قــطــر.. واللتين لا تعرفان حتى ما معنى كلمة حقوق الإنسان.. يفتح لهما الغرب وخــاصة فرنسا أحضانهم .. وأكثر.. وتشتريان كل ما ترغبان من ممتلكات, حتى الحساسة الاستراتيجية منها.. بلا حسيب أو رقيب... ورغم كل ما يجري فيهما من تشجيع وتمويل ــ من فوق الطاولة وتحتها ــ لجميع المنظمات الإرهابية الإسلامية, لا تحاسبها ولا تسائلها قطعا أي من المنظمات الأممية أو الحقوقية.. ولا تجري بهما أية دراسات أو تحقيقات عن الجرائم ضد الإنسانية التي تسببها هاتان الدولتان , داخل وخارج جدرانها... ولماذا كل دول الغرب تضغط وتحارب إيران من أجل مشاريعها النووية, ولا تسائل دولة إسرائيل, لماذا تــخــزن وتــملــك آلاف القنابل الذرية والنووية؟؟؟... بالإضافة إلى ممارسات لا إنسانية ضد الشعب الفلسطيني يسمى Génocide و Apatheid. وندان إن استعملنا هاتين الكلمتين ضد هذه الدولة بأي إعلام غــربــي.
لماذا يمكننا أن نشتم بشار الأسد صباحا ومساء.. فتفتح جميع الأبواب والإمكانيات لشتمه ونعته بجميع الكلمات.. ونتهم بمعاداة السامية والعنصرية, إن انتقدنا اللوبي الصهيوني في فرنسا ومداخلاته وهيمنته على الإعلام والسياسة والمؤسسات الاستراتيجية الهامة... بينما خلال العشرين سنة الأخيرة, بدأ تطبيق مشروع كيسنجر العتيق الذي يعود للستينات والسبعينات, عن فكرة تفجير الشرق الأوسط ودوله وكياناته, واحدة تلو الأخرى. حتى تتوسع دولة إسرائيل وتهيمن عليه استراتيجيا واقتصاديا... واليوم.. واليوم بما سمي ألف مرة خطأ " الربيع العربي ".. ألم نصل إلى قعر جورة العتمات؟؟؟... وما هي داعش غير بداية هذا التفجير الإنساني المرسوم.. والعودة إلى انحطاط اجتماعي واقتصادي وبشري, بــحــربــة الدين.. قتل وذبح جماعي وتفجير وتهجير اجتماعي وتفكيك كيانات دولية كاملة... إعــصــار كامل.. جهنم حقيقية على الأرض تحرق الأخضر واليابس... وتقضي على كل أمل بالحياة... حتى يتحقق في بلداننا مشروع كيسنجر الاستعماري الأمريكي ــ الصهيوني.......
بشار الأسد ــ اليوم ــ ليس العدو وليس الخطر... الخطر هو هذا الإرهاب الإسلامي الذي يذبح الإنسانية ويفجر كل آثار تقدم وفكر وحضارة... القتل باسم الشريعة.. تفجير الكنائس والجوامع والتماثيل والبنى التحتية والفوقية لكل مدينة, لكل حياة.. هذا هو الخطر الذي لا يوضع ولا يقابل بأي ميزان ولا أي عقل إنسان عادي يا صديقتي.. وتعليقك الفيسبوكي أقلقني.. نظرا لصداقتي ومودتي واحترامي لك.. لأنك تضعين القاتل والمقتول بنفس السلة المدماة.. وهكذا تضيفين ضباب الكلمات على ما يحاك من أكاذيب هوليودية مفبركة مثيرة ضـد ســوريا.. هـذا البلد التاريخي الرائع التي أشرت عدة مرات أنك تعرفينه وتحبينه..وتعرفين أهله.. ولك فيه عديد من الذكريات والأحبة...العدو والخطر الداهم اليوم يا سيدتي هو داعش وشريعته... قبل أي شــيء آخـر... وبعدها نحاسب الأسـد... إن تبقى على هذه الأرض أي فكر سياسي حكيم يستطيع المحاسبة والتقييم... وبعدها لكل حادث حديث......
وحتى نلتقي.. لك ديمومة مودتي وصداقتي واحترامي...
*********
على الهامش :
مقابلة مع الأخـضـر الابـراهـيـمـي
ــ السيد الأخضر الإبراهيمي, والذي كان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية لمحادثات حــل المشكلة السورية من آب 2012 لغاية أيار 2014, متخليا عن مهمته بعد فشل محادثات Genève 2. وهو اليوم يدرس بكلية علوم سياسية. وبمقابلة مع موقع Orient XXI, أجرتها معه الصحفية Chloé DOMAT نقلها بالكامل يوم البارحة موقع Médiapart الفرنسي المشهور.. صرح أن جميع الأطراف أخطأوا بتقديراتهم للأزمة السورية, عندما فكروا بأن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يرحل بسرعة, كجميع رؤساء الدول التي عصف بها ما سمي " الربيع العربي ".. وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وجميع الدول الغربية التي ساهمت ــ سياسيا ـ بدعم المعارضات الداخلية والخارجية. وأن التحليل الروسي بأن الرئيس السوري سوف يصمد للعاصفة ويبقى... هو القائم حتى الآن... وبقية كل الحلول والآراء, وخاصة المغرضة, قد فشلت حتى هذه الساعة. لأن جميع الأطراف السياسية المتناحرة المختلفة, يزداد تعنتها يوما عن يوم. وسوريا باقية (حسب رأيه).. ولكنها لا يمكن أن تحيا مــجــزأة, كما هي اليوم. وأن مشكلة داعش ووجودها, سوف تزول إن ساهمت جميع الأمم ــ بجد وصدق ــ للمساعدة بحل المشاكل الداخلية القديمة المنغرسة العتيقة بكل من العراق وسوريا. وكما ولدت القاعدة, أتت بعدها داعش وخلافتها.. وسوف تأتي منظمات على شاكلتها بعدها أيضا.. إن لـم تستأصل المشاكل الاجتماعية والمعيشية المعقدة العديدة في الشرق الأوسط...
بــــالانــــتــــظــــار
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. هــنــاك وهــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى السيدة الكبيرة مريم نجمة
- الحرب العالمية الرابعة... فيديو تصوري... يمكن أن يحث
- راضي.. ونصف راضي.. وغير راضي...
- تغيرات في البوصلة؟؟؟...
- عودة إلى الفن والسياسة لخدمة السلام... وبعض هوامش وتساؤلات ض ...
- عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...
- الفن والسياسة بخدمة السلام
- تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة
- غضب حقيقي... وتساؤلات مشروعة...
- تابع خربشات...
- خربشات سورية فرنسية...
- داعش.. وبعض من خفاياها... وغدر أبناء عمومنا العربان...
- القناص الأمريكي Américan Sniper
- مسلسل هوليودي... بايخ...
- لمتى تستمر الجريمة؟... والعالم صامت؟؟؟...
- ما زلنا نصدق حكاياها... أمريكا...
- خلاف بين أمي وعشيقتي...
- وعن الإعلام الغربي.. وسياسات الكذب...
- فيسبوكيات.. وتوضيح.
- تابعوا الإرهاب والقتلة...


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم