بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 19:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تكثف جمهورية مصر العربية في الآوانة الأخيرة من مناوراتها الحربية على جبهات متعددة منها الجبهة الغربية وسيناء ، بالتوازي مع هذا النشاط تطلق الديبلوماسية تصريحات ورسائل مضمونة الوصول إزاء التطورات الأخيرة في اليمن وما يمكن أن يؤدي إغلاق مضيق باب المندب شريان التواصل التجاري مع الخارج . هذه التصريحات تعتبر من العيار الثقيل إذا ما أخذنا بعين الإعتبار المأزق وحجم الورطة لدول التعاون الخليجي بعد الإطاحة بالعاصمة صنعاء من قبل الحوثيين الموالين لإيران ،فتحوّل السياسة المصرية بدفتها نحو الرياض وأبو ظبي بعد التخلي عن الدور القطري في التمويل والديبلوماسية يفرض إستحقاقات قادمة بل وخطيرة على مصر . إستحقاقات تنبع في البداية من الدور التاريخي لها في الدفاع عن مصالح الأمة العربية وهذا ثابت ، ثانيا المصريون وفي ظل بورود مريب للعلاقات مع إيران وحليفتها سوريا أحيانا غير مفهوم تتأهب لإيقاف المدّ الإيراني في المنطقة . الجمهورية الإسلامية تبدو في أوج طموحاتها لتحقيق مجال حيوي يحي مجد إمبراطوية فارس في ظل نهضة التضامنات المذهبية البغيضة في المنطقة ، مناورة "رعد 23" التي نفذتها القوات المصرية بالذخيرة الحية وأشركت فرق الصاعقة الخاصة وقبلها "نصر 13" أيضا مناورات تحاكي سيناريوات مختلفة للتعامل مع أهداف بحرية وجوية وإنزالات للمظليين ...
المصريون يفهمون جيدا حجم الخطر إذا ما إستطاعت إيران الإيقاع الكامل ياليمن ومحاصرة حلفائها في المنطقة خاصة العربية السعودية ، بالإضافة إلى أن هذا الدور كانت مصر قد جربته في عصر النهضة القومية للعرب حيث نجحت في إيصال الثوار اليمنيين للحكم وإسقاط الأئمة الحاكمين التابعين للسعودة ، التاريخ عجلة تدور اليوم مصر في مهمة تثبيت المملكة العجوز التي فشلت خياراتها في الحرب بالوكالة وتواجه هجوما معاكسا من حدوده الشرقية أكثر خطورة ، والسعوديون يعلمون جيدا أن القوة الوحيدة القادرة اليوم على إيقاف طموحات الجمهورية الإسلامية في ظل سلبية دور الأتراك هي مصر بإمكاناتها وخبراتها مثلما كان الأمر عند إشتياح صدام حسين للكويت عام 1991 . ربما التصادم الإيراني المصري سيكون على المدى الطويل لكن الأحداث في اليمن السعيد تسرع من نسقه بل وتعجله ، السعودية تهدد بإقحام "درع الجزيرة" على الشاكلة البحرينية ، لن يجدي أمام الزخم الحاصل البشري من جهة والإستراتيجي فالتعبئة الأخيرة لإسقاط مدن الجنوب في اليمن يشارك فيها خبراء من الحرس الثوري الإيراني قوات الإحتياط المعروفة "بالباسيج" قتلة يصطدون غايات دينية وطائفية كبيرة ،فوضى ميليشيات باطنها شعلة الطموح الإيراني وآفاقه صدام مترقب على أرض الجزيرة.
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟