عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 01:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حديث الإستخصاء الماكر
كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا شيء فقلنا ألا نستخصي ؟ فنهانا عن ذلك ، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب ، ثم قرأ علينا : يا أيها الذين أمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين.
الراوي: عبدالله بن مسعود
المحدث: البخاري
المصدر: صحيح البخاري
الاستخصاء هو فعل الخِصاء اي سل الخصيتين وازالتهما ، وهما البيضتان من أعضاء التناسل ،
سُئِلَ الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-;- ـ: ما معنى الاِختصاء الَّذي ورد ذكرهُ فِي الحديث؟
فأجابَ بقوله: النَّهي عن الاِختصاء: هو سل الخصيتين كما يفعل للغنم، وتسل الخصيتان.
فهـٰ-;-ذا معنى الاِختصاء الَّذي نهىٰ-;- عنه النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ-;- آلِهِ وَسَلَّمَ، وطَلَبَ سعد بْن أبِي وقَّاص وعثمان بن مظعون، وجماعة مِنَ الصَّحابة أنْ يختصُّوا فلم يُرخِّص لهم النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ-;- آلِهِ وَسَلَّمَ.
+++++++++
السؤال (ألا نستخصي) ينطوي على خبث و مكر مقصودين.
إذ كيف لمجاهدين من الصحابة الكرام يغزون في سبيل الله أن يفكروا في إخصاء أنفسهم لمجرد أن غريزة ممارسة الجنس قد أخذت بعقولهم مأخذاً عظيماً ؟ و كأن عملية الإخصاء مجرد عملية مرحلية عارضة لظرف معين عابر.
المتأمل في هذا الحديث يخيّل له أن عملية الإستخصاء كانت شائعة في الحجاز أيام محمد، كلما عجز أحدهم عن تدبير شأن غريزته المكبوتة. بينما الوقائع التاريخية تؤكد أن العرب كانوا منحلّين أخلاقياً تجاه إشباع شبقهم الجنسي و أن الدعارة كانت متفشّية في المجتمع البدوي، بدليل تواجد الباغيات صاحبات الرايات الحمر و ظاهرة الإستبضاع المخزية.
السائل الخبيث أراد من سؤاله الماكر أن يحرج محمد حتى يبيح للمجاهدين الأبرار ممارسة الجنس بأسهل الطرق الممكنة. مثله في ذلك مثل من يرى نبيذاً و تشتهي نفسه إحتساءه فيقول معلّلاً رغبته: هل تريدونني أن أموت عطشاً؟
السائل أو السائلون كانوا إذن على يقين من أن محمد لن يوافقهم على عملية الإستخصاء تاركين له أمر إيجاد حل للمعضلة.
و قد نالوا مرادهم من نبيّهم المتفسّخ جنسياً بدون لأْي يذكر.
تراث إسلامي تُزكم رائحته الأنوف و العقول.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)