أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!














المزيد.....

لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رئيس الجمعية النفسية العراقية ومؤسسها
مع ان بين اهل تكريت من استقبل مقاتلي الجيش والحشد الشعبي بالترحاب والزغاريد..صدقا او توددا او دفعا لشرّ! ،فانهم صدموا حين قرأوا على (بيريات) بعض المقاتلين عبارات افزعتهم :(يالثارات الحسين..لبيك ياحسين).فراحت مخاوفهم تستحضر الماضي وأخذتهم الى ان تكريت هي في نظر الشيعي القادم اليها الآن بزي المقاتل..مطلوبة بثأر عشرات الالاف من الذين دفنتهم احياء..وان دمه يغلي للانتقام الذي يشفي الغليل، وان تكريت هي مسقط رأس الطاغية الذي اذلّ الشيعي وجعل لقب (التكريتي) فوق كل الالقاب حتى لو كان صاحب عمامة سوداء وله مقلّدوه..وتروح سيكولوجيا الغالب والمغلوب تصور الامر للطرفين بأن ساعة الحساب قد حقّت!
ومشهد شيعي آخر تجسّد في ان رؤساء وممثلي الكتل السياسية الشيعية وفصائل المقاومة (المليشيات) دخلوا لها في نظر آخرين بصفة (فاتحين)..فكان بينهم من افترش شوارعها او دخل جوامعها وصلّى (مسبل اليدين) بطريقة لها اكثر من دلالة سيكولوجية..انها تشكل استفزازا لسنّة تكريت ممتزجا بمشاعر مذلّة لهم،فضلا عن انها تحمل رسالة ضمنية تقول لأهل تكريت: اننا نحن الشيعة الذين حررناكم وفككنا اسركم من داعش..وانكم مدينون لنا بهذا الفضل..وسدادكم له يكون بطاعتكم لنا.
ومشهد ثالث جسّدته وسائل اعلام شيعية اخذت تفاخر بنصرها الذي صورته شيعيا خالصا.وسارعت رموز شيعية على التواجد في تكريت بعد تحريرها،باساليب تنافس ومزايدات، شارك فيها حتى الذين اتهموا بانهم كانوا السبب في احتلال داعش لتكريت.
ومشهد رابع رفعته رايات خضراء وصفراء حملها مقاتلو الحشد الشعبي ترافق راية العلم العراقي،وصور لرموز دينية،بالرغم من ان السيد علي السستاني اصدر امرا يمنع فيه رفع صورة في ساحات المعارك وفي المناطق المحررة.
ولعبت وسائل اعلام عربية واجنبية اظهرت ان ما يحصل هو ان الشيعة دخلوا تكريت لأخذ الثأر لا لتحريرها من داعش..وان الايرانيين هم الذين يقودون او يشاركون في المعارك ،وانهم سينتقمون من اهلها شرّ انتقام لأن (ابنها..صدام التكريتي) هو الذي اباد مئات الآلاف من الايرانيين..يعززه تواجد قادة ايرانيين وصفوا بانهم مستشاريين، يفترض ان يكون مكانهم في بغداد،فيما واقع الحال انهم في ساحات المعارك.
يعزز هذا الانطباع تقارير منظمات عالمية معنية بحقوق الانسان.فقد افادت منظمة (هيومن رايتس ووتش) عن حصول انتهاكات خطيرة تمثلت بالاعتداء على اشخاص ونهب وتدمير ممتلكات وحرق قرى بدءأ من تحرير آمرلي الى دخول مدينة تكريت..وجرى التركيز على ان المتهم بها هو الحشد الشعبي.ومع ان السيد العبادي وصف تلك الانتهاكات بانها حالات فردية،فانه ينبغي النظر الى ان الاعمال العسكرية التي تجري في تكريت..هي ذات طبيعة معقدة،وانه يصعب الحصول على تقارير ميدانية تتمتع بالمصداقية.
اللاعبان الخطيران اللذان يثيران الفتنة بين سنّة العراق وشيعته هما امريكا وايران. فقبل ان يكتمل النصر على داعش في صلاح الدين،صرّح المستشار الايراني (الشيخ يونسي) بزهو فيه نفس امبراطوري بـ(ان العراق اليوم لا يمثل مجرد مجال حضاري لنفوذنا فيه بل هو هويتنا وثقافتنا..وان جغرافيا العراق وايران لا يمكن فصلهما..وليس امامنا مع العراق سوى خيارين..اما ان نحارب او نصير حالة واحدة).وفي ايام الحدث نفسها(10-21آذار)،اشار الجنرال الامريكي ديمبسي الى ان تعمّق النفوذ الايراني في العراق يثير قلقا في المنطقة خصوصا الدول العربية،تبعه هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية معبّرا عن عدم ارتياحه حيال النفوذ الايراني في العراق الذي( اصبح مؤكدا مع الهجوم على تكريت الذي تشنه القوات العراقية ومليشيات شيعية مدعومة من ايران)..تبعهما صاحب الخبرة العسكرية الكبيرة في العراق،الجنرال ديفيد باتريوس بتصريح اقوى:(ان الميلشيات الشيعية في العراق اخطر من داعش..وانها تستولي على الاراضي بدعم من ايران).
بالمقابل،هنالك تصريحات غير مسؤولة لابرز قائد ميداني في الحشد الشعبي السيد هادي العامري بقوله (لولا قاسم سليماني لسقطت بغداد..وان على العراقيين ان يقيموا تمثالا لقاسم سليماني)..وفي هذا (تجيير) الى ان النصر في تكريت سيكون (شيعيّا ايرانيا) واجحاف بحق المقاتلين العراقيين وتقليل من قوة الجيش العراقي الذي استردّ في تكريت بعض ما كان قد خسره من اعتبار وهيبة في سقوط الموصل.
ان التطرف في معارك من هذا النوع..يكون في اقصى اندفاعاته..فالمتطرف السني يعدّ ما حصل (جرائم ترتكبها ميليشيات شيعية).بل ان اتحاد القوى (الممثل السياسي للسنّة) كان ضد العمليات العسكرية في صلاح الدين،ثم ساندها وشارك بتسعمائة مقاتل بينهم مئتان وخمسون من مدينة تكريت..والفضل في ذلك يعود الى المرجعية الدينية في النجف التي حرّمت الاعتداء على المواطنين والتجاوز على ممتلكاتهم ،والتزام قيادات الحشد الشعبي بذلك المصحوب بتأكيد القائد العام للقوات المسلحة..مع حصول حالات انتهاك وثقتها وكالات اخبارية ووسائل اتصال عبر الانترنت.
ولضمان احتواء تداعيات عنونة (شيعية النصر في تكريت)،ينبغي الترويج بأن نعدّه نصرا عراقيا..براية واحدة هي العلم العراقي،وان يكون للجيش العراقي الدور الرائد في هذا التحرير، سيما وان وزير الدفاع العراقي،خالد العبيدي،اكد وجود تنسيق ميداني عال بين قيادات الجيش والحشد الشعبي. وان يكون مسك الأرض في المدن المحررة من قبل اهلها ،وبدونه لن يكون هنالك تحرير وسلم اجتماعي بين الطائفتين.وان تخص الحكومة المركزية (الشيعية) عوائل النازحين في مدن وقرى صلاح الدين برعاية استثنائية..بصيغة المواطنة لا بصيغة المنّة،وأن تولي الخدمات والبنى التحتية في مدينة تكريت اهتماما خاصا..بدءا من اعادة ابنية جامعة تكريت التي تحولت الى اطلال بحسب المراسلين.
ان التاريخ يقدم للعراقيين فرصة يجب ان يستثمروها لانهاء الطائفية،فللمرة الأولى بعد التغيير يمتزج معا..دم السنّي بدم الشيعي في تكريت!..من اجل العراق.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
- المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
- غياب رجل الدولة في العراق
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة سيكولوجية (2 ...
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة فلسفية (1-2)
- فاتن حمامه وسعاد حسني..الضد وضده النوعي
- واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..مداخلة للدكتور رياض عبد
- واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..تحليل سيكوبولتك
- كتابات ساخرة..حكايتي مع الستوته!
- مؤسسة الفكر العربي..انجاز رائد
- الصباح تحتفي ب(حذار من اليأس)
- حكومات وبرلمانات ديمقراطية..تنهب شعبها!
- ازمة العقل العربي المعاصر
- الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (3 -3)
- الشخصية السياسية العراقية - دراسة تحليلية (2 -3)


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!