|
السامى اللبيب و التأصيل العلمى و النفسى لثقافة الأديان السالبة
رمسيس حنا
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 23:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
فى مقالة له بتاريخ 15 مارس 2015 و تحت عنوان (تأملات فى ثقافة الأديان السالبة) و هذا رابطه على موقع الحوار المتمدن: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=459474 يتناول الفليسوف السامى اللبيب فى مقالته (تأملات فى ثقافة الأديان السالبة) عدة محاور سلوكية تؤثر تأثيراً و اضحاً على الأفراد و المجتمعات التى يعيش فيها المؤمنون. فهو يتناول هذه العلاقة ليس من منطلق التفتيش أو البحث أو التدخل فى علاقة المؤمن بمعبوده طالما ظلت هذه العلاقة علاقة ثنائية خاصة لا تطال غير المؤمن و معبوده فقط. و لكن طالما ينعكس إيمان المؤمن على سلوكياته و تعاملاته مع أفراد المجتمع فكان لابد أن توضع هذه السلوكيات و المعاملات تحت مجهر النقد حيث انه لم يعد الإيمان علاقة شخصية بين المؤمن و معبوده بل هى علاقة تلقى بكل ظلالها على أفراد المجتمعات بينما لا نتاج أو تأثير أو ظواهر أو مشاهدات لعلاقة المؤمن مع معبوده. فمثلاً لم يدعونا أحد المؤمنين لمشاهدة هذه العلاقة الثنائية و ما يدور فيها و ما تأثيرها على المؤمن إبّان تفعيل علاقة المؤمن بمعبوده، و لو طالبت من المؤمن أن يريك كيف يتعامل مع معبوده أو كيف يتعامل معبوده معه فى جلسة أو حضرة هذه العبودية فلن تسمع غير رده: (و ما دخلك أو ما شأنك فى علاقتى الخاصة بمعبودى؟) و رغم هذه الخصوصية يريدك أنت أن تقيم علاقة مع معبوده و لكنها لا تكون خاصة بينك و بين هذا المعبود بل علاقة على الملأ و فى الجهر بل يصل الأمر به للتفتيش و الإشراف على هذه العلاقة التى تنحصر فى اَداء طقوس جسدية و تمتمات لغوية. تفصح عن أن المؤمن العابد ما هو إلا الأنا (ego) و ما المعبود إلا الهوية أو (id) و بينهما ينحصر و يختنق الأنا الأعلى (superego) مما يؤدى الى إرتباك و خلل فى سلوكيات المؤمن ليس فقط تجاه نفسه و لكن تجاه الاَخرين الذين يتعامل معهم من بنى جنسه. و بالتالى فإن هذه العلاقة تظل أحادية الطرف بين مؤمن و معبود غير مدرك بالحواس أو العقل أو الخيال للكافة و العامة بما فى ذلك المؤمن العبد نفسه، و يكون فيها (superego) حائرأ و مرتبكاً بين الأنا (ego) و الهوية (id) إن لم يكن متغيباً تماماً. و من هذه الخلفية يفحص السامى اللبيب فى مقاله سلوكيات و تعاملات المؤمن بينه و بين معبوده (نفسه) من جهة و بينه و بين المختلفين معه من بنى جنسه من ناحية أخرى ليتوصل فى النهاية الى سلبيات ثقافة الأديان التى تنتهك إنسانية المؤمن نفسه و التى بها يريد أن ينتهك إنسانية الاَخرين المختلفين معه. لقد قدم السامى اللبيب لمقاله بكشف محتواه و بؤرة تركيزه فى الجملة الأخيرة من الفقرة الأولى فى مقاله عندما ذكر " يكون نقدنا للعملية الإيمانية كونها تنتهك إنسانية الإنسان وتسحقه وتهمشه وتنال من حياته وحياة الآخرين لتغمره فى حالة نفسية تستعذب المازوخية والسادية والنرجسية وتستحضر العنصرية والنبذ والكراهية لتلفظ معها التعايش الحضارى السلمى بين البشر". و لأن السامى اللبيب يستخدم مصطلحات من علم النفس فكان لابد لنا أن نفحص مدلولاتها و دلالاتها لكى نتعرف على كيفية تأثير الثقافة السلبية على العقل. يتناول السامى اللبيب فى مقاله عدة محاور يبين فيها كنت تأثير الثقافة السلبية أو السالبة على شخصية و عقل المؤمن و بالتالى على تفكيره و سلوكه. فهو يبدأ بتوضيح الفرق بين الإعتقاد و الإيمان ثم يتناول دلالة دفاع المؤمن عن إلهه و شهادته له، ثم يتعرض الكاتب لإندماج شخصية المؤمن بإلهه و كيف يتم التجييش لـ أو الإجماع على هذه الشخصية؛ ثم يتناول كيفية إقامة الصرح الدينى على أطلال المشاعر الإنسانية؛ ليكشف صورة أله أخروى هو فى حقيقته تعبير تعبير عن شخصية إيمانية ممسوخة هو إحدى عوامل الصراع الفكرى الناشب فى عقل الشخصية الإيماتية و الذى يؤدى الى خراب العقل الإيمانى نتيجة الأحساس بالعدمية فيستعيض عنها بالتمايز و الغطرسة و العنصرية و البراجماتية التى ترزح تحت وطأة السادية و الماسوشية.
1- الفرق بين الإعتقاد و الإيمان:
منذ بداية مقاله يريد السامى اللبيب أن يوضح الفرق بين الإعتقاد و الإيمان فـيمثل الإعتقاد بحمل "حقيبة فارغة و تصدق أنك أمين على حقيبة مملؤة نفائس." و من وجهة نظري فان الكاتب يريد أن يركز على خصوصية الإعتقاد و مرونته فالإعتقاد يظل و جهة نظر شخصية قابلة للفحص من صاحبها أو من الأخرين إذا ما تم عرضها عليهم و يتم عرض الإعتقاد إذا ما طُلِب من صاحبة إبداء وجهة نظره فى محتوى أمر ما (حقيبة) و بالتالى فإن حامل الحقيبة أو صاحب و جهة النظر يمكنه فتحها و التنقيب فى محتوياتها فإذا و جدها فارغة سوف يهمل الحقيبة و إن وجد بها شيئاً فأنه يتفحصه و يعيد تقييمه و أعتقد أن هذا هو الفرق بين الملحد و المؤمن. فالإحاد هو إعتقاد قابل للفحص و المراجعة من قبل الملحد. أما الإيمان هو – كما يقول الكاتب - تصديق "أنك أمين على حقيبة مملوءة نفائس و مطلوب منك أن تعلن للكافة بأن الحقيبة مملوءة نفائس و عليك المحافظة على الحقيبة مغلقة و الدفاع عنها بروحك و تقوم بتوصيلها لمكان ما أو شخص ما سيحاسبك على ما فى الحقيبة و لا تفكر فى فتحها و تفتيشها للتأكد من محتوياتها." فالإيمان هنا تسليم كامل بكل ما يقال لك من قِبل من كلفك بحمل هذه الحقيبة و المحافظة على هذا اللوت (lot) الأيمانى دون فحصه أو التفتيش فيه لأنك لا تمثل شيئاً لهذه الحقيبة فأنت مجرد حمّال بائس لها بينما الحقيبة تمثل لك كل شيئ و لا تدرى كيف يرتبط وجودك بوجود هذه الحقيبة إلا عندما تجدها جزء من كينونتك فيكفى أن تظهر هذه الحقيبة الفارغة فتكون هى – و ليس شخصك أو ملامحك التى حلت مكانها الحقيبة – هى جواز مرورك لما تريد الحصول عليه. بل مطلوب منك أن تستنسخ حقائب أخرى و تدعو أو تجبر الاَخرين على حملها. فاصحاب الحقيبة الفارغة يطلبون منك أن تؤمن بما يؤمنون ... بالله و الروح ... و هم لا يعرفون عنهما شيئاً ... فعليك أن تحمل الحقيبة مثلهم و تؤمن أن بها نفائس و لا تحاول أن تبحث أو تفتش عن محتويات الحقيبة – فما بالك إذا كانت الحقيبة فارغة – لنصل فى النهاية أنك دائماً موضع إتهام إذا ما حاولت أنت أن تفتش الحقيبة أو حتى حاولت أن تسأل عن محتوياتها دون أن تفتحها.
2- دفاع المؤمن عن إلهه هو مسبة لهذا الإله
يوجه الكاتب أنظارنا الى بديهية عقلية بسيطة هى من ينبغى عليه الدفاع عن من؟ هل ينبغى على الضعيف أن يدافع عن القوى؟ ام العكس؟ اليس مسبة كبيرة فى أن يطلب القوى الدفاع عنه من الضعيف؟ فإذا هب الضعيف للدفاع عن القوى من تلقاء نفسه الا يُعد هذا العمل إستهانة و عدم ثقة فى القوى؟ الا يُعد هذا دليل واضح على أن المؤمن يعترف صراحةُ أولاً: بعجز اإلهه عن الدفاع عن نفسه؟ ثانياً: الا يُعد هذا إعترافاً صريحاً من المؤمن المدافع بعدم مقدرة إلهه على برمجة هذا المخلوق الغير مؤمن/هذا المنتج المصنوع لأداء المهمة التى خلقه أو صنعه من أجلها و هى عبادته فهو ما خلق الجن و الإنس إلا ليعبدوه؟ ثالثاً: هل يعنى ذلك أن المؤمن ينفى عن إلهه معرفته الكاملة بما صنع و ينفى عنه مقدرته على التحكم فيما صنع أو خلق؟؟ و لا يمكن الرد على هذا أن الله خلق الانسان حراً ... فاذا كان الله برمج عقل الأنسان على حرية ألأيمان به أو عدمه فمن شاء أن يؤمن و من شاء أن يكفر إذا لماذا يطلب من تابعيه أن يجبروا غير المؤمن على ألإيمان به بل و يأمرهم و يكلفهم بأن يقتلوا غيرالمؤمنين به أين وجدوهم و أن يقعدو لهم كل مرصد ... أى أن الإله يحرض تابعيه على إرتكاب جرائم قتل مع سبق الإصرار و الترصد و هى (جريمة القتل مع سبق الإصرار و الترصد) التى جرمها قانون البشر الوضعى و جعلها ضمن الجنايات الضخمة؛ فهل يسموا قانون البشر على قانون الإله؟ و هل عقاب غير المؤمن بالقتل بواسطة المؤمنين ينفى عن هذا الإله العدالة لأنه يأمر تابعيه بتعذيبهم و إعدامهم فى الدنيا بالإضافة الى ما أعده هو لهم من عذاب أبدي فى الاَخرة؟؟ و هل هذا الإله لا عمل له غير إمتاع المؤمنين و مشاهدته لهم و متعته برؤيته لهم و هم يمارسون الجنس مع حوريات العين؟؟ فإذا ما إعتراه الملل من مشاهدة وقائع البورنو يقوم بمشاهدة و قائع تعذيب غير المؤمنين و إمتاع نفسه برؤيتهم يتلوون من العذاب و سماعه لهم و هم يصرخون من الأهوال؟؟ ... أم أن عمل الله لا يقتصر على المشاهدة فقط بل حيث يكون هو متفرغاُ و مبدعاً فى تعذيبهم و ذلك بتبديل جلودهم كلما تهرأت ليذوقوا السعير ألواناً؟؟ ... إذاً هذا المخلوق المسكين الغير مؤمن يجتمع عليه المؤمنون و الههم فيتلقى عقابين أحدهما فى الدنيا حتى يموت و الثانى بدون نهاية ... لنقرب الصورة: أن إنسان عاش لمدة ثلاثين سنة كافراً ثم أخذ طريحة العقاب من المؤمنين ... فسملوا عينيه ... ثم قطعوا يديه و رجليه من خلاف ... ثم قطعوا لسانه الذى نطق بالكفر ... ثم ذبحوه حتى أنهوا حياته ... ثم بعد موته قطعه المؤمنون إرباُ إرباً ... ثم تم شيه و أكله بواسطة المؤمنين ... ثم جُمعت أشّلاءه ... ثم أنزلوه القبر ليجد الثعبان الأقرع ينتظره ... و ما أدراك بالعذاب الذى يعانى منه غير المؤمن فيما يعرف بعذاب القبر حتى يأتى يوم القيامة فيسلمه الثعبان الأقرع الى الإله الذى يحشره فى نار جهنم ... حيث يقوم الملاك المختص بـ أو القائم على النار بتقليبه على الجانبين أو يضعه فى شواية الخرفان و يقوم الملاك بإدرة هذه الشواية حتى ينضح المسكين و يتهرأ جلده ... فيقوم الملاك بكتابة تقريره للإله بتمام نضج المسكين ... فيقوم هذا الإله بتجديد جلد هذا المسكين بنفس الطريقة التى يقوم بها بترقيع أو بتركيب أغشية البكارة لحوريات العين الخاصة بكل مؤمن. فهل هذا هو الإله الذى يعرفه المؤمنون و يدعون الدفاع عنه بنشر الرعب و إرنكاب المجازر؟؟
3- شهادة المؤمن لإلهه
يتطرق السامى اللبيب الى شهادة المؤمن لإله لم ولن يراه المؤمن اللهم إلا إذا كان المؤمن يشهد لذاته. و فى واقع الأمر فان هذه الشهادة التى يرددها المؤمن لإلهه مرات عديدة كل يوم شهادة باطلة فى حد ذاتها لأنها شهادة شاهد لم ير شيئاً؛ و لذلك فهى تُعد شهادة زور يؤديها المؤمن تنفيذاً لِما فرض عليه و طُلِب منه دون فحص أو تمحيص. فهو لم يعاين من يشهد له بل إكتفى بترديد ما أملى عليه ... فالوضع الطبيعى أن يرتبط الكلام "الشهادة" بصورة يرسمها العقل فى المخ لمن تكون الشهادة فى صالحه؛ و الشهادة تكون فى صالح طرف ضد طرف من نفس الجنس ... و هذا إعتراف صريح "بوجود" الطرفين على قدم وثاق ... تجمع بينهما الندية مع فارق، فالإله الذى ينفى وجوده الشاهد له وجود مادى حتى لو كان صنماً، أما الإله الذى يشهد له المؤمن لا وجود مادى له و لا حتى صورة له فى خياله فليس كمثله شيئ و تكون شهادة المؤمن نتاج نزوة فى نفسه دلائل أو معاينة. كما أن الشهادة تعتمد الفاظ لغوية سالبة للصفة و ليست الوجود فالشهادة سالبة و منقوصة تماماً حيث يتوقف وجود المستثنى بإلا "الله" على نفى المستثنى منه "إله" بإضافة اداة التعريف "ال" الألف و اللام التى لو حُذفت لا تعطى معنى. و هذه المقولة هى فى الواقع مغالطة منطقية و لغو يكفى لترديدها جرس و إيقاع حرف "اللام" الى يتكرر فى كل كلمة من الكلمات المكونة لها. و لكى تصبح هذه الشهادة صحيحة فلابد من إضافة محددات أخرى. فمثلاً عندما نقول: "لا ماء إلا الماء" فهذه المقولة من المغالطات المنطقية التى قد نقبلها أو يقبلها العقل لوجود صورة وجودية واضحة للماء فى العقل و وجود محددات لها فى سياقها "المكان و الزمان" و رغم ذلك فأننا نشعر بالخلل و النقص فى شهادة أو مقولة "لا ماء إلا الماء" و تصبح لغواً لا يفضى الى نتيحة أو معنى. فلو أعدنا صياغة الحكم أو الشهادة أو العبارة – سمها كما تشاء – لتكون: "لا يوجد ماء غير الماء فى هذا الكوب الاَن" أو "لا يوجد ماء الاَن إلا الماء فى هذا الكوب" فتصبح الجملة أو المقولة حكماً منطقياً سليماً يقبله العقل و يفهمه البسطاء. و لكن المشكلة فى هذا الحكم "الشهادة" الغير منطقى هو وجود المنفى و معاينته أما المستثنى من النفى لا وجود له ولا يمكن لأى أحد من مدعى وجوده أن يعاينه؛ و لا حتى يوجد له صورة تأريخية يمكن أن يستحضرها المؤمن عند الإدلاء بشهادته. و لهذا توصل الكاتب الى أن واقع الشهادة التى يرددها المؤمن هى شهادة لنفسه بسبب إمتزاج شخصية المؤمن و إلهه ليكونا شخصية واحدة.
4- إمتزاج شخصية المؤمن و إلهه
أعتقد شخصياً أن إمتزاج المؤمن و إلهه فى هوية واحدة هى مساهمة أصيلة توصل لها السامى اللبيب. فكشفه لهذه المساهمة كان بمثابة صدمة للكثيرين رغم أن المدرسة الرومانسية إعتبرت الأنسان إلهاً فى تمردها على الله نفسه فى محاولة منها لرفع قيمة الإنسان و من ثم كان تمرد الرومانسيين تمرداً إيجابياً؛ و لكن مساهمة السامى اللبيب تكشف عن خيبة أمل حقيقية تجتاح المؤمن فى إله يسلك بطريقة عدائية نحو مخلوقاته الضعيفة فأراد الإنسان المؤمن أن يثبت لإلهه أنه ليس بهذا الضعف بل ان و جود هذا الإله مرتبط وجوداً و عدماً بالمؤمن نفسه فإن لم يشهد له المؤمن فلن يجد أحداً يشهد له؛ ومن ثم كان دلال "دلع" المؤمن على إلهه فيما يعده له من جنة الخلد ... و لذلك ما المانع أن يأخذ المؤمن مكان إلهه؛ فإذا كان هذا الإله يمنح الحياة فأن المؤمن يستطيع أن يأخذها. و تفسير ذلك علمياً يمكن تفصيله على النحو التالى: منذ أن يُولد المؤمن طفلاً ينمو معه "الله" الذى يتم حشوه فى مخ الطفل فى منطقة تُسمى التلفيف (gyrus) أو التلافيف (gyri) و هى حافات أو نتؤات فى القشرة الدماغية (cerebral cortex) و تحيطها بصفة عامة أخاديد أو "منخفضات" (sulci). أما كيف يتم و ضع الله فى هذه المناطق فأنه يحدث بقصد أو بغير قصد عند تربية الطفل بالنواهى و ليس بتعليمه أو بتدريبه على التحكم فى غرائزه. فمثلاً لكى تنهى الطفل عن التبول على نفسه تقول له: (هذا حرام ... هذا غلط ... الله يزعل منك ... الله يغضب عليك) و بمثل هكذا من نواهى "سلبيات" نزرع المحرمات و النواهى فى مخ الطفل. و يمكنك أن تلاحظ رد الفعل المعقد للطفل الذى لا نستطيع أن نفهمه؛ فهو ينظر لك بإستنكار و خجل و سؤال و حيرة كأنه يسألك (و ما دخل الله فى هذا؟ و لماذا يغضب؟)... و بالتدريج يصبح الله و المحرمات شيئين متلازمين لا يفترقا إن لم يكونا شيئاً واحداً فلا يستطيع الطفل و لا حتى الشخص البالغ أن يتصور وجود الله بدون محرمات و لا وجود محرمات بدون الله. و من الطبيعى أن يكره الطفل هذه المحرمات ومن أتى بها سواء كان هو والده أو الله. و بناءاً على هذا يتولد لدى الطفل شعور بالذنب (self-guilt) لإرتكابه المحرمات و لكراهيته لمن وضع هذه المحرمات فى ظل شعور بالدونية (self-inferiority) و فى ظل شعور بأهمية الذات (self-importance) مع خليط من النرجسية (narcissism)؛ و لذلك و فى مرحلة متقدمة من عمر الطفل يلجأ الى إخفاء (فعلته) لإحساسه بالخجل، أو إنكارها فيلجأ الى الكذب، أو إلقائها على الاًخرين فيتولد لديه الإحساس بالبر الذاتى (self-righteousness) و فى مرحلة متأخرة من الطفولة ينمو معه الإحساس بالفوقية (self-superiority) على الاًخرين لأنه لم يعد يغضب الله فهو يطيع الله و يتردد على بيت الله فى المواعيد المقررة و يصلى بمواعيد ثابتة و يمرغ جبهته فى الأرض أو على شيئ خشن حتى تظهر له علامة الصلاة (الزبيبة) فيكون متميزأً و بذلك راضيا على نفسه (self-satisfaction). و فى كل هذا الأداء الجسدى لا يفكر فهو هنا منبطح (submissive) تماماً لدرجة أنه يقتل تنفيذاً لأوامر الله و متغطرساً (arrogant) تماماً على المختلف معه تنفيذاً لمقولة إلهه "أنتم الأعلون". إن وضع الاله و محرماته فى منطقة تلافيف المخ (gyri) يسد كثير من الممرات و يمنع إنطلاق الشحنات الكهربائية التى تحمل المعلومات بين تشعيبات الخلايا العصبية عند و جود مثير للتفكير (incentive) فلا تتجه هذه الشحنات الكهربائية الى منطقة أو مواضع التفكير الناقد أوالى مواقع أخرى كمواقع الذاكرة و التفكير المجرد لتكون شبكة لربط المعلومة الجديدة بالقديمة و التوصل لحكم على هذه المعلومة الجديدة. و توجد منطقة التفكير الناقد فى قشرة أو غشاء الفص الجبهي (prefrontal cortex) التى تغطى مقدمة الفص الجبهى (frontal lob). بمعنى اَخر أن الفص الجبهى (frontal lob) للمخ – مع الغشاء أو القشرة (cortex) التى تغطيه – هو الجزء الخاص بالتفكير المعقد و "التفكير الناقد" و كذلك هو الجزء المسئول عن الكفاءة المطلوبة لسلامة السلوك المرتبط بالتوازن العاطفى فى الشخصية السوية. و بصفة عامة فأن كل من النصف الأيمن (right side) و النصف الأيسر (left side) لقشرة الفص الجبهى (prefrontal cortex) مع (frontal lob) مسؤولان عن أو مختصان بـ"مهارات التفاعل و التواصل الإجتماعى". بينما تتركز التابوهات (المحرمات) فى الجزء الأيمن من التلفيف الأمامى السفلى للمخ (right inferior frontal gyrus) حيث يتم و ضع الله و و بناء سور من التابوهات حوله – كما أسلفنا القول – فى هذه المنطقة من المخ. فإذا كان هناك مثير (incentive) للتفكير يتعارض مع التابوهات فان الشحنات الكهربية لا تشق طريقها الى منطقة التفكير الناقد فى منطقة الفص الجبهى و قشرتها (frontal lob and prefrontal cortex) بل تتجه الى الجزء الأيمن من التلفيف الأمامى السفلى للمخ (right inferior frontal gyrus) الذى بدوره يتعرف على المثير على أنه من المحرمات. و لكن هذا يثير مراكز المخ الدفاعية العاطفية و تُسمى (amygdala) و الترجمة العربية لها هى "اللوزة" و هى مجموعة من الخلايا العصبية توجد فى عمق الفص الصدغى الأوسط من المخ. و لأن "اللوزة" (amygdala) تلعب دوراً رئيسياَ فى تفعيل العواطف وُجِد أنها تكَّون – و تسيطر على – أجزاء من منظومة الأطراف: الأذرع و الرجلين؛ كما أنها ترتبط بالإستجابة للخوف و المتعة؛ وكذلك يُعتقد أن حالات القلق و التوحد و الإكتئاب و إضطراب الإجهاد لما بعد الصدمة و المخاوف المرضية ترتبط بخلل الأداء الوظيفى "للوزة" (amygdala) عندما يحدث فيها أى تلف أو بسبب تطور المشاكل الى الأسواء أو بسبب خلل أو عدم توازن الناقلات العصبية (Neurotransmitters) كما وُجِد أن حجم "اللوزة" (amygdala) يتناسب طردياً مع السلوك العدوانى فى جميع الأنواع (across species). و هكذا يكون الإله و محرماته محتلاً لمناطق تلافيف (gyri) المخ و القشرة المخية (cortex) فتمنع الشحنات الكهربية و الناقلات العصبية من الوصول الى مناطق التفكير الناقد الموجودة فى قشرة القص الجبهى (prefrontal cortex) و فى الفص الجبهى (frontal lob) ولكن توجهها الى اللوزة (amygdala) التى تقوم بعملية ميكانيكية الدفاع (defense mechanism) حيث أنها تفسر أى مثير ناقد لفكرة الإله هو تهديد صريح و شخصى للمؤمن. و هكذا يصبح الأله و المؤمن به شخصية واحدة.
5- التجييش أو الإجماع (إجماع الأمة)
من الواضح أن ما يقصده السامى اللبيب من كلمة (تجييش) هو حالة (إجماع ) الأمة. و الإجماع (Consensus/unanimity/assent) يعنى أن كل الأفراد الموجودين فى مكان واحد لهم نفس الرأى و لهم نفس الفكر و لهم نفس التصور لشيئ واحد. و الإجماع يبدأ من التربية فى البيت بقبول و إطاعة "الأب" و هو صاحب السلطة العليا فى الاسرة أو العائلة التى تعد النواة الأولى أو وحدة التركيب الأولى فى تكوين المجتمع ، ثم شيخ القبيلة، ثم إمام المصلين حيث يقوم المصلون بأداء طقوس حركية جسدية متطابقة تماماً لتهيئة العقل بقبول الموقف بما يبدو فيه من الإذلال و الخنوع، ثم فى النهاية رئيس الدولة. و بالطبع فان حالة الإجماع هذه لا تتم بعد عرض الأراء أو فحصها أو نقدها أو تمحيصها أو تدعيمها بالحجة أو المنطق أو البيان أو المناقشات أو المفاوضات؛ و لكن الإجماع هنا يعنى الرضوخ و قبول وجهة نظر الأقوى. و من ثم يكون مفهوم الإجماع ليس لقوة أو حجية الموضوع و لكن الأجماع هنا هو الرضوخ و الإذعان و القبول (acquiescence/submission/obedience) و عدم إظهار الرأى المخالف بسبب الخوف من البطش و الإرهاب أو الرفض من الجماعة التى تتماهى فى إظهار هذا التأييد . و من ثم فان المخالف ينضم الى المجموع و هو ليس لديه أى حالة من القناعة العقلية أو المنطقية بل يكون قبوله نوع من النفاق لأنه لا يمكنه التعبير عن رأيه. و يصبح النفاق هو الظاهرة الإجتماعية السائدة و ما عاداها هو خروج على الجماعة و شق صفوفها (disestablishmentarianism). و هكذا يتم "إنسحاق الفرد الدينى فى أداء فعل مادى بدون تفكير فيسهل بعد ذلك قيادته وتمرير الخرافات ".
6- بناء الأديان على أطلال المشاعر الإنسانية
الأديان تبنى وجودها على أطلال المشاعر الإنسانية النبيلة التى تنمو فى الإنسان بحكم كونه أحد مفردات الطبيعة فى الإستماع الى شقشقة العصافير و صوت الرياح و فى التمتع بمناظر الطبيعة حتى الفجة منها أسقط عليها فكره ليضفى عليها جمالاً يجعله فى حالة إنسجام و متعة فابدع الإنسان الفنون كالموسيقى و الإيقاع و الرقص و الرسم و النحت و الفلكلور و الحكاية و القصة و الأسطورة لكى تساعده على التصالح و التعايش و التفاعل مع الطبيعة الفجة القاسية فيستأنسها لتلبى إحتياجاته من المأكل و المشرب و الملبس و المأوى و الحماية من أجل هدف و غاية أخيرة هى المحافظة على الحياة "غريزة البقاء". و لكن الأديان ترفض هذه المنظومة الأبداعية الداعية الى الحياة ليهب رجال الدين و كهنته بشن حرب شعواء على كل دعاة الحياة و يحثون الدينيين أتباعهم على التركيز على الموت إبتغاء الحياة الأخرى بنعيمها الدائم و مماراسات لا تختلف كثيراُ عن حياة الدنيا إلا فى إباحة المحذور منها فى الحياة الدنيا فالخمر و الجنس و حور العين و الغلمان و الولدان المخلدون و كؤوس الذهب و اباريق الفضة و الحلى من اللؤلؤ و المرجان (لم يكن الماس قد أُكتشِف بعد) فى إنتظارهم و متوفرة بكثرة و وفرة لا تنضب و "على قفا من يشيل" كما يقول المثل المصرى. هكذا يتعامل المؤمن مع إلهه ببراجماتية و إباحية يستنكرها المؤمن فى حياته الدنيا.
7- صورة الإله الأخروى
و هكذا يكشف السامى اللبيب صورة الإله الأخروى الموعود به فهو الذات التى تعطى مجرد وعود بتلبية ليس فقط الإحتياجات الضرورية للمؤمنين بل الترف فيها. فهى مجرد أمال لا يوجد دليل واحد عليها من الذين إبتدعوا هذه الأديان و لا من الإله النزوى الذى صوروه لنا؛ الدليل الوحيد هو الإيمان بما يدعون انها أقواله و قراراته و احكامه المتضاربة التى إن دلت على شيئ فأنها تدل على ضعف وتردد و تناقض وعدم معرفة مصدرها بمن يتعامل معهم و يدعى أنهم صنيعة يديه... كل ما هنالك هو محاولة إرضاء تابعيه؛ الأمر الذى أثار تفكير السيدة عائشة فجعلها تكشف عن رؤية لم يتأملها المؤمنون و السيدة عائشة هى نفسها التى أمر الرسول نفسه المؤمنين أن يأخذوا نصف دينهم عن هذه الحميراء؛ و مقولتها رغم صدورها نتيجة غيرة النساء إلا انها مرت على عقل فى فوران النضج الإجتماعى و بالتالى كانت هادئة ولم تسلم تفكيرها الى شطط عاطفة الغيرة بل جاء كرد فعل متأنى يفصح عن عمق تفكيرها فى إستنكار سلوك نزوى تتحدى به كل المؤمنين: " ما أرى إلا ربك يسارع في هواك!"؛ مما يثير السؤال هل مقولة السيدة عائشة تدخل ضمن نصف الدين الذى يأخذونه المؤمنون عن السيدة عائشة؟ فهل يعنى ذلك أنها لديها نصف اَخر لا يأخذ به المؤمنون عنها؟ أو هل ذلك يعنى أن السيدة عائشة شريكة الرسول فى رسالة النبوة فلها النصف و له النصف؟ فإذا كان للسيدة عائشة النصف فمن أو ما هو مصدر هذا النصف؟ هل يعنى ذلك أن الملك جبريل كان يتنزل على السيدة عائشة ببعض من الشريعة إن لم يكن ببعض من التنزيل؟ فإذا كان هذا النصف أخذته السيدة عائشة عن الرسول بحكم علاقتهما الزوجية به فهل هذا يعنى أن الرسول لم يبلغ نصف الرسالة للمؤمنين و تركه للسيدة عائشة لتقوم بهذه المهمة؟ و هل لنا أن نثق فى السيدة عائشة لناخذ عنها نصف الدين أم هى ككل النساء - ناقصات عقل و ناقصات دين – طبقاً لحكم الرسول الذى لا ينطق عن الهوى و إن هو إلا وحي يُوحى علمه شديد القوى؟ فإذا كانت السيدة عائشة مستثناه من النساء بإكتمال العقل و الدين فلماذا لا نأخذ بمقولتها أو رأيها أن الله يسارع فى تلبية هوى الرسول؟ أترك الإجابات على هذه الأسئلة للسيدات و السادة القُّراء كل حسب إيمانه ليكتشف كنه إيمانه.
8- محاولات التوفيق و الصراع الفكرى
إن محاولات التوفيق بين الإجابات التى نريدها كمؤمنين حتى لا تتزلزل التابوهات التى أقامتها ثقافتنا فى عقولنا تؤدى الى صراع فكرى مقلق و مرير يهدد راحتنا و إسترخائنا و ثقتنا و من ثم يهدد "الإله" الممتزج مع كياننا أى أنه تهديد لكياننا بالكامل و بالتالى يتفعل دور اللوزة (amygdala) فى أمخاخنا التى تبعث برسائلها الى الأطراف و مراكز التفكير الأخرى لكى تثير ميكانيكية الدفاع إما بقتل المخالف "مصدر التهديد" بإستخدام الأطراف "الضرب و الركل" أو الرد على الحجة بطريقة السرد بدون منطق او الهجوم على معتقدات الأخرين بدون تحليل منطقى أو الإنسحاب كلية من ميدان الصراع كأن الأمر لا يعنينا حتى نبقى على الفتنة "التفكير" نائماً و نكتفى بلعن من يوقظها أو الصمت المطلق ... و تكون المحصلة هى إزدواجية – بل تعدد – شخصياتنا لتصبح خليطاً من الشيزوفرانيا (schizophrenia) و البارانويا (paranoia) و الخوف المرضى (phobia) لنرى أن العالم كله يتاَمر ضدنا فنقع فى كراهية الجنس البشرى (misanthropy). و الكارثة الكبرى عندما تتحول كل هذه الأمراض النفسية و العقلية الى منظومات إيمانية متعددة ليتم تفعيل ممارساتها فى مجتمعاتنا المحلية و العالم كله: فتصبح ممارسات القاعدة المنتشرة فى افغانستان و الباكستان، و داعش فى العراق و الشام و ليبيا، و بوكو حرام فى نيجيريا، و جماعة أبى سياف فى الفلبين، و جبهة النصرة فى سوريا و جماعة أنصار السنة فى مصر، و منظمة الشباب فى الصومال، و حزب الله فى لبنان، و منظمة حماس فى غزة، و الإخوان المسلمين فى مصر و الاردن و الجزائر و المغرب و تونس بل و العالم كله هى كل الدين و كل الإله الذى نؤمن به. بل مجرد نظرة عامة الى الدعاة و الوعاظ توضح تماماً ما يعانيه هولاء من حقد و كراهية بتنظيراتهم التى تشجع على الإرهاب و كراهية الأخر؛ و معظمهم هولاء الدعاة و الوعاظ قد نهلوا من الأزهر الشريف الذى يدعى الوسطية وهى فى واقعها تطرف فى طور الحضانة و الكمون.
9- إشكالية العجز عن التفكير الناقد
إن إشكاليتنا كبشر هو العجز عن التفكير الناقد و خضعونا للطريقة التى بها يفقدنا الدين أدميتنا و يحولنا الى جماعات تعبير عن و أداة تنفيذ لأفكار بشر غيرنا عاشوا فى زمن يختلف عن زمننا بدلاً من أن تكون الأفكار تعبير عن ذواتنا. أو بمعنى اَخر أن الدين قتل ملكة التفكير و الأبداع الأصيل فينا ليحولنا الى ببغاوات نردد كلام الاَخرين بدون تفكير ناقد؛ فنسقط الماضى على الحاضر و نعيش فيه و لا ندرك أن الحياة تعنى الحركة و التفاعل مع الاَخرين من أجل توفير قدر من الأمان لتجديد ذواتنا بأبداع منتج يحيل ارضنا الى جنة أو حتى جنينة صغيرة يسودها التعاون على تخفيف الاَم البشرية. و بدلاً من ذلك نساهم فى التفنن فى طرق التعذيب من القتل و التحريق و الذبح و التمثيل بجثث الضحايا و الغريب أن الدين يفقهنا كيف تؤكل جثث الضحايا سواء أكلها نيئة أو شيها أو طبخها. كما يكون كل ما نستطيع عمله لرفع مستوانا الأقتصادى و المعيشى هو غزو و نهب و سرقة و إستعباد و عبودية و أسترقاق الاَخر و هذا هو كل ما يمكن أن ننتجه و نصدره للعالم. و لنسأل انفسنا ما هو المنتج الذى تقوم به الجماعات الإرهابية حول العالم؟؟
10- خراب العقل الإيمانى
إن بداية خراب العقل البشرى و إصابته بالإذدواجية الفجة و تشويه قيم الخير و الحق و الجمال هو فيروس الفكر الدينى الذى يبرر و يمجد المذابح الوحشية البربرية الهمجية التى قام بهاالأنبياء و قادة الأديان بداية من موسى و مروراً بيشوع بن نون و دأود و محمد و خالد بن الوليد و صولاً الى المُلا عمر و أسامة بن لادن و أيمن الظواهرى و أبو بكر البغدادى. و هم ينتصرون ليس لأنهم أقوياء و لكن تبلدت مشاعر الإنسانية فيهم و قتلوا أحاسيسهم الأَدمية و فقدوا توازنهم العاطفى و دمروا كل معايير الشهامة و الإنسانية. و هم ينتصرون أيضاً لأننا جميعاً منسحقون و خائفون و ماسوشيون و منافقون ... و لأننا نرجسيون و متغطرسون و ساديون ... فقد قبلنا أن هذه أقدارنا التى قدرها الله و حفظها ... فقد رفع بعضنا فوق بعض درجات ... فها هم الوعاظ و الائمة و كهنة الأديان يمنحون المشروعية للطامعين و الناهبين و يخدروننا نحن المستضعفين لكى يمنحوا "مظلة مقدسة لأصحاب الدرجات والنخب".
11- التمايز و العدمية
هكذا يصبح المؤمن تعبيراً صريحاً عن العدمية السالبة التى نمت فيه بتماهيه فى ثقافة الموت و جعلها الغاية و المنتهى؛ فها نحن نتفاخر على الأخرين بإظهار حبنا للموت و حرصنا عليه أكثر من حبهم للحياة و حرصهم عليها و كأن حب الحياة و الحرص عليها مسبة و وصمة عار فى جبينهم لنحفر على جباهنا سمات الخشوع و الخنوع و التزلل لكائن من نسج خيالنا المريض بل و نتفاخر و نتعالى و نتغطرس بها على الاَخرين و لا ندرى أننا تحولنا الى مسوخ سيكوباتية و تغرق فى بارانوياتها (paranoia) "فنخاف من الخطيئة والذنب .. نخاف الشيطان والجن والعفاريت .. نخاف من العقاب الإلهى وإنتقامه .. نخاف الطغاة .. نخاف من الغد .. نخاف من الآخر بالرغم أنها كلها أفكار وصور .. الخائفون والمرتعشون لا يصنعون حضارة." و بناء على الخنوع و الغطرسة و الغرور نقيم صروحنا من الخواء تتمثل فى تطلعنا الى التمايز بديننا – و هى فى الواقع غطرسة يستعيض بها المؤمن عن الخواء الفكري الداخلى و عن حالة التهميش التى يعاينها فى علاقته بأى سلطة و حالة العدمية التى تغرق منطقة وعيه الباطن (subconsciousness)؛ لنجد أن جميع ما يطلق عليه بالأديان الإبراهيمية تستدعى حالة التمايز هذه لتابعيها لكى تكون حجة و دليل و إثبات هذا التمايز هو نفى التمايز عن تابعى الدين الاًخر بنعتهم بالضلال و الكفر و يقعوا تابعيها فى تناحر يطول طالما بقيت هذه الأديان هى التى تسيطر على تابعيها. و رغم إدعاءات هذه الأديان بأنها تكريس الإيمان بوحدانية الله و عبادة لإله واحد، فإنها تشترط على من يؤمن بها أن يؤمن بالرسول أو النبى الذى روج لها ليتوقف الإيمان بالله على الإيمان برسوله أو الإيمان بفكرة واحدة تمثل قدراً ضئيلا من بكج (package) أو عبوة أو حقيبة لا ينبغى أن تفتحها أو تقلب أو تفتش فى محتوياتها فإما أن تقبل الكل أو ترفض الكل. ثم بعد ذلك تنفى الأديان الإبراهمية عن نفسها الشرك بهذا الإله؛ وهكذا تلعب الأديان "الدور التخربى الأساسى فى "إشاعة الفرقة والنبذ والتمايز بين البشر فلا تكون رسالة سلام وأخاء وتوحيد البشرية بل إشاعة روح الفرقة والنبذ والإستعلاء." و عندما مَطْلَق الأنسان دينه فقد مَطْلَق نفسه بعد أن أتخذ هذا الدين هوية له، و بالتالى فإن طريقته أو مذهبه فى عبادة هذا الإله هى "النسخة" الوحيدة المعتمدة، و بقية النسخ غير مقبولة عند الله، من بداية أن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه الى "فرقة واحدة ناجية و 72 فرقة فى النار" من نفس الدين. هذه الحالة من التمايز و التماهى فيها و حالة النرجسية و الغطرسة و الغرور المصاحبة لها و المبنية عليها تحول الدين الى هوية تعطى المؤمنين الحق فى رفض أو نبذ الاَخر. هذه الغطرسة أو هذا التمايز يؤدى الى "المحاصرة و العداء و العنف" للغير المحالف، ومن ثم يُختصر الإيمان فى الـ"تنفيس عن مشاعر عدوانية" سادية كما فى حالات العداء لليهود و المسيحيين و الشيعة و القرائنيين؛ و أحياناً كثيرة ماسوشية كما فى حالات الإنتحار التى يرتكبها المجاهدون و جلد الذات كما يفعل الشيعة فى حسينياتهم و إحتفالاتهم بذكرى مقتل الحسن أو الحسين. و الأمر لا يقتصر على هذا فى الحياة الدنيا بل ايضاً فى الاًخرة حيث يتكئ المؤمنون على أرائك تتحلى بالنمارق و تمر عليهم كؤوس المُدام و يضطجعون مع حورياتهم و غلمانهم و ولدانهم فى اسرة مرفوعة ليستمتعوا بمشاهدة الأخرين يتعذبون فى نار جهنم فتُشفى صدور المؤمنين.
12- الماسوشية و البرجماتية و الغطرسة
إن الفكر الإيمانى لا يصيب الأنسان بالماسوشية فقط بل ايضاً " بالقسوة والتبلد و الغباء " فلن يدرك المؤمنون اللذة كاملة إلا بمشاهدة ملامح الألم و العذاب "على وجوه الآخرين ولن نستمتع بحالة تمايزية بدون ان نرى ملامح المنسحقين." فهل الغباء و التبلد و الإنبطاح يجعل المؤمن يتقبل المتناقضات التى لا تفضى إلا الى الإذدواجية؛ فكيف يتقبل المؤمن فكرة النهى عن قتل أخيه فى الدين و الحث على قتل الاَخر ... و يتقبل النهى عن الزنى و يتقبل إغتصاب نساء الاَخرين ... كيف يتقبل النهى عن السرقة و يتقبل نهب الاَخر ... كيف يتقبل المؤمن النهى عن الكذب و عندما يكون مستضعفاً يقبل الأمر بالكذب على الاَخر القوي برجماتية (نفعية) الأخلاق أو الأخلاق البرجماتية (النفعية) تتجلى فى الإيمان الدينى بشكل فج و معترى فتعاطفنا مع الفقير و البائس – رغم أنه موقوف فقط على إنتمائه لجماعتنا و حزبنا فقط – ليس لأنه إنسان "يحتاج من الدعم و المحبة بل لأننا نرصد ما يتم إضافته فى رصيدنا البنكى السمائى." وتبلغ فجاجة الأيمان بأنه يهددك بفقد "البركة والثواب لو تعاطفت مع الفقير لمراضاته كإنسان لذاته كونك وضعت مراضاة العبد قبل مراضاة الإله." و هكذا يتحقق مبدأ الحكم المسبق بالتحامل و الإجحاف و هو الحب و البغض فى الله "ليتم برمجة المشاعر وحسابها وتوجيهها وإقصائها." إن غطرسة و عنجهية المؤمن الخاوية تجعله يعتقد أنه "محور الوجود" فيعتريه الوهم " أنه ذو قيمة وجودية متعالية وأن الوجود جاء من أجله " بما فيه من بشر و لذلك فهو يسفه إنجازات الأخرين و يتبجح بتقاعسه و يتخيل إن الأخرين و إنجازاتهم مسخرون له. أما عمله هو فهو الغزو و السطو على الأخرين و سبيهم و إسترقاقهم و بيعهم فى سوق النخاسة و سرقة و نهب كل ما لهم. و من هنا يرفض المؤمن أن يتسق مع الوجود و يترفع عن أن يعى "أنه وحدة وجودية مثل أى وحدة وجودية أخرى" يناله ما ينالها من الموت و التحلل لتستوعبه و حدات و جودية أخرى هو بها و منها و اليها؛ و لكن غطرسته و عنجهيته و نرجسيته تجعله يعيش على وهم "فكرة فنتازية" و هى فكرة "العالم الاَخر" التى يستعيض بها عن حرمانه و قهره و فشله الدنيوى و من ثم يريد فرض الفكرة على الأخرين حتى يتساوى معهم أو يتساووا معه فيصير الكل متماثلاً إم لم يكن واحداً؛ و هكذا فان مجرد فكرة فانتازية تتحول الى تأصيل لـ"لتعصب و التمايز و التناحر". و السؤال المحير هو ماذا يُضير المؤمن إذا لم يؤمن الأخرون بعالم الفانتازيا هذا؟؟ اليس من الأفضل التركيز على حياة الدنيا الذى يمكن أن نحقق به " سلوكاً إنسانياً راقياً سيحترم الإنسان والحياة كونهما المحتوى والقيمة الوحيدة ".
13- العنصرية و دلالة فكرة الإله الواحد
إن "فكرة الإله الواحد" كان يمكن أن تكون مصدر للحب و الإخاء و التعاطف بين البشر و مصدر لإثراء و إكتشاف و قبول طرق عديدة للتعرف و للتوصل اليه حتى و إن إختلفت هذه الطرق. كان يمكن "لفكرة الإله الواحد" و الخالق الوحيد أن تُنَّمى فينا فكرة المساواة و التكامل و التكافل و التاَخى و التسامح و نتعلم انه يعطى بسخاء و لا يُعِّيّر فها شمسه التى خلقها تشرق على الجميع دون تمييز بين صالح و طالح أو بين كافر و مؤمن و أنه ثرى فى تفكيره و إبداعاته فى خلقه؛ فهو لم يخلق إثنين ذو بصمة واحدة، و يخلق أنواع و فصائل متعددة و متنوعة فهل يعجز أن يخلق أمخاخ و عقول ذات تفكير و أفكار متعددة و متنوعة؟ و إذا كان هو واهب الحياة فهل يُعقل أن يكلف أحداً من البشر أن يأخذ ما وهبه؟ و كيف يعطى المؤمن لنفسه الحق أن يعتدى على حق الله فهو الذي يعطى و هو وحده الذى يأخذ و هو و حده من يحيى و هو وحده الذى يميت. و لكن "فكرة الإله" التى إبتدعها الإنسان عبر ما يُسمى بالأديان الإبراهيمية هى "البذرة الأولى لمنهجة وأدلجة الإستبداد ومنحه المشروعية " و هى فكرة تؤصل لهدف "الإقصاء" لأنها لا تقبل "فكرة أخرى" غير التى يصدرها لنا رجال السلطة عن طريق سدنتها من رجال الدين و كهنته الذين لا يقبلون "أى صورة مغايرة" لتصورهم. و على هذه الصورة أو هذا التصور الواحد تم القضاء على الديموقراطية ليس لأن الحكام مستبدون فقط و لكن " لأن الإنسان العربى نفسه، وليست أنظمة الحكم، لا يحفل ولايحترم ولايقدر الديمقراطية والحريات " بل يعتبر الديقراطية و الليبرالية و حقوق الإنسان كفر بواح. و عندما أطلق المؤمنون فكرة أن "من حق الله أن يعاقب ويعذب مخلوقاته" كان تبريرهم لهذا الحق فى "العقاب و التعذيب" هو "أنه مالكها و صاحبها و ذو القدرة و القوة و الجلال" و بالطبع لا يمكن أن يكون الله بهذه السادية المتوحشة ما لم يكن هذا الإله يعكس تطلعات مريديه و أتباعه الذين يريدون أن يؤصلوا فكرهم بنسبه الى الله فالدرس هو: "لكل صاحب ملكية وقوة وقدرة الحق فى أن يعذب الضعفاء الذين لا يمتثلون لحكمه وإرادته"
14- التمايز و الغطرسة و العنصؤية
النرجسية و التمايز و الغطرسة و ما سبق من صفات سالبة يزرعها و ينميها الدين فى نفس المؤمن جعلت من المؤمن إنساناً عنصرياً لأن الفكر الذى يميز تابعيه بالفوقية و التعالى على الاَخرين و التعامل معهم على أنهم مخلوقات أدنى لا تستحق العيش على و جه الأرض و من ثم يجب نهبها و سرقتها و استعبادها و إسترقاقها و أخيراً إبادتهم من على وحه الأرض حتى تكون الأرض و من عليها ملك لله و كأن الأرض و من عليها ليست ملكاً لله إنما هو فكر عنصرى. هذه العنصرية ليست موجهة ضد الاًخر فقط بل أيضا موجهة ضد فصيل من المؤمنين حسب إختلاف الجنس "الذكورة و الإنوثة" فالرجال قوَّامون على النساء و هن أيضاً ناقصات عقل و دين و للرجل فى الميراث مثل حظ الأنثيين و الشيطان يقبل فى صورة إمرأة و ملامستها إن لم تكن رؤيتها تنقض الوضؤ و هى عورة، كل ما فيها عورة من شعر رأسها حتى أخمص قدميها حت صوتها من خلف ثقب الباب عورة. و هى مخصصة فقط لمتعة الرجل و من ثم فللرجل أن يطلقها بإرادته المنفردة بدون إبداء أى أسباب، و إذا قصَّرت فى إستجابتها لمتعته لأى سبب يقوم الرجل بضربها والله يشهد الموقف ليس برضا تام فقط بل يلعنها هو و ملائكته، فإذا مرضت فلا حق لها على زوجها فى علاجها؛ و لا يخفف من هذه العنصرية قول الله أن الزوجات سكن لأزواجهن لأن كلمة "سكن" هنا لا تعنى الأ "تسكين" و تهدئة الهياج الشبقى للرجل و إشباع غريزته الجنسية و ممارسة نرجسيته و إكتمال غطرسته و تحقيقاً لساديته (sadism) و إمعاناً فى إذلالها؛ و ليس غريباً أن المرأة تقبل كل هذا الإذلال ربما عن طيب خاطر فهى هنا تحقق متعتها الجنسية بإستعذابها للألم و الذل أو الإزلال لإصابتها بالماسوشية (masochism)، و ربما على مضض لأنها دائماً تقع تحت التهديد فإذا ما أبدت رفضها أو عدم رغبتها فهى ناشز و تستحق التأديب بالضرب. و لكن فى أى من الحالتين فقد تم تدميرها فكرياً و نفسياً و عقلياً و عاطفياً و تم حصر وجودها أو كينونتها فى أن رضا الزوج عليها من رضا الرب. إن ماسوشية الإيمان لا تقف عند هذا الحد فى معاملته المهينة للمرأة بل تمتد الى كل المستضعفين حتى الأطفال فللمؤمن أن يفاخد طفلة رضيعة لإطفاء نار شبقيته و له أن يتزوجها متى بلغت السادسة من عمرها. و هكذا يدمر الدين إنسانيتنا و يطلق فينا وحشية الشبق و النرجسية و الماسوشية و الغطرسة و الأنانية لكى يستعبدنا الشبق و يستعبدنا من هم أقوى منا.
15- السادية و الماسوشية
الماسوشية (masochism) هى أدراك و تحقيق اللذة الجنسية عن طريق تعذيب الذات و إذلالها للاًخرين الأقوياء؛ عكس السادية (sadism) التى تعنى إدراك و تحقيق اللذة الجنسية عن طريق تعذيب الاَخر و إذلاله. و جزء كبير من رجال الدين يلعب غلى وتر الغريزة الجنسية بوضع نصوص أو صلوات تعبر بقصد أو بدون قصد عن علاقة الأنسان الماسوشى (masochist) بالإله السادى (sadist)، بل تحمل فى جوهرها كراهية (hatred / detestation / loathing) و نفاق (hypocrisy / duplicity) لهذا الأله السادى (sadist). هذه العلاقة تضح فى طلب المؤمن الرحمة من الإله بإستخدام الفاظ أو أسماء أو صفات تبين مدى سادية الإله (sadism) و ماسوشية (masochism) المؤمن أو المصلى: فهو يبدى مدى التذلل بأن يطلق على نفسه "العبد، الذليل، المخلوق، السائل، المستغيث، الفانى، الزائل، الميت، الضعيف، الفقير" فى مقابل مخاطبته للإله بـ "مولاى، انت المولى، العزيز، الخالق، المعطى، المغيث، الباقى، الدائم، الحى، القوى، الغنى"... من يكون هذا الإله الذى نخاطبه بـ"مولاى"؟ أليس هو الشيخ أو الواعظ أو الداعية الذى نخاطبه بـ"مولانا" و "سيدنا" و "إمامنا" و "العالِم" و "العلّامة". ما الفرق أو الإختلاف بين (مولانا الإله) و (مولانا الشيخ فلان)، و لا تقل أن الأولى تذلل و إنسحاق و أن الثانية تبجيل و إحترام فنحن الذين نسقط المعانى على الأشياء و الكلمات؛ و فى الحالتين فان دلالة اللفظ تتساوى. تأمل كيف تقرأ الشعار على راية داعش من أعلى الى أسفل "الله رسول محمد" فهل اللغة العربية تُقرأ من أسفل الى على لكى تكون "محمد رسول الله"؟. الأ تكشف مناجاة أو صلاة المؤمن السابقة و الطريقة التى يُكتب بها شعار داعش عن مدى كراهية المؤمن لهذا الإله السادى الذى يستمتع بقتل المؤمنين لبعضهم و لنا فى حروب الردة و مظنة قتل ابى بكر بالسم و مقتل عمر بن الخطاب و عتمان بن عفان و على بن ابى طالب و ما فعله الأمويون و العباسيون لدرجة أن العباسيين كانو يستخرجون جثث بنى أُمية و يصلبونها و يحرقونها. و لكنه الخوف و التذلل و الماسوشية التى تولد النفاق و الكذب و التقية. دمتم بخير رمسيس حنا
#رمسيس_حنا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الذى يدفع الثمن؟ 2 -الإكذوبة الكبرى-
-
من الذى يدفع الثمن؟ 1
-
من هو الله الذى يدحض وجوده السامى اللبيب؟
-
أنياب الذاكرة -شعر-
-
تأملات فى السقوط 3
-
تأملات فى السقوط 2
-
تأملات فى السقوط 1
-
الفلاح و التلميذ
-
الرافض للحقيقة (قصة قصيرة)
-
-موسرب- أو الفلاح المصرى الذى مات واقفاً -قصة قصيرة-
-
الى إمرأة غانية (شِعر)
-
إعتذار لسيدتى العراقية (شِعر)
-
تباريح وطن (شِعر)
-
الطاعون فى العراق - شِعر - الى المضطهدين و المهمشين بالعراق
-
إغتراب (شِعر)
-
دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 3 و الأخير)
-
دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 2)
-
دماء فى القلب المقدس (قصة قصيرة جزء 1)
-
سياسة (1)
-
الهروب منه إليه
المزيد.....
-
الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ
...
-
نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار
...
-
مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط
...
-
وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز
...
-
دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع
...
-
المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها
...
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف
...
-
في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس
...
-
بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط
...
-
ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|