حسين الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 22:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من القصير الى تكريت
بقلم: حسين الركابي
من خلال ما يطفو على سطح المعارك الدائرة اليوم، بين القوى الوهابية، وأختها الداعشية، المدعومة من معظم الدول الغربية، وتنفذ بأيادي عربية على خلفيات طائفية، وحزبية، وتحديداً بين المذهب الجعفري" الشيعي"، وهذه الحروب لم تكن وليدة اليوم، أو نتاج سياسي معين، وإنما بدأت منذ وفاة النبي الكريم في عام 11 هـ؛ وأمتد هذا الحقد منذ حرب الجمل، وصولاً إلى وأقعت الطف في كربلاء إلى الأن، وما نشاهده على خارطة محيطنا الدولي، والإقليمي؛ الذي أصبح دائرة صراع واحدة، تملئها المشاهد المرعبة..
فقد بدأت حرب معلنة بعد منتصف التسعينات القرن المنصرم، بين القوى الصهيونية، والعربان المتحالفة معها، وبين حزب الله" الشيعي" في جنوب لبنان، والذي توج بانتصار حزب الله في عام 2007، ولا شك أن كل معركة لها أبجدياتها، ومفاتيح انتصارها، وأولها العقيدة الصحيحة، والراسخة، والإيمان بما يدافع عنه، وهو العرض، والأرض، والدين؛ كل هذه المرتكزات هي مفاتيح الإنتصار في الحروب، ولذلك نجد على مر التاريخ مناقب، وإنتصارات الشيعة مخلدة، وأخرها القصير
مدينة القصير هي أحد مدن دولة سوريا الشقيقة، التي ضربها الإرهاب الصهيوني العربي، وهذه المدينة التي صارت مقر لإستقطاب" الدواعش" من كل أصقاع العالم، بحكم موقعها الإستراتيجي الذي يسيطر على المحافظات السورية، ومصادرها بالكامل، ويشل حركة حزب الله، ومحاصرته بشكل تام، ولذلك قام حزب الله بضربة مباغته، وقتل راس الأفعى كما يقال، وضرب جميع مخططاتهم بعرض الجدار خلال48 ساعة..
قضاء تكريت في غرب العراق لا يختلف كثيراً عن مدينة القصير في سوريا، حيث تجمع معظم قادة القوى الإرهابية" داعش"، وأصبح ذلك القضاء مكانا رئيسياً لهؤلاء، وبركة أسنه تتجمع فيها فضلات الدول العربية، والإقليمية، وأصبح القضاء عليهم في هذا المكان أمراً حتمي، ولا يمكن التراجع عنه، وكسر الطوق حول نينوى..
حيث أصبح قضاء تكريت قاب قوسين، أو أدنى، وهذا الأمر بالتأكيد لا يروق إلى معظم المنابر الحزبية، والطائفية، والسياسية، أو لم يكن بمقدورهم تحمل هذه الصدمة الكبيرة، بعد القصير التي فقدتهم صوابهم، وطارت بأذهانهم، وجعلتهم لا يميزون بين الجيد، والرديء...
#حسين_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟