إبراهيم الحسيني
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 18:40
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
" مصر هبة النيل "
حكمة صاغها الحكيم هيكاتيوس ونقلها عنه المؤرخ اليوناني هيرودوت ثم سادت إلى الآن ، فالنيل إذا فاض عاليا : يدمر القرى ، ويشرد الناس ، وإذا انخفض أو غاض الفيضان شحت المياه وضربت المجاعة البلاد ، وانتشرت الأوبئة والموت واضطر الناس إلى أكل الحمير والكلاب والقطط ، وإذا اعتدل الفيضان تزرع الأرض ويجنى المحصول ويسود البلاد الاستقرار والهدوء والسعادة والسلام ، لقد علم النيل المصريين الكتابة على الحجر وأوراق البردي والجلود والألواح الخشبية والحساب والقانون والدين والحكمة ، النيل .. حابي .. رب أرباب النهر ، لعب الدور الأول في حياة المصريين ـ ويكاد يكون الوحيد ـ في صياغة وجدانهم سياسيا واقتصاديا .
والإنسان في مصر يمتلك تاريخا يسكنه ويتنفسه ، النيل روح مصر ، صنع وصاغ حياة المصريين ، وألهم مصر الحضارة ، أداة ونمط إنتاجها السائد طوال حقب التاريخ ، الذي شكلها على ضفتيه ، لبى احتياجاتها المادية والروحية ، الغذاء والكساء والمسكن ، الاحتفالات والأعياد والسمر ، الأساطير والحواديت والشعر ، الأغنيات والمأثورات والأمثال الشعبية ، صنع حضارتها وعلومها ، صاغ ملامحها ، ووجدان فلاحيها في القرى ، وحكامها في الحواضر والمدن والعواصم ، ولولاه ما اجتمع المصريون ، ولا كانت مصر ، ولا كانت سلة غلال الإمبراطوريات المتعاقبة من الفارسية حتى العثمانية وما بينهما ، ولا كانت مزرعة القطن لمصانع لانكشير في الإمبراطورية البريطانية ، النيل يسري في عروق البشر ماءا ودماء .
الرئيس ـ أية رئيس ـ لا يملك التوقيع على أيه اتفاقيات تختص بالنيل دون العودة إلى الأمة لتعزيز وتقرير مستقبل أية اتفاقيات .
يسقط الشاويش والكاهن والدرويش
#إبراهيم_الحسيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟