|
أنوار المسرح الأمريكي في رحلة المخرج علاء يحى فائق
كمال يلدو
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 09:02
المحور:
الادب والفن
ـ لمناسبة الأحتفال بيوم المسرح العالمي ـ
كان عوده يافعا حينما عرضت عليه فكرة الدراسة في الخارج، و لقد خاضها بكل ألق ونجاح، وهو الحالم والحامل معه ارثاً كبيرا من التجربة الفنية، وما اكتنزه من اساتذته في اكاديمية الفنون أو من التجربة الرائدة لوالده المرحوم يحى فائق، ولعل الصدفة هي التي حرمته من أن يكون أول عراقي أصغر عمراً يحمل شهادة الدكتوراه في الإخراج المسرحي وهو تحت الثلاثين عاماً. ينظر الى تلك السنين بحنين، وها قد مرّت سريعة لكن طراوتها وحلاوتها مازالت حاضرة دوما. بعد حصوله على المرتبة الأولى لدفعة قسم المسرح لخريجي اكاديمية الفنون الجميلة عام 1973، والمركز الثاني على عموم الأكاديمية فقد كرّمته دائرة البعثات لدراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة، وهكذا بدأت رحلته مع المسرح الأمريكي. يقول د. علاء عن المسرح الأمريكي: بأن المسرح الأمريكي يتميز بسمات خلاقة فريدة ومهمة، خاصة امتلاكه للطاقة الكامنة والمتجددة في التطور. خاصية الديناميكية هذه هي في توضيب كل الطاقات نحو تقديم الجديد بكل موسم، ومواجهة التحديات والتألق والتطور المستمر. وإذا القينا نظرة سريعة على طبيعة المسرح الأمريكي 1ـ المركز المسرح التجاري للمحترفين هو في نيويورك ـ برودواي، وتتغلب عليه المسرحيات الإستعراضية، وبعض المسرحيات الجادة، بالإضافة هناك الفرق المحترفة في المدن الرئيسية الأخرى مثلما في (شيكاغو، لوس انجيلوس، ، واشنطن، سياتل). 2ـ مسارح الفرق المحترفة الصغيرة، و مسارح فرق الهواة والتي تجمع عادة ما بين المحترفين والهواة. 3- المسرح الجامعي له دور مهم كأرضية للتجريب ولتدريب مبدعين جدّد يرفدون المسرح الأمريكي بدماء جديدة. هذه الهيكلية تكشف عن مدى التطور الذي مرّ على المسرح الأمريكي وعلى الفرص المتاحة للممثل والفني في التدرج والحصول على افضل الحظوظ من اجل البروز الفني والمتألق. ولعل الوقوف امام ديناميكية تهيئة فناني المسرح تعطي نموذجا مهما لما سيكون عليه لاحقا، فالبداية عادة ما تكون في البيت، ومن ثم المدرسة، بعدها تأتي مرحلة الصقل في المسرح الجامعي، حيث التجريب وإبراز الطاقات والقدرات وتربية وتطوير الممثل والعناصر الفنية التي ترفد المسرح الأمريكي، وبالبحث عن اسرار نجاح وتفوق المسرح الأمريكي يمكن رصد اهم الظواهر بـ: 1ـ إن مهمة المسرح هي للمتعة والفرح والثقافة 2ـ المسرح الأمريكي هو مسرح ممثل بالدرجة الأولى 3ـ يعتمد الأنفتاح على التجارب العالمية والبحث الدؤوب عن كل ما هو جديد في التقنيات أو أساليب الإخراج وأستعمال المؤثرات الديناميكية الحديثة. 4- حرية الفنان المسرحي بالتعبير الفني و النقد السياسي و الاجتماعي. 5- يعُتمد على التمويل الذاتي وليس على المنح الحكومية والتي تؤهله لتقديم الجديد. ثم يعرج د.علاء للحديث في تجربته الشخصية مبتدءاً بدراسته للماجستير في جامعة (ميزوري) حيث كانت اولى خطواته لفهم المسرح الأمريكي إذ يقول: يجري التركيز كثيرا على حرفية الممثل، لا بل حتى إن فكرة استخدام التكنولجيا الحديثة فهي لخدمة الممثل وليس للتغطية عليه. توليفة مابين أهمية الممثل والجمهور كعنصر أساسي للعرض المسرحي هي من اهم عناصر نجاح العرض المسرحي. كانت مهمتي كمخرج أن افجّر الطاقة الإبداعية عند الممثلين، وأبتعدت كليا عن اسلوب أو الدور المطلق الذي يُمنح للمخرج، وبطريقة ذكية جعلتني اصل لما اريد، مازجا فيها الذكاء مع الصبر. ان خبرتي كمخرج علمتني أن احترم الإنسان وأفهمه، ابتداءا من بالممثلين ومرورا بكل العاملين في المسرح وصولا للمشاهد، هذه النظرة هي التي تحبب العمل وتجعل منه مهمة انسانية اكثر مما ان يكون حملا ثقيلا ، يمكن ان يسقط ويهوي على الكل. لقد تمكنت من زج الجمهور وجعله جزء من العمل المسرحي وأحداثه في اكثر من عمل من مسرحية "ڤ-;-ويزك" لبوخنر(1977)، و مسرحية "المتنبؤن" للكاتب چيم لينورد (1984) التي فازت بجائزة أفضل عرض مسرحي. لقد تضمنت تجربتي ما بين المسرح الجامعي والتجريبي والمحترف على عدة أعمال مسرحية مقل مسرحية هبوط اورفيوس للمؤلف الأمريكي تنسي وليامز (1986)، مسرحية أمديوس لبيتر شيفر، بالإضافة عملي المباشر مع كتاب شباب، حيث عملت مع كتّاب النص من مراحله الاولى الى أنتاج العرض المسرحي، والمنتجين والفرق المسرحية وصولا للعروض المسرحية. كمسرحية "غرباء و محتالين" لآلن پروسر (1987) التي أستخدمت فيها الدمى و الكريكاتير في العرض المسرحي.
لم يكتب لحلمي الصغير أن يكبر ويستمر، اذ تعرضت صحتي الى انتكاسات ،بعد إخراجي لمسرحية "مسبحة كهرمان" ايقن الأطباء بعدها بأن الأجهاد الناتج من (العمل في المسرح) هو السبب الأساسي وكان ذاك اواخر عام 1992، بعدها توجهت للكتابة والتدريس والأعمال الحرّ ة والعمل بمنظمات المجتمع المدني الأمريكية. د.علاء يحى فائق، ولد في (حمام العليل ـ الموصل) عام 1952،وعاش بعدها في بغداد، اذ درس الأبتدائية ما بين مدرسة القدوة، ومدرسة الأبرار، والمتوسطة في البتاوين، اما الثانوية فكانت في النضال بمنطقة السنك. دخل اكاديمية الفنون عام 1969 وتخرج عام 1973 و كان الأول على دفعته في قسم المسرح . عمل في تلفزيون العراقي و درّس كمعيد في الأكاديمية قبل إلتحاقه بالبعثة للدراسات العليا الى الولايات المتحدة، اذ اكمل الماجستير في جامعة ميزوري، وبعدها شهادة الدكتوراه في الأخراج المسرحي في جامعة مشيگن- آن آربر. متزوج من زميلته في الأكاديمية الفنانة خيرية العطار والحائزة على الماجستير في التصميم، ولهما ثلاث اولاد وحفيدان. ينهي د.علاء يحى فايق كلامه بالقول: ثلاث غصات تعتصر قلبي، الأولى لأن مسيرتي الأكاديمية في الإخراج المسرحي اصبحت قصيرة، والثانية لما آل اليه حال المسرح العراقي بعد ســني الإبداع والتضحيات، والثالثة لحال الوطن والمواطن، وأمنية بأن يجتاز العراق وناسه الطيبين هذا النفق المظلم، نحو غد افضل وأن ينعم اهله بالأماني السعيدة والأمن والأفراح. آذار 2015
#كمال_يلدو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضجيج يستبيح -مقبرة تلكيف-
-
عن صديق شارع المتنبي، الشاعر وبائع الكتب “ بوسوليل”
-
مصمم الديكور رياض جمال نوري و دمعة على -شارع 40-
-
في عيدهم، مرثية للشهيد -وليم شمعون شعيا-
-
وفاءاً لذكرى شهيد الصحافة بديترويت -نابليون بشي-
-
رحلة الناشطة -هيريات تبمان- للخلاص من العبودية
-
شوق الفن والأنسان لدى د. ليلى وجيه عبد الغني
-
إسقاطات الأحداث والوجوه مع التشكيلي “رائد نوري الراوي”
-
-فيرغسون- .... وحُقن العلاج الخاطئة
-
ألق عراقي في مكوك وكالة -ناسا- الفضائية الأمريكية
-
ما أصعب أن تكون - قيثارة اور- غريبة في وطنها!
-
لو كنت عراقيا ومت، اين ترغب ان تُدفن!
-
مسرحية (البخيل):قريبا على مسارح ديترويت
-
التشكيلي اسامة عبد الكريم ختلان: أرى العالم من حولي...... أب
...
-
انتخاباتنا.......الجمهور عاوز كدة!
-
خواطر على شرف الذكرى 80: من ينقذ أغاني الوطن والناس من الضيا
...
-
قليلون هم الذين سيبكوك يا فؤاد
-
خيمة -طريق الشعب- في مهرجان اللومانتيه 2013: أريج الآس والذك
...
-
الشاعر فوزي كريم ضيف ديترويت: لا أسأل إلا عن وطن يسأل عنّي
-
د.سّيار الجميل من ديترويت: ان املنا بالوطن يكمن في الشباب ال
...
المزيد.....
-
أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|