كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 09:02
المحور:
الادب والفن
تصاويركِ ... تستحمُّ عاريةً وراءَ ستائرَ مخمليّة
أيّتها الصفصافةُ العائدة مِنْ بعدِ الهزيمةِ .. والمتشابكةُ أغصانها تحتضنُ خوفاً متعفناً على أبوابِ ينابيعها المكسورةِ ... والمتناسلة في ركامِ الماضي فوقَ منصّاتِ الشِعر .. زنادكِ المعتوهَ لا يصيب سوى تصاويركِ على جدارِ الخديعةِ ....
مازالتْ همساتكِ تلوّحُ بــ قشورِ الكلماتِ المتواريةِ خلفَ وسادتكِ الحجريّةِ ... تتدحرجينَ وتلعقينَ حبراً يئنُّ كــ عاصفةٍ ترابيّةٍ . وأشواقكِ الناحبةِ ترجُّ مجاديفها أنّى تراهقُ بــ عذريتها
مستلقيةً تفترشينَ جميعَ ألوانَ الضباب بــ قمصانكِ المهلهلةِ وبــ الشَبَقِ الغامق كــ حلمةِ ارملةٍ عادتْ للتوِّ منَ الحربِ . تفتحينَ الأزرارَ لــ مَنْ يتهجّى الأشتهاءَ ................. ......
عناقيدكِ ناضجةٌ تستحمُّ عاريةً وراءَ ستائرَ مخمليّة . وثمّةَ جدار منَ الصفيحِ تصدّعَ عطرهُ بــ سببِ المتسكّعينَ . وبينَ الأحضانِ الخشنةِ تفتّشينَ عنْ حطبٍ يلهبُ أخاديدكِ اليابسة
شهيّةٌ ملامحُ صوتكِ وكــ البلح البصريّ مذاقُ سواحلكِ .. شبابيككِ العطشى للــ مطرِ تغرّرُ غيومَ قيلولةٍ ترضعُ مفاتنَ مجهولةً ...... تنّقضُّ تنهشُ مجاعتكِ المطأطئةِ وجهاتكِ تبخّرُ الهاوية ...............................
أبداً لنْ يعودَ ذاكَ الناي يتأرجحُ على حبالكِ الصوتيّة ......... عميقاً بــ حزنهِ متصدعاً على طاولةِ نجومكِ المطفأةِ ......... ســــ يتركُ آثاركِ المعطّلةِ على قضبانِ القطاراتِ المزدحمةِ .. يحملُ في حقيبةِ عودتهِ رُفاتَ ذكرى وطقطقةَ حلمٍ كـــــ الرصاصة ..........
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟