أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر زكي الزعزوع - يا زمان الطائفية














المزيد.....

يا زمان الطائفية


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 10:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو الاستشهاد كل مرة بنص لزياد الرحباني أمراً غريباً، لكن ما أبدعه زياد على مدى سنوات طويلة جعل من تلك النصوص في بعض الأحيان علامات فارقة، ودلائل على وضع عربي آيل للسقوط، فمنذ بداياته المبكرة اشتغل الرحباني على قراءة الواقع اللبناني، اجتماعيا وثقافيا وسياسيا، من خلال أعمال موسيقية ومسرحية وإذاعية متميزة، فشكل في مرحلة من المراحل دليل عمل للكثير من التجمعات الطلابية، في لبنان وسوريا على وجه الخصوص، فمرة اعتبر سيد الإضحاك دون أي منازع، ومرة اعتبر سيد النقد الساخر، ومبدع الكوميديا السوداء.
أثناء الحرب الأهلية/الطائفية في لبنان في ثمانينيات القرن الماضي برز صوت زياد نشازاً في جوقة المتحاربين، متفردا يغني بعيدا عن أسراب الطوائف التي كانت نيران معاركها تشعل لبنان، في تلك الفترة حين كانت حواجز الطوائف تقسم بيروت إلى شرقية وغربية، فلا يحق للغربيين الذهاب إلى الشرقية، ولا يجوز أن يذهب الشرقيون إلى الغربية، و كان اسم الإنسان في بعض الأحيان كافيا لقتله،
غنى زياد بحزن: يا زمان الطائفية.... خلي إيدك ع الهوية.... شد عليها قد ما فيك.
وانتشرت أغنيته على ألسنة اللبنانيين يرددونها وهم يقرعون أجراس الخطر، هل تكون علاقتنا ببعضنا البعض عبارة عن بطاقة هوية نحملها بعناية في جيوبنا كيلا نفقد أرواحنا؟ وهل يضمحل لبنان الأرز وصنين وفيروز وجبران ليصير عبارة عن ورقة صغيرة مكتوب عليها اسم وانتماء طائفي؟!
في لبنان ذاك الحين أزهقت الكثير من أرواح الأبرياء الذين لا شأن لهم بلعبة الطوائف فقط لأنهم مروا خطأً على حاجز"معادٍ".
ومنذ أن زلزلت الأرض زلزالها تحت قدمي الرئيس العراقي السابق صدام حسين وأنهار نظامه، بدأت تطفو على السطح حواجز لفظية تناولتها وسائل الإعلام المختلفة تدعو سرا وعلانية إلى الطائفية، فتفاوض "الشيعة" و"السنة"، وتم إقصاء "السنة"، وانتصر "الشيعة"، واعترض "السنة"، وتم انتخاب أعضاء القائمة "الشيعية"، وفاز المرشح "السني"، بينما ما زالت المفاوضات جارية لحل مشكلة تمثيل "السنة" في الحكومة، ثم اعترض "السنة" على لجنة صياغة الدستور، وقتلت مجموعة إرهابية رجل دين "شيعي"، وهاجمت مجموعة مسجدا "سنيا"، وتعرضت الحسينيات للنيران، "السنة" و"الشيعة".... طائفية... طائفية.
طائفية بغيضة تلك التي ازدهرت في عراق ما بعد صدام، فصدام قتل الشيعة والأكراد لكنه لم يرحم السنة أيضاً، لم يكن صدام حسين طائفيا ولا عشائريا ولا قوميا ولا وطنيا، كان ديكتاتورا، وليس يهم الديكتاتور أن يكون حلفاؤه من نفس ملته أو عقيدته أو عشيرته أو أي شيء، المهم أن يكونوا حلفاء وأتباعاً مطيعين يمتثلون لأمره، حين يأمر ويصفقون له طرباً حين يقتل الآخرين كيلا يقتلهم هم.
تشبه الحالة العراقية في الكثير من تفاصيلها الحالة اللبنانية إبان الحرب الأهلية، والفرق بين الحالتين أن الحالة اللبنانية، لم تكن تتضمن خلاصا من ديكتاتور بل أمراء حرب، جرّوا بلدا بأكمله إلى خراب دام عقوداً، ولا تزال آثاره باقية لم تزل، وقد حذر الكثير من محبي العراق من لبننة العراق، ولكن صوتهم لم يسمع فتنادى "أمراء" الحرب العراقية التي خاضتها الولايات المتحدة ليعلنوا العراق لبناناً جديداً، ويباشروا عمليات التوزيع الطائفي، في الوزارات والبرلمان و المدارس والمستشفيات، وكل مفاصل الدولة الرئيسة والفرعية، حتى سمحوا دون تخطيط منهم لمتطرف أصولي مثل أبي مصعب الزرقاوي لينادي دون وجه حق إلى قتل "الشيعة الروافض"، ليعلن بذلك بداية الزمن الطائفي بكل تفاصيله، ولكن الواعين من العراقيين ردوا دعوته عليه، فدعا رجال الدين العراقيون دون ذكر طوائفهم إلى عدم الإصغاء لهذه الدعوات التي يراد منها قتل العراق، وتفريق أهله، وتدمير وحدتهم الوطنية، ولينقلب سحر "الزرقاوي"، إن كان موجودا، عليه.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جناية المتنبي
- كفى بك داءً
- رسالة مفتوحة إلى السيد علي عقلة عرسان:
- توت...توت....توت
- في الحديث عن الانسحاب
- بين -الفيدرالية- و-ماريا-
- هيكل يحاكم التاريخ! فمن يحاكم هيكل؟
- أخاف عليك يا أرشاد مانجي
- تفاؤل..ولكنه حذر
- فضائيات بفتح التاء
- ديمقراطيون ولكن بالمجان
- عندما نبعث نحن الموتى
- بعيدا من السياسة
- ما الذي يعنيه أن تكتب في السياسة
- لماذا التنكيل بسوريا؟
- كي تكون معارضا
- انتماءات
- كنا هناك... أذكر سلمى تماما
- فن تصريف الفجائع
- -المعارضة-سر وجود -النظام-


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ثائر زكي الزعزوع - يا زمان الطائفية