بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 23:49
المحور:
الادب والفن
الأحمق 1951 أكيرا كيراساو:عن روح الرواية الناقصة بشدة
يتحدث كيراساو في فيلم الأحمق 1951 عن رواية من أعظم الروايات التي خلدها التاريخ،ولكن الفيلم برمته يعتبر وكتعبير دقيق خلفية للرواية،ولايعبر اطلاقا عن رواية عبقري القرن التاسع عشر (ديستيوفسكي)،والنسخة التي أطلقها كيراساو غير معتبرة كثيرا والفيلم بحد ذاته يعتبر ضئيل الأهمية في مسيرة كيراساو،ولكنه على الرغم من ذلك يظل من الأعمال التي يجب النظر اليها بعين قوية جدا،لأنه من المعروف أن من عادة كل مخرج تقريبا أن يلتقط مقطوعة أدبية كبرى ويعمل على أخراجها وفقا لرؤية فنية معينة،و كيراساو ان كان يسقط الفيلم على (هوكايدو) فهو اسقاط طبيعي ويمكن القول بأنه اسقاط لابد منه لأي مخرج أراد أن يحول رواية ضمن بيئته الخاصة.
ومع وجود الألتزام الأدبي بالرواية،فالأمر يشبه والى حد كبير فيلم الغريب للعملاق الايطالي الكبير لوكينو فيسكونتي والفارق الوحيد أن فيسكونتي التزم بالمكان على العكس من كيراساو الذي اراد من الأبله شخص يعيش في اليابان.
هنا سنتحدث عن الأحمق كما يراه كيراساو وليس الروائي الأصلي....
علته الحماقة...نوع من أنواع الصرع...تصيبني نوبة ومن ثم أنحول إلى احمق
تظهر عبارة على الشاشة:
أراد ديسيوفسكي أن يصور رجل جيد اصيل وحقيقي وبسخرية أختار أحمقا ليكون بطله
ولكن الرجل الجيد الحقيقي ...ربما يظهر للآخرين كأبله
ومن ثم متابعة:هذه قصة مأساوية عن تعفن رجل بسيط ونقي
يعتمد كيراساوكثيرا على اسلوب الراوي،والخلفيات الكلامية عبارة عن نقطة ضعف في الفيلم،وكأن كيراساو لايستطيع أن يحيط بكل خيوط الرواية إلا من خلال هذه الطريقة...
أعلن الجيش أن كامادا توفي رسميا وشخص ما باع ورثته حيث أن اباه كان يمتلك مساحات شاسعة من الأاراضي
التزام سردي عالي في الرواية،والنتيجة كانت أن كيراساو لم يستطع أن يعبر عن روح الرواية وهو اعترف بذلك ضمنيا عندما أستخدم الخلفيات السردية كمختصرات،وبذلك من الممكن أن يكون الفيلم عن شخص احمق ولكنه يتحول أحيانا إلى ميلودراما غير مقبولة على الاطلاق تدفعنا الى القول مرة أخرى ان روح الرواية ناقصة بشدة في هذا الفيلم.
النتيجة كانت فشل نقدي وعلى شباك التذاكر و كيراساو لاقى انتقادا شديدا لصعوبة تحويل هذه الحبكة برمتها بخطوطها العريضة ومشاعرها الى الشاشة.
بلال سمير الصدّر20/12/2014
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟