أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الأُمومة المبتورة .














المزيد.....

الأُمومة المبتورة .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 13:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأُمومة المبتورة .
لا تحظى كلُّ الأُمهات بكرنفال إحتفالي ، ولا تتلقّى كل الأُمهات باقات الورد ورسائل التهنئة الكلاسيكية الورقية ولا بالرسائل الالكترونية . بل انّ هناك أمهات لا يعجّ بيتهن بالزوار المهنئين والمُحتفلين بهُنّ وبعيدهن ، ولا يضجُّ البيت بضجيج الأبناء والأحفاد من الإناث والذُكور ، الفرحين ، المرحين والصاخبين ،إحتفاءً بالأم والجدة .
وهُناك من هو مِثلي (أي شبيهي ) يقضي وقتهُ في إحتساب الخسائر التي خسرها بفقدان أُمه وهو طفل صغير .. لم يحظَ بحنانها ورعايتها ولم يجِد تعويضا عند أُخرى (بل وجد عنتا وظلما ) .
أليوم أحتفلُ مع أبنائي المُحتفين بأُمهم ، المحتفلين معها بيومها . وعادة ما يكون دوري في هذه الإحتفالية ، هو تغطية تكاليف شراء الكعكة وباقة الورد .
وبما أننا نتحدث عن الأُم في هذا اليوم ، فليست كل أُمٍ كانت قادرةً على "الإستمتاع " بأُمومتها ، لأسباب "ذاتية " أو موضوعية .
لكل هؤلاء الأمهات اللواتي فقدن متعة الأمومة أو لم تكُن لهُن قدرة على تحمل مسؤوليات الأمومة ، أُكرّس مقالتي هذه .
الى الأمهات اللواتي فقدنَ ذات لحظة ثمار بطونهن في قصف بري أو جوي ، أو في مذبحة مدروسة ومُخططة ، أو فقدنهُنّ في الدفاع عن وطن سليب أو في ثورة على الظلم ، إلى كل هاتِه الأُمهات الصابرات، قُبلاتنا على الجبين واليدين .
إلى الفتيات اللواتي تعرّضنَ للإغتصاب وخاصة في الحروب ، فحّملْنَ ووضعنَ حملهن من مُغتصبهن ، وقررنَ رغم الذل ورغم القهر ورغم الكرامة الشخصية الذبيحة ، أن يربينَ هذا الطفل ، رغم حقدهن وكراهيتهن لظروف هذا الحمل، ول" والد " هذا الطفل . رغم كل هذا ، قدمنّ له حبا ورعاية . لهن نقول ، البُطولةُ تتوارى خجلا منكُنَّ .
لكل الأُمهات اللواتي أُضطررنَ لبيع أجسادهن ، لكل داعر ، لكي يُوفرّنَ لقمة وكساء لأولادهن ، بعد أن جارَ الزمان وذوو القُربى عليهن . نقول الطهارة والشرف يتباهى بكُنّ.
أما اللواتي "أُضطُررن " للتخلي عن ثمرة بطنهن ، لأنهن فتيات قاصرات ، أو مريضات بمرض نفسي أو جسدي ، وتبعا لذلك قررت " السلطات الرسمية " أن تنزع منهُنّ أبنائهُن ، لتقوم بتربيتهم عائلات بديلة أو مؤسسات . نقول ، المعاناة والألم رفيقيكما الدائمين ، ومن المعاناة التي تصهركُنّ بأَتونها تتشكل المرأة المعطاء . ولا أحد يستطيع أن يغوص في أعماق نفوسكن الجريحة والتي تعيش تضاربا وتعارضا قاتلا ، ما بين الرغبة الغريزية القوية في الإحتفاظ بالطفل ، رمز الأُمومة ، وبين التنازل عنه لضمان ظروف تنشئة أفضل له .. الإيثار هو احد تجليات الأمومة .
أما الأُمهات المُعيلات الوحيدات وهُنّ كُثر ، فمنهُنّ يتعلّم المُضحون . لهُنّ نقول بأن التضحية إبنتُكِ الشرعية. فأنتُنّ اللبؤات ..
واللواتي حرمتْهُنّ الطبيعة نعمة الأمومة ، وكرّسْنّ حياتهن من أجل الطفولة ، سواءً بالعمل الطوعي أو بالتبني ، فلكنّ خالص الإحترام والتقدير .
أما اللواتي حرمَهُنّ أمومتهن ، طلاقٌ أو حرمان قانوني بكل حجج المجتمعات الذكورية ، لهن نقول بأن الصبر يستطيع التتلمذ على أياديكن .
لا رومانسية في الأمومة المبتورة ، لكنها ، سيرة مُقدسة ، لمن كانت قادرة على التضحية بنفسها ورغباتها من أجل مستقبل أفضل لهذا المخلوق الصغير ، كثير البكاء والصراخ وكثير الطلبات . والذي لا راحة للروح وللجسد معه ،إلّا بعد سنين طويلة ..
إلى كل هؤلاء الأُمهات وإلى جميع الأُمهات .
كل عام وانتن بخير وبكُنّ يتجدد ربيع الحياة .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة غير مُتروية للإنتخابات : بين اليسار واليمين ..
- -الدعوشة - تنتصر لنتانياهو ..
- الإسلام والمسلمون : نصٌّ واحد ومذاهب شتّى ..
- المهدي بن بركة والأرض العربية المُحتلة ..
- المسلمون سبب تخلف الاسلام ..
- أغرب من ألخيال ..
- غائية -التوحيد- وغوغائية -الشِرك- ..
- أَنْسَنَةُ -ألألِهةِ ..!!
- -قيمة - ألصوت العربي في الإنتخابات الإسرائيلية .
- إبنتي ليست قنبلة موقوتة ..!!بمناسبة 8 أذار
- إلى المريخ يا شباب ..
- رفقا بالشيزوفرينيا ..
- عيد ألمساخر ..
- ديماغوغيا التاريخي والمصيري ..!!
- تعيين القط حارسا على اللبن ..
- الموت للعرب ..!!
- بنو الأصفر وبنو الأسمر ..!!
- ألإسرائيلي القبيح ..!!
- الشيوعيون يلطمون ..
- لا فرحة كفرحة الشامتين ..!!


المزيد.....




- إدارة ترامب تهدد جامعة هارفارد بحظر قبول الطلاب الأجانب
- ألمانيا تكشف عن حزمة جديدة من الأسلحة والمساعدات العسكرية ال ...
- ما وراء زيارة وزير دفاع السعودية لطهران؟
- ترامب: لن أقول إنني تراجعت ولكني لست مستعجلا لضرب إيران بسبب ...
- زيلينسكي يوجه اتهاما جديدا لمبعوث ترامب الخاص
- بوتين يلتقي أمير قطر في موسكو
- إسرائيل.. مئات جنود الاحتياط من لواء -جولاني- يطالبون بإنهاء ...
- اجتماع لمنتدى الأعمال الروسي القطري
- الصفدي يبحث مع الشرع العلاقات الثنائية وينقل رسالة من ملك ال ...
- إسرائيل تتصيد الفراغ في ضوء حديث عن انسحاب أمريكي وشيك من سو ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الأُمومة المبتورة .