أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواد الكنجي - ربيع الدم ربيعهم .. و ربيع الزهر ربيعنا














المزيد.....

ربيع الدم ربيعهم .. و ربيع الزهر ربيعنا


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 21 - 08:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يطل علينا هذه الأيام فصل الربيع بوروده وزهوره وبألوانه الزاهية الأصفر.. والأبيض .. والأحمر.. والبنفسجي، وبرفرفة الطيور وزقزقة العصافير والبلابل من كل صوب وحدب لتتجلى فيها قيم الربيع بالزهو والصفاء والرونق والجمال في رحاب وجود الإنسان ليتمعن فيها بقيم الإبداع وروعة الخلق .
فهذه اللوحات التي يتجسد فيها الربيع كل عام هي معطيات للفكر، تعبيريا، لتجسد معاني التجديد والعطاء و الخير والسلام والمحبة لبني البشر جمعاء ، لاستيعابها اما بالقيم الروحية او وبالقيم الوجودية .
فالوجوديون أناس أدركوا واقعهم بواقعة وبراغماتية و برؤية الأفعال والتصرفات في بناء قيم الحرية بالمنظور حرية الأخر ، وهو خط الأقرب الى نفوسنا في قرار ما يحيط من حولنا من مفاهيم وفلسفات وممن اليوم يغوص في القيم الروحية بعيدا عن مدركات ما أوحى بها الخالق لخليقته بهذا الربيع من معطي، فعكس الوجه المظلم من القيم فيه على سير حياته وفرضها على الأخر فرضا جبريا .
فحولوا تفاسيرهم الظلامية لحقيقة الوجود الى مغالطات هي وجه لجحيم ان لم يكن الجحيم بعينه ، وكان الخالق خلق الخليقة لهذا الشقاء المستبد بهم كشقاء( سيزيف ) الأبدي، دون ان يتصفحوا الصفحات المشرقة في تاريخ الوجود الروح بقيمها الفكرية من التسامح ..والتآخي.. والسلام والمحبة .. والجيرة.. والشهامة ..والمرؤة.. والعطف والحنان ..
فحولوا قيم الربيع من إطلالته و اشراقته بطيفه وألوانه الزاهية الى صور قاتمة بحمامات الدم ..والقتل ..والذبح ..والاستبداد ..والطغيان ..والحقد ..والكراهية ..والرذيلة ..والشر.. وكل مفسدة في شوارع ومدن الشرق الأوسط برمته ،ليحولوا رائحة الورود الفائحة من جمال الطبيعة الخلابة، الى رائحة نتنه بالجيفة الأجساد القتلى والمذبوحة بوحشية سادية ومن رائحة الدماء السائلة على أرصفة وشوارع المدن، دون ان تدفن ...!
فحولوا انطلاقة الأطفال في ساحات الوطن أزاهية بعبق الزهور والورود وبألوانها ما اخذوا أطفالنا ملابسهم بالأصفر والأحمر والأبيض والوردي والبنفسجي والأخضر ، الى وباء قاحل بالسواد وكتم الأصوات والأفراح في أقبية منازل حجر عليهم الخروج والتجوال واللعب في المتنزهات وحدائق الوطن واجبروا بارتداء الأسود فحسب والحجاب المبكر لكون هناك من أفتى بجواز زواج من طفلة في سن الخامسة .
لتصبح الألوان ، حتى بمفهومها المجرد ، حرام ...! اذ لا يجوز في عقيدة الصقوها بالمحمدية - وهي فعل داعش ليس الا - ان يلوح احد بغير لون الأسود وادخلوه في قالب الإثم والكفر، بكونه تقليدا للغرب النصارى ، وكأنهم أعلنوا حربهم ضد الطبيعة لتجريدها من زهو ألوان وأطياف الربيع في تحدي لفعل الخالق في وقت الذي تتشدق الأرض بصلاتهم دعوة وتكبير باسم جل جلال وهم صاغرون، أفعالهم كلها كفر به والإلحاد .
فألبستنه و تنظيم لحدائق والزهور لا جوز العمل بها، لان القائم بها تلهيه من ذكر ربه من جهة ومن جهة أخرى هي فعل للزينة والزينة بأي شكل كان، عندهم حرام ليس فحسب في الصلاة، وهم ابعد عنها فعلا وتصرفا، فالزهور تلهي المحمدي الداعشي عن ذكر ربه فهي منكر وعليهم الابتعاد عنها لإبادتها، ونسو بان الزهر ستنمو حتى في الصخور مهما استبدوا بها وبالعصافير والطيور لان زقزقهم في شرع هؤلاء، هو لون أخر من الوان الموسيقى وهو لهو و حرام ليعلنوا مطاردتها، ولسبب أخر إضافة على ما سبق، وهو كونها تمارس الجنس أمام أعين البشر وهذه مفسدة للأخلاق ...! ولا نعرف عن أي أخلاق يتحدثون....؟ هل عن أخلاق في جهاد النكاح وتبادل الزوجات بين مقاتليهم، وجواز للمجاهد ممارسة الجنس مع المحارم ....؟
حرام هنا.. وحلال هناك ..!
فيعلنوا مطاردتهم وإبادتهم لتصبح صليل الرصاص ودوى القنابل التي هي حلال .. بديلا، عن زقزقة وتغريد البلابل في البلاد التي هي حرام .
فكل شيء في قيم عصر داعشي له تفسير سفسطائي وحرام ... الا القتل والدم والذبح والسواد هو حلال في شريعة دواعش...! ليحولوا محمديتهم في قرن الواحد والعشرين الى شريعة لظلام اسود تقتل وجود الله في كل فعل الخير والمحبة والسلام التي هي صفات في جوهره .
ان دائرة الوهم التي يسيروا هؤلاء الدواعش حولها ، لخنق قيم الوجود في الوجود،هي التي تجني الشر والسواد الأفعال في الشرق ، ونسوا هؤلاء بان مهما استبدوا وحاولوا إبادة قيمنا الشرقية من المحبة والتسامح والإخاء والتآخي والسلام ، هي كمحاولة إلغاء هوية الورود وأطيافها ومنع زقزقة وتغريد البلابل والعصافير ، بان الطبيعة اقوي من رصاصهم لان الزهر لا محال كالربيع، قادم ، لينمو وسيزهر حتى على الصخور الجرداء بالأحمر والأصفر والأبيض والبنفسجي وبكل طيف الشمس، الا لون الأسود، لأننا نعيش تحت ضوء الشمس وليس تحت أقبية الكهوف والظلام ..! و كما ان الشمس لن تحجب بأجنحة الغراب الأسود وهم به يقتدون سوادا برايتهم وأثوابهم وبالحجاب النساء .
فالطيور والعصافير مع كل إطلالة الربيع بزهوره وطيفها وعطرها ستزقزق وتغرد وستتزاوج وتتكاثر أمام أعين كل البشر ، لان حرية الطير ستبقى أقوى من قوة الطغاة الدواعش دون خشية من رصاصهم ، كما هي حال الزهور والورود ستزهر بكل الألوان عدا الأسود مهما استبدوا وامنعوا من استنباتها ولكن ستنبت رغم انفهم وستزهر بكل الألوان عدا الأسود لونهم ، لان الربيع هو ربيع الزهر ربيعنا، محبة .. وتآخي.. وسلام، وربيعهم هو ربيع الدم ..والقتل .. والذبح .. والرصاص .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلف ناتو والحاضنة التركية والتأمر على الشرق الأوسط
- داعش، تجر أذيال الهزيمة في العراق
- اثار نمرود (كالح) أعظم موقع اثري لحضارة الأشورية يدمره داعش
- الخريف العربي انتكاسة في حقوق المرأة وحريتها
- داعش و جريمة التاريخ في تدمير الآثار الأشورية
- داعش تصاعد في سوريا حملتها البربرية ضد القرى الأشورية في الح ...
- مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن
- مفهوم الفن وفلسفة الإبداع عند الفنان التشكيلي
- الوحدات القتالية .. صحوة أشورية
- معركة كركوك وانتصار البشمركة
- كركوك لن تكون موصل ...
- عراق اليسار
- أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش
- إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم ...
- ويأتي عام 2015
- لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!
- بين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد المجتمع صحيحه تأويلا.. والصح ...
- جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!
- التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ ...
- محنة النازحون العراقيون في المخيمات


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواد الكنجي - ربيع الدم ربيعهم .. و ربيع الزهر ربيعنا