علوي أحمد الملجمي
الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 08:37
المحور:
الادب والفن
ينظر كثير من الناس إلى الأمثلة النحوية الواردة في كتب التراث على أنها هراء، وتكرار لا طائل من ورائه، حتى وصل الحد ببعضهم إلى الاستهزاء بها وبأصحابها، وأصحاب هذه النظرة لا يعرفون الحقيقة التي فهمها النحاة القدماء، وأقرتها نظريات اللغة في العصر الحديث.
إن المثال النحوي علامة سيميائية تحيل على قاعدةٍ معينة، فالمثال "ضربَ عمرًا زيدٌ"، علامة تحيل على قاعدة نحوية (تقديم المفعول على الفاعل) أي أنَّ المثال النحوي تحول إلى علامة تحيل إلى موضوعٍ معين هو القاعدة النحوية. فحضور المثال النحوي بوصفه علامة تحيل على شيءٍ معين، مثله مثل (محمد) الذي يحيل على ذات معينة، و(حَضَرَ) الذي يحل على حدث الحضور لشخصٍ ما في الزمن الماضي.
وعندما نتكلم عن لغة واصفة (النحو) - موضوعها اللغة، كما قال الأعرابي: "تتكلمون بكلامنا في كلامنا" – يصبح المثال النحوي في اللغة الواصفة علامة سيميائية تحيل على شيءٍ معين، وليس عبثًا أو تكرارًا.
والاقتصار على مثال واحد والاكثار منه وتكراره (ضرب – زيد - عمرو)، هو لجعل هذه العلامة أكثر شعبية وثباتًا في إطارها الثقافي، مما يجعل إحالتها على موضوعها أو مفهومها أسهل عند الناطقين بالعربية.
#علوي_أحمد_الملجمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟