أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - الفكر النهضوي العربي: الذات، العقل، الحرية















المزيد.....

الفكر النهضوي العربي: الذات، العقل، الحرية


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1324 - 2005 / 9 / 21 - 11:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


-1-
حاول الفكر النهضوي العربي بمفاهيمه واطروحاته المستحدثة ابتداءاً من منتصف القرن التاسع عشر أنْ يُحدث قطيعة معرفية مع ما سبقه. إذ دخل الفضاء المعرفي العربي مفاهيم جديدة، بمضامين وآفاق لم يعرفها الفكر العربي القديم ومنها ( الحرية، الحداثة، الاشتراكية، الدولة، التنمية، حقوق الإنسان، التقدم، القومية.. الخ ) وبذلك اهتزت المنظومة المعرفية السابقة، وتساقط كثير من مقولاتها و مفاهيمها وأفكارها، وإن مؤقتاً، فتهيأت شروط تغيرات جوهرية ستُصيب البنية الفكرية العربية بعد أن تنبني منظومة معرفية أخرى، ستُعرف في ما بعد بفكر النهضة.
كان هذا الفكر نتيجة منطقية لصدمة الاستعمار منذ دخول نابليون مصر أواخر القرن الثامن عشر، و التوجه الحداثي لمحمد علي باشا الذي حكم مصر بدءاً من العام1805. وما كان لسفر الرعيل الأول من المفكرين والمثقفين العرب إلى الغرب الأوربي، واستقدامهم لمناهج و مفاهيم العلوم الحديثة أن يضع إرهاصات الثورة الفكرية لولا تشكل الأرضية الموضوعية مع صدمة و تحدي الاستعمار، ووعي الهوّة التاريخية، وواقع التخلف، والشروع ببناء المدينة العربية الحديثة، وإقامة مؤسساتها على الغرار البورجوازي الأوروبي.. هذه الأرضية التي ستستقبل تلكم المفاهيم والمناهج لتستنبتها في أرض غير أرضها، وتكيّفها وتتكيف معها بما يضمن تحقيق زحزحة حقيقية في المنظور والرؤية، والتعامل مع إشكاليات تختلف تماماً مع ما كان الفكر التقليدي "وريث القرون المظلمة" يتعامل معها.
إن الاهتزازات الكبيرة التي فاجأت الفضاء المعرفي العربي، وهددت ( بانحلال المعرفة القديمة و تفككها، ونشوء المعرفة في منطقة جديدة مع تبدل القواعد الإبستمولوجية، وإجراء تلك الفصلة التي تحدث تصدعاً عميقاً في استمرار الأمور كما هي ) بحسب منهج فوكو، وكما يلخصه مطاع صفدي.. هذا التهديد هل وصل مع الفكر العربي إلى نهايته المنطقية بالتحقق، أم كان مجرد صرخة في واد سرعان ما تلاشت لتعود المنظومة القديمة بمفاهيمها وأطروحتها التقليدية وتتسيد على الساحة الفكرية العربية؟. أم إن الحالة أخذت مساراً آخر مضطرباً ومعقداً، وهي الآن بحاجة إلى المراجعة والتفكيك والنقد؟.
في البدء، واجه الفكر النهضوي العربي جملة من الالتباسات تمثلت في:
1.كيفية استنبات (تبيئة) مفاهيم غريبة، مكونة في إطار اجتماعي / اقتصادي / تاريخي مغاير، وإدخالها في ضمن نسيج الفكر العربي. ولأن العملية هذه، في أحايين كثيرة، لم تكن سوى ترقيع من الخارج برزت أولى مظاهر التغرب.
2.كيفية تشكيل المفاهيم بصورة لا تجعلها مناقضة للأفكار و المفاهيم القارة التي اكتسبت بحكم القدم صفة القداسة، بعد أن تمترست داخل مؤسسات قوية، تدافع عنها، لتظهر أولى أزمات الحداثة التي وقعت في التناقض والضبابية والتوفيقية الفجة.
3.و نتيجة لذلك انسحب الفكر النهضوي ليتعامل مع المفاهيم تلك ألفاظاً مجردة، أو تعريفات نهائية ساكنة، من دون وعي الحدود المتسعة لها، وإدراك مرونتها، وقابليتها للتمثل الصحيح.
وموضوعياً، يجب أن تكون اللحظة الفعلية للنهضة، هي لحظة الانفتاح العقلي – النقدي التي تتجاوز لحظة الانحباس في الماضي، ولحظة الاغتراب والتغرب والسلبية في الحاضر، وكلاهما لحظة مشوشة متوقفة.. وهذا يحيلنا الى مأزق فكر النهضة، إذ لم يستطع أن يكون فكراً مستقلاً بـ (لحظته) يقتحم حجابات اللحظتين الآنفتي الذكر ليُخضع خطاب الغرب، وخطاب الماضي، فضلاً عن خطابه هو، إلى المساءلة و التدقيق والنقد. ومن دون هذه الرؤية النقدية الجذرية لن تكون هناك نهضة حقيقية، وفكر عقلاني فاعل للنهضة.
إن اللحظة التدشينية للنهضة العربية كانت لحظة صدمة وانبهار افتتحها الطهطاوي.. هذه اللحظة التي لم تستطع التخلص منها، وتجاوزها على الرغم من مرور أكثر من قرن ونصف عليها. أما اللحظة الثانية التي وقعت في فخ (التوفيقية و الانتقائية)، وكما طرحها محمد عبدة و تلامذته.. نقول إن هذه اللحظة الثانية مع سابقتها ظلتا، وحتى يومنا هذا، لحظتين تمنعان ولادة اللحظة الثالثة، الضرورية، وتربكانها، وهي "لحظة الإبداع.. لحظة الفعل والإنتاج". وهذه هي لحظة (النهضة) الحقيقية.
-2-
هل يعود فشل مشروع النهضة إلى خلل و قصور ذاتي كان داخلاً في بنية فكر النهضة، وتوجهها منذ أول تكوّنه؟. أم لأنه تعرض إلى غزو ثقافي خارجي استطاع احتواء هذا المشروع و تفتيته؟. أم لأن تبنيه كان من قبل فئات (بورجوازية) قصيرة النظر وعاجزة؟. أم أن الشروط الموضوعية لم تكن ناضجة بحيث تسمح لهذا المشروع النهضوي أن يتحقق؟. أم ماذا؟.
منذ القرن الخامس الهجري تراجع الفكر العربي / الإسلامي وانحسر داخل ما يسميه محمد أركون بـ ( السياج الدوغماتي المغلق ) بعد أن تحوّل عن وظيفته في النقد والاجتهاد و الإبداع إلى مواصلة إعادة إنتاج القديم، واجترار ما قيل وطرح سابقاً حتى صار ما أُنتج في حدود العقل الإنساني، وفي إطار شروطه الاجتماعية / التاريخية النسبية متعالياً / مقدساً لا يجوز مساءلته، أو التشكيك به، أو تخطيه.
وبالمقابل خنق الفكر النهضوي العربي منذ انطلاقة مشروعه وحتى وقتنا الراهن توجهه الذي حلم به دعاته، حين حوّل مفاهيمه ومقولاته إلى مقدسات، وبدل أن يكون المفهوم أداة رؤية للواقع، وعنصراً فاعلاً في منظومة منهجية، بحيث أن محتوى المفهوم ذاته يمكن أن يتطور و يتغير ليمنح المنهج ديناميكية وقدرة أكبر على الرصد و التقويم.. نقول؛ بدلاً من ذلك، تحولت مفاهيم واطروحات الفكر النهضوي العربي إلى متعاليات مقدسة ومحض شعارات عائمة.
نحن، نعرف اليوم، أنه في صلب سؤال النهضة كانت ثمة ثغرات خطيرة. فهذا السؤال كان منذ البدء هشاً، وقابلاً للاحتواء والعطب بسبب أنه كان سؤالاً ناقصاً، متردداً، لم يفتح من منطقة اللامفكر فيه، أو المستحيل التفكير فيه داخل نطاق الواقع العربي إلاّ مساحات فقيرة، محدودة، في الوقت الذي تشكل هذه المنطقة بتعبير محمد أركون ( قارة واسعة، مترامية الأطراف ).
إن إخضاع خطاب النهضة لقراءة تحليلية و تفكيكية صارمة ستُرينا كيف أن هذا الخطاب يُخفي سلطته القمعية، في الوقت الذي يدعو فيه، في طرحه المباشر، إلى الحرية. وسنرى اثر اللاعقلانية خلف القشرة المموّهة لصورته العقلانية.
-3-
إن سؤالي العقل والحرية يتصلان بشبكة واسعة من أسئلة تتفرع عن السؤالين/ الأم، وهذه الأسئلة تتحرى في الشبكيات المقعدة التي تتضمنها ثنائية ( السلطة – المعرفة ) بتأثيراتها وتداخلاتها، وأنماط تصادماتها و تآلفاتها، وطرق فاعليتها في كل من مناطق الفكر و الواقع و التاريخ، وإذا كان من غير الممكن أن نطرح سؤال المعرفة من دون أن نطرح السؤال حول المعيقات التي تحول دون إمكانية تكوين هذه المعرفة. كذلك لا يمكن أن نطرح سؤال الحرية من دون أن نسأل عن العوامل والأسباب والوقائع والبنى التي تحول دون تحقيق الحرية. وقبل هذا وذاك علينا أن نطرح السؤال: ماذا نقصد بهذه الكلمة/ المفهوم (الحرية) ؟. وإن الإجابة على هذا السؤال تقودنا بالضرورة إلى الاستقصاء عن مفاهيم/ إشكاليات عديدة تتصل جدلياً بمفهوم/ إشكالية (الحرية) ؟. ومنها ( الذات الإنسانية، الأمة، الدولة، المجتمع، التاريخ، التقنية، التحديث، الآخر ) وبذلك نضع الذات المتحررة مقابل الأخرى المستلبة أو المتماهية والذائبة في كلٍ أو مطلق ( المجتمع، الدولة، الدين، العشيرة..الخ )، ونضع الأمة وهويتها مقابل الآخر. ونحيط بمفهوم الدولة في إطار شكل الحكم، وموضوعات الديمقراطية والاستبداد والشرعية وبمفهوم المجتمع، وذلك بتحليل بنى الطبقات، و الحركات والأدوار الاجتماعية. وبمفهوم التاريخ في ضمن جدليات العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل والصيرورة والتواصل والانقطاع وعتبات التحول الكبرى، والتنمية والتقدم الاقتصادي. وأخيراً أن نحدد شكل فهمنا، وعلاقتنا مع الآخر ( الغرب ) بوجوهه ( الاستعمار، المدنية، التنوير).
إذا كان من المهم طرح سؤال الحرية، فإن الأهم هو كيفية طرح هذا السؤال.. بأي أفق، ولأي مدى، و بأية صياغة؟. وما هي علاقة سؤال الحرية بالمحرم، وعلاقته بآليات التفكير؟.
إن سؤال الحرية سيبقى سؤالاً مبتوراً من دون تحقيق شرط أولي مسبق، وهو تحقيق الاستقلالية الذاتية للعقل البشري؛ أي الحيلولة دون خضوع العقل البشري لشيء آخر يقع خارجه. وكذلك تحريره من تلك الآليات العتيقة المكتسبة التي تمنع هذا العقل من التعامل مع العالم بفاعلية نقدية، وتحد من قدراته.
-4-
بقي الفكر النهضوي العربي فاقداً لبعده النقدي.. ذلك البعد الذي من خلاله يمارس رؤيته العلمية للواقع، و يحقق نقد الفكر لذاته، ومراجعة ثوابته. ويكون جدلياً، لا في نطاق علاقته بالواقع والأفكار الأخرى فحسب، وإنما في علاقته بمقولاته ومفاهيمه وفضائه المعرفي أيضاً. وبذلك يتيح فرصة موضوعية لتكوّن المعرفة وتفتحها. مجنباً نفسه الوقوع في براثن الدوغما.
وإذا كان مشروع النهضة قد تلكأ، وأصيبت سياسات التحديث التقليدية بالعقم والتشوه. فإن بمقدرونا أن نراهن على المستقبل، على أساس فاعلية العقل العربي الذي لابد ان يتحرر من كوابحه الداخلية، و معيقاته الخارجية، ويبدع.. وهنا تُثار إشكالية هذا العقل في علاقته بالذات والواقع والتاريخ والنص المقدس.
إن شرط العقل الأول هو أن يثق بقدرته على الرؤية والنقد والفعل الإبداعي ، فما الذي يعيق العقل العربي من تحقيق ذلك؟ هذا هو السؤال الابستمولوجي الذي ينبغي طرحه الآن. والذي ستليه أسئلة محايثة من قبيل؛ لماذا تتراجع المعرفة العقلانية العربية أمام الآيديولوجيات السلفية والمغلقة؟. ولماذا تعود الرؤية الأسطورية والغيبية والسحرية، والشعوذة للهيمنة على الوعي الاجتماعي؟. وكيف لنا أن نسوّغ هذه الدعاوى التي تكفر بالعلم، وتكرس الجانب السوداوي من الحياة، وتقول بالموت، ولا ترى لنفسها أفقاً أو أملاً أو مستقبلاً؟.. كيف تهيأت لقوى التخلف أن تطيح بمكتسبات عصر النهضة العربية وفكرها، وتحول الحياة المدينية التي سعت لتكريس مبادئ الحرية والعقل واحترام حقوق الإنسان إلى مسخ محض؟.
إن المعضلة، ها هنا، في جزء منها، تكمن في الافتقار إلى منهج علمي حي وفاعل، لا يستحيل إلى آليات ميكانيكية لإنتاج ( إيديولوجيا وثوقية ). ذلك أن الوثوقية المبالغ فيها غالباً ما تخلق رؤية ذات اتجاه واحد.. رؤية محدودة ساكنة، لا تغني الفكر، وتفشل في تحويل الواقع، على الرغم من أن الحل ليس بالتأكيد في الاستسلام إلى تجريبية سائبة توقع الفكر في الضبابية والابتسار والعشوائية. وأيضاً بالمقابل أن لا يتخبط بحيث يجعل حركة الواقع والتاريخ تفلت منه.
-5-
إن التاريخ لا يمكن فصله عن الفعل البشري والإرادة البشرية فالبشر هم الذين يصنعون تاريخهم كما يقول (فيكو). وما عاد، من الممكن التعاطي مع التاريخ فكرة متعالية، تتضمن غاية ستتحقق حتماً.. إن فكرة الحتمية التاريخية تنتمي إلى تراث الماضي القريب المندرس.. لا يوجد حتم تاريخي، بل احتمال تاريخي.. احتمال لا يمكن فصله عن إرادة الفاعلين الاجتماعيين ( البشر ) واتجاهات أفعالهم ومدياته وفي خضم صراعات المصالح والأهواء والاستراتيجيات فإن العقل يلعب دوراً حاسماً في توجيه الفعل الإنساني نحو مساراته المفترضة، المعقولة، للوصول إلى الاحتمال التاريخي المطلوب.
بقيت سلطة ( النقل ) فاعلة داخل البنية الفكرية العربية لقرون طويلة كابحة لأي توجه عقلاني – نقدي وإبداعي. وبالتالي فإن فكر النهضة العربية كان رهانه الوحيد والصعب هو انتزاع السلطة من جهة التكرار وإعادة إنتاج القديم يوماً بعد آخر، ومنحها إلى جهة العقل والحداثة والإبداع .. فهل نجح في هذا المسعى؟.
هذه الانتقالة، لا تعني قطعاً، تجاوز ( النص ) وإلغاءه، بل إعادة قراءته في ضوء معطيات الحاضر، و المناهج النقدية العلمية الحديثة، ومقاربته تاريخياً و عقلانياً.
وإذا كنا لا نستطيع أن نبتدئ من حيث انتهى العقل العربي في الماضي، لأن خط هذا الانتهاء وهمي، غير موجود، فإن المطلوب ليس الانقطاع عن هذا الماضي وإهماله، بل تحقيق قطيعة ( بالمعنى الباشلاري ) مع المنظومة الفكرية السابقة.. أي البحث عن عتبة جديدة للفكر. وإذا ما افترضنا أن مثل هذه العتبة قد وجدت فعلاً بالتماس مع الفكــر الغربي ( وريث عصري النهضة و الأنوار الأوربيين ) فإن مأزقاً آخر من مآزق فكر النهضة (العربية) يتمثل، في هذه الحالة، وهو أن هذا الفكر جاء ردَّ فعل سلبي على واقع الاستعمار ووعي التخلف، ولم ينبثق إيجابياً. وكان من الممكن لفكر النهضة العربية أن يتجاوز هذا المأزق لولا أنه أفتقد إلى الجرأة وروح النقد.
وهكذا بقي العقل العربي ممزقاً بين عبء الموروث وإعصار الحداثة الغربية.. بين كوابح السلطات المختلفة و قصور آليات اشتغاله. أي بين الممنوع والممتنع كما يطلق عليه (علي حرب).
وهذه الحالة ، بقدر ما تخلف من معضلات وإشكاليات للعقل، فإنها بالقدر نفسه يمكن أن تمارس تحريضها، وتوجد مسافة توتر، ومناخاً مناسباً ليتخلص هذا العقل من استقالته، ويحقق استقلاله ويبدع..
وإذا كانت موضوعة العقل، مع موضوعة الذات تشكلان قطبي الحداثة، كما يرى آلان تورين، فإن الحرية هي الشرط الضامن لإعادة اللحمة بين الموضوعتين اللتين انفرطتا لتشكلا مأزق الحداثة الغربية، مع تسيد العقلانية الأداتية، واحتواء الذات وابتلاعها من قبل الكليانيات القوية "المجتمع الرأسمالي والمؤسسة الرأسمالية" فقد وصلت العقلانية الغربية إلى أزمتها هذه حين تحولت إلى عقلانية أداتية أخضعت الذات الإنسانية لمنطقها النفعي المدمر للذات من جهة، ولأنها أنتجت الاستعمار بسيئاته الإنسانية كلها من جهة أخرى.
بيد أن إشكالية الحداثة العربية وأزمتها أصعب وأعقد. ذلك أن الذات الإنسانية (العربية) ما تزال لم تحقق كينونتها بعد، وما يزال العقل العربي يعاني من مشكلات عويصة. وحين نحتكم إلى رحلة العقل العربي عبر قرن و نصف القرن من بداية طرح مشروع النهضة العربية يكتسب هذا السؤال مشروعيته. غير أننا حين نرصد ونحلل ونفكك مكونات وآليات ومقولات هذا العقل، واضعين إياه في إطاره وسياقه التاريخيين، يمكننا أن نستعيد الثقة به بشرط أن يمحي هذا العقل الخطوط الحمر الخطيرة، داخلاً إلى منطقة اللامفكر فيه، أو المستحيل التفكير فيه. وبهذا فقط باستطاعتنا أن نتحدث عن نهضة عربية، وحداثة عربية، قطباهما العقل والذات الإنسانية، وأفقهما المستقبل، وشرطهما الفاعل.. الحرية.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب المثقفين
- في الثرثرة السياسية
- ماذا نفعل بإرث إدوارد سعيد؟
- أدب ما بعد الكولونيالية؛ الرؤية المختلفة والسرد المضاد
- الأغلبية والأقلية، والفهم القاصر
- قيامة الخوف: قراءة في رواية( الخائف والمخيف ) لزهير الجزائري
- الرواية والمدينة: إشكالية علاقة قلقة
- المجتمع الاستهلاكي.. انهيار مقولات الحداثة
- العولمة والإعلام.. ثقافة الاستهلاك.. استثمار الجسد وسلطة الص ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - الفكر النهضوي العربي: الذات، العقل، الحرية