|
وحوش داعش يجتاحون العراق ويستبيحون المرأة الإيزيدية!!!
كاظم حبيب
(Kadhim Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 11:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حين أسُقط العراق في وحل الطائفية والصراعات والمصالح الطائفية المستهترة بمصالح الشعب العراقي ومستقبله، وحين التزم حكامه بالمحاصصة الطائفية السياسية، وحين تخلى النظام السياسي العراقي عن مبدأ المواطنة الحرة والمتساوية، وحين التصق حكامه وأغلب سياسييه بهوياتهم الفرعية القاتلة، فُتُحت أبواب البلاد أمام وحوش العالم الكاسرة، أمام المسلمين الظلاميين القتلة، أمام المليشيات الطائفية المسلحة من مختلف الهويات الفرعية وأمام عصابات الجريمة المنظمة. وحين غاص الحكام الطائفيون في وحل التمييز الديني والمذهبي والتهميش المنظم لنساء ورجال البلاد على أسس طائفية مقيتة، وحين غابت المعايير والقيم الإنسانية العامة والشاملة عن الساحة السياسية العراقية، وحين ساد الفساد والإرهاب في مختلف أنحاء البلاد، وحين عجز الحكام عن تأمين المصالحة الوطنية والعودة إلى جادة الصواب ومعالجة مطالب المجتمع، وحين غاص الحكام في بناء أجهزة الدولة المدنية والعسكرية على أسس الحكم الطائفي ذاته، أصبح القتل الفردي والجمعي على أساس الهوية ممارسة يومية وتوفرت المستلزمات الأساسية لقوى الإرهاب الإسلامي السياسي الدولي باجتياح العراق من بوابة الموصل بعد أن كانت قد حطَّت رحالها في محافظة الأنبار وصلاح الدين وديالى وغيرها. في مثل هذه الأجواء السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والأمنية السائدة في الدولة العراقية الهشة، وجد وحوش داعش والظلاميين ومجاميع القوى المعادية للشعب العراقي التي تعاونت مع داعش فرصتهم في اجتياح العراق من بوابة الموصل الهشة والتوسع التدريجي المنظم والمبرمج إلى بقية مناطق محافظة نينوى حيث تعيش فيها منذ آلاف السنين العديد من أتباع القوميات والديانات والمذاهب العراقية القديمة. ففي العاشر من شهر حزيران 2014 اجتاح وحوش داعش مدينة الموصل أمام هروب أفراد القوات المسلحة العراقية بكل أصنافها بجلودهم فاستباحوا سكان الموصل المسيحيين نساءً ورجالاً، شيوخاً وأطفالاً ومرضى وعجزة. وأجبر ما يقرب من 150 ألف إنسان مسيحي على مغادرة الموصل إلى مناطق كردستان الآمنة بعد أن وضعوا بين خيار الإسلام أو دفع الجزية أو الهجرة أو الموت وبعد أن عرضوا النساء المسيحيات إلى المزيد من القهر والاغتصاب وقُتلوا الكثير من الرجال والنساء المسيحيات ودمروا الكنائس والأديرة وما فيها من كنور الثقافة العراقية على أيدي هؤلاء الوحوش وعصابات القتل والتدمير. ولم يمض وقت طويل حتى وجهوا نيران حقدهم ضد الكثير من أهل الموصل من المسلمين الذين رفضوا التعاون معهم وبأمل تصفية كل مقاومة محتملة لدى السكان ضد هذه القطعان الكاسرة وبعد أن وجدوا حواضن متفاعلة معهم ومؤيدة لزحفهم الدموي. وفي الثالث من آب أغسطس، هذا اليوم الأسود في تاريخ العراق، تمكن وحوش داعش القتلة غزو قضاء سنجار ومن ثم زمار وغيرها بعد انسحاب قوات البيشمركة غير المتوقع من المنطقة دون قتال مما سهل استباحتها. وكانت المفاجأة للسكان الإيزيديين مدمرة حيث أجبرت العائلات بنسائها وأطفالها ورجالها إلى الفرار غير المنظم باتجاه الجبال والبراري الآمنة، ولكن لم يتسن ذلك لآلاف العائلات الإيزيدية فوقعت في أسر تلك الوحوش الكاسرة. قام القطعان الكاسرة بفصل الرجال عن النساء والأطفال. تم ابتداءً قتل الرجال باعتبارهم "كفاراً!" دون استثناء ما عدا من وافق على دخول الإسلام وكان العدد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة. ثم قاموا بفصل النساء والصبايا عن الأطفال دون سن الثامنة. وتراوح عدد الجال والنساء والصبايا الأسرى بين 5000-7000 امرأة. وبعد قتل الرجال بدأت المأساة المرعبة للمرأة الإيزيدية الكردية، بدأ الجحيم الإسلامي المرعب، بدأ الفعل الإجرامي بحق النساء والصبايا. بدأ بيعهن في سوق النخاسة "الإسلامي!"، فالإسلام لم يحرم العبودية(!) بعد أن نقلوا إلى مدن الموصل وتلعفر ومن ثم الرقة بسوريا وغيرها. وبدأت عمليات اغتصابهن من جانب أمراء الإسلام الوحوش. لم يشهد العراق مثل هذه الجرائم البشعة حتى حين اجتاح هولاكو بغداد أو حين هجم الوهابيون على المدن الشيعية بالعراق في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أو ما حصل في رواندا. ومن المرعب والمخزي إن جمهرة من الجيران المسلمين الأوباش ساهموا بهذه العمليات الإجرامية متعاونين مع قطعان داعش بمحض إرادتهم وحقدهم الأسود. إن ما يمارسه وحوش داعش ضد الإيزيديين على نحو خاص وضد المسيحيين والشبك والتركمان، ومن ثم ضد المخالفين لهم ليس من الشيعة فحسب بل ومن السنة أيضا،ً لا يمكن وصفها بغير جرائم إبادة جماعية، جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب عنصرية ودينية ومذهبية قذرة، إنها عمليات تطهير عرقي وثقافي في آن واحد. ويكفي أن نلقى نظرة عما يجري اليوم من تدمير لمتحف وآثار الموصل أو حرق كتب الكنائس وقبور الأولياء الصالحين ودور عبادة الإيزيديين والمساجد ليدرك العالم أي وحوش استدعيت لممارسة الاجتياح والاستباحة والسبي والقتل والاغتصاب والاستعباد والبيع في سوق النخاسة. للقارئة والقارئ نماذج ما حصل: ** تسنى للفتاة المختطفة نارين النجاة من القتل على أيدي وحوش داعش واتصلت عبر الهاتف بالسيد محمود، أحد معارف عائلتها، لتخبره وهي تشهق بالبكاء أنها "اختطفت واغتصبت عنوة 27 مرة تنقل من يد أمير إلى أمير آخر وإلى غيره من المغتصبين"، أحدهما يبيعها إلى الثاني وهلمجرا.. وتتساءل "هل هناك من يستطيع إعادة عذريتي وشرفي المهان. لقد قررت الانتحار. "أنا أقف على ضفاف نهر دجلة بالموصل، وعلى جسدي العاري عباءة سوداء، سأرميها في الهواء، وسأرمي جسدي وروحي المغدورة في الماء، على أمل أن أقف عارية في الدنيا الآخرة بجوار ميزانية الرب وليحاسبني على أخطائي إذا كانت لي أخطاء، وسأشكو إليه ظلم الدولة الإسلامية داعش عليّ وعلى الشرف الإيزيدي". ثم قطعت المكالمة لتنفذ ما صممت عليه!!! (قارن: مقالات على موقع بحزاني). ** تقول "سامية"، وهي فتاة من قرية (كوجو) الإيزيدية القريبة من مركز قضاء سنجار، إنها وقعت بيد مسلحي تنظيم "داعش" في بداية شهر آب 2014 وبقيت في قبضتهم مدة تجاوزت شهر، مؤكدةً إن المسلحين نقلوها إلى مدينة الرقة بسوريا وعرضوها هناك للبيع واعتدوا عليها، وطلبوا منها تغيير دينها، وتضيف: "قاموا باغتصاب الفتيات الصغيرات عن طريق تخديرهن، وكانوا يضربوننا إلى ان فررت منهم بعدما اتفقت مع احد الحراس الذي أخرجني من السجن إلى احد البيوت القريبة في مدينة الرقة السورية وهناك اتصلت بأهلي وفَررت منهم". وبينت سامية إنها منذ قدومها إلى مخيمات النازحين الموجودة في ضواحي دهوك لم تلق الدعم المناسب، مضيفةً: "نطلب من الجهات الحكومية والمنظمات الدولية أن تساعدنا ماديا ومعنويا فإننا بحاجة إلى من يعيننا، فجميع أهلي ما زالوا في قبضة داعش وانأ بحاجة إلى مساعدات مالية وإعانة نفسية لأن التجربة التي مررت بها كانت قاسية جدا".! فهل هناك من يسمعها ومن يعينها؟ (قارن: مقالات على موقع بحزاني). أعلنت وزاره حقوق الإنسان العراقية، إلى إنها رصدت ما وصفته بـ"انتهاكات وعمليات اغتصاب جماعي" بحق النساء في مدينه القائم الحدودية غرب محافظة الأنبار غالبيتهن من الإيزيديات. وقالت الوزارة في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخه منه إن "منازل عديدة تقع علي أطراف القائم، التي هجرها سكانها بعد سيطرة عصابات داعش علي القضاء، تتواجد فيها أعداد كبيره من النساء المختطفات وأطفالهن اغلبهن من الديانة الإيزيدية، وتمارس بحقهن عمليات اغتصاب جماعي علي الرغم من صرخات الرفض والعويل والصراخ ومن ضمن تلك المواقع مقر كليه التربية". ونوهت الوزارة إلي إن "العصابات الإرهابية تفرض علي أهالي القضاء أحكاما، تدعي إنها شرعيه تتمثل بمجرد التكبير على رأس أو كتف الفتاه ليتم بعدها تزويجها ضمن مبدأ جهاد النكاح ورفض المرأة يعني قتلها". وأفادت بان "العصابات الإرهابية شكلت شرطه نسائيه من النساء المواليات للفكر والمنهج التكفيري لتلك العصابات، تترأسها زوجه احد الإرهابيين، وتضم في صفوفها نساءً من جنسيات عربيه وأجنبية". وبينت الوزارة في بيانها أن "مهنه أولئك الإرهابيات مراقبه، وتقييد النساء في حرياتهن الشخصية، فضلاً عن إرغامهن علي مزاوله أعمال معينه، حيث إن تلك الشرطيات يستخدمن الأساليب والعقوبات القاسية بحق المخالفات". ما نعرضه هنا لا يمكن أن يعكس حقيقة المأساة التي تواجه العائلات الإيزيدية. التقيت بسيدة إيزيدية في مخيم باعذرة تجاوز عمرها الستين عاماً أعطتني قائمة بأسماء 33 شخصاً من أفراد عائلتها بين رجال قتلوا ونساء وصبايا وأطفال مسبيين ومفقودين. والمشكلة الأخرى التي تواجه النساء الإيزيديات وجودهن في مخيمات لا يوفر لهن الحد الأدنى من العيش الإنساني وندرة هي المساعدات التي تصل إلى هذه العائلات، إنه التقصير الحكومي الاتحادي الذي لا يمكن السكوت عنه. إن اللقاء بالنازحين والنازحات قسراً، وبينهم جمهرة كبيرة من الأطفال، من الإيزيديين والمسيحيين في المخيمات الموجودة في محافظات كردستان العراق تدمي القلوب وتشعر الإنسان بالكرامة المجروحة والإهانة التي أصابت الإنسان العراقي في وطنه. إنهم يتساءلون: ما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لا لمساعدتنا وتقديم العون لنا وإنقاذ أهلنا المسبيين والمغتصبين من براثن الوحوش الإسلامية الكاسرة فحسب، بل وفي ملاحقة من تسبب بهذه الجرائم من حكام العراق ومن القادة السياسيين والعسكريين الذين خذلوا الشعب وسمحوا بتمريغ كرامة الإنسان العراقي بالتراب. فهم ما زالوا يحتلون مراكز عليا في الدولة العراقية المريضة ويتحكمون بنا وبما يفترض أن يقدم لنا من مساعدات لتخفيف وطأة أوضاعنا النفسية والعصبية والجسدية المتدهورة. نحن نعيش مأساة الصراع الطائفي والمحاصصة الطائفية والمصالح الضيقة الحقيرة للحكام، إنه الصراع على السلطة والمال والنفوذ وليس على مصالح الشعب وحياته ومستقبله، إنها المأساة الحقيقة التي لا يمكن أن تنتهي إلا بانتهاء المحاصصة الطائفية وهيمنة الهويات الفرعية على هوية المواطنة العراقية الحرة والمتساوية، إلا بإقامة المجتمع المدني الديمقراطي والدولة الديمقراطية الاتحادية الدستورية التي تكافح الفساد والإرهاب والتمييز الديني والمذهبي والقومي وكل أشكال التمييز ضد المرأة.
#كاظم_حبيب (هاشتاغ)
Kadhim_Habib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يجوز التعامل على قاعدة صم بكم عمي أمام التصريحات الإيراني
...
-
هل حقق نوري المالكي ما كان يسعى إليه؟
-
لنعمل جميعاً من أجل تحرير المرأة الإيزيدية وبقية النساء العر
...
-
هل ستنتصر إرادة الشعب في معركته العادلة ضد دعش وسواها؟
-
الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا
...
-
الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا
...
-
الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا
...
-
الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا
...
-
الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا
...
-
الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا
...
-
هل تمارس المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة ما تمارسه داعش ب
...
-
دور العراق والمجتمع الدولي في التصدي لقوى الإرهاب بالعراق وم
...
-
ماذا يجري بالعراق الغارق في مستنقع الطائفية السياسية؟
-
حيدر العبادي والحرب والمعاول الهدامة!
-
السعودية هي المعين الإيديولوجي للتنظيمات الإسلامية السياسية
...
-
زيارات ولقاءات ودية وحميمة في مدن كردستان الجميلة
-
ما العمل من أجل دحر داعش وعودة النازحين قسراً إلى مناطق سكنا
...
-
زيارة إلى النازحين في جبل سنجار والمقاتلات والمقاتلين في مدي
...
-
الإقليم والنازحون قسراً إليها، مخيم آسيان في ناحية باعذرا -
...
-
زيارات حزينة إلى مخيمات سكان النزوح القسري بإقليم كردستان ال
...
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|