البحث عن السوبرمان

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 08:39
المحور: الادب والفن
    

البحث عن السوبرمان (البحث عن السوبرمان)
أسمع في التقاطع صوت الإطارات
تضرب عن الدوران
تعول مثل امرأة فقدت عزيزاً
في عرض الشارع
تقشعر الجلود
ترتعد الفرائص
جرّاء ضغط الكابح الجهنّمي
بين الأرض , والسماء
معادلة العبور الى النجوم
قصف النيازك للأرض
يرسّخ ما يشبه
حرباً معلنة على الأرض
قد تتّضح الخارطة الفلكيّة
لمفتاح أبجديّة الوجود
لتدلّ على طلّسم الأسرار
لكشف الخطوط الغامضة
لحركة الكون
حيث لا عبور الّا العبور
من ثقب الإبرة
او من شدق تنين يطلق زفيراً من النار
انّها المعادلة الأصعب
وفي التيّارات البحريّة القويّة
الأسماك تنطلق
كالسهام الناريّة
لتطبيع جغرافيا الغرائز
الاصرار على كسر التيّارات المائّية
لجعل المحيط مسرحاً لحركة المخلوقات
من القطب الى القطب
مثلما تقطع الدببة
المساحات الشاسعة على الجليد
في بانو راما الخليقة
دون كلل
للحصول على الغذاء
في خلق التحدّيات
وكسر الحواجز
لتصطف الى جانب الأنواع الأخرى
في لوحة الخليقة
و(مسحل الكبش)
يظهر مجسّداً في الظلام الدامس
عندما يكون القمر في المحاق
معانقة الدولفين للإنسان
عبارة عن الإلفة
وانقاذ من افتقد بوصلته
ومن كان يهزأ بجبروت البحر
وقد عجز عن تحقيق أهداف الذات
عبور أمواج الجراد
عرض المحيط
معجزة لا تضاهيها معجزة
في جدول المغامرة
وماراثون الخليقة
يوم عجز الإنسان عن هجران أمّه الأرض
سقط بين قوسي المراجعة..
ومحنة الغرور
فانكسرت شوكة الغطرسة
وسورة الجبروت الكاذب
مارس الشعوذة
والسحر
والكهانة
لم يقف عند صنعه للثور المجنّح
غاص في طين انقلابيّته
وفورة نزواته
أعاد الكرة الى الملعب
دون تحقيق المطامح
والقفز من فوق العوارض
ثبّت الريش على ذراعيه
حلّق في تجربته الرائدة
تجسّدت في ال (عبّاس بن فرناس)
شهيد الطيّران الأول
واصل الليل بالنهار
بحثاً عن آدم السوبرمان
عبرمن الأنفاق المعتمة
الى الأغوار الجليديّة
ومن السفوح االى القمم
عام في رحم البراكين
وسبح على أركسترا الحمم
كان يغنّي في الأعالي
ردّدت صداه الجبال والوديان
كان يرقص على رؤوس المسامير
رقصته الجنونيّة
الأدب الغامض
حروفه منقوشة
في رخام الطلّسم
لا فتوح لكاتبها
على مقاعد الحضور
يبقى جاهلاً نفسه
لحين حلّ شفرته
ورموزه الخفيّة
لا يستطيع حلّها
إلّا من خرق جدار المجهول
وعثر على الحلقة التي ترفعه عن الأرض
خارج نطاق الجذب , وداخل نطاق الضغط
من استطاع عد حبّات رمال الارض
حقّق عدّ نجوم المجرّات
لخزنها في حساباته الفلكيّة
السحابة نافورتنا العملاقة
تستحمّ بها المخلوقات
في حيّز مساقط القطرات
بناء مدينة من الثلج
أفضل من التسكّع
وحرق الساعات الذهبيّة
بلا أبالية العقل المخدّر
وتسريح النهارات من جدول العمل المثمر
حيث لا يعوّضه
خبب السلحفات
في مضمار سباق الخيول
لا تعفيه الثواني
في خضمّ مستقبل التطوّر
العمليّة التي تغذّيها البوصلة
ورقابة قبطان المستقبل
هي الراجحة
في أن تضع بين كفّيك
(تفّاحة نيوتن)
شعوب محمود علي

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات