الانتخابات الإسرائيلية ..حماسة تعري الخونة

سلمان العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 07:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غلب في هذه الأيام الحديث عن الانتخابات الإسرائيلية في الساحة الإعلامية العربية الحديث عن الشأن العربي و ما ألت إليه أوضاع العرب اليوم بل أصبح الحديث عن انتخابات الكنيست يضاهي في أهميته بل يفوق اهمية الاحداث في الأراضي الفلسطينية . اذ غاب الحديث تماما عن التجاوزات الإسرائيلية اليومية ضد الفلسطينيين في الضفة و القطاع و عوضه عرض القوائم المترشحة للانتخابات الصهيونية من الليكود الى البيت الصهيوني إلى حزب ميريتز...
يبرر أصحاب و مالكو الفضائيات العربية الذين أمعنوا من الحديث عن الانتخابات الصهيونية ذلك بدخول القائمة العربية المشتركة للانتخابات الصهيونية و إمكانية استحواذها على العدد الاكبر من أصوات العرب داخل الخط الاخضر,
و بالتالي و وفقا لزعمهم هناك مكاسب سيجنيها العرب داخل فلسطين المحتلة من خلال الانتخابات و المشاركة فيها بنسب كبرى و هو ما سينعكس كذلك ايجابيا على الفلسطينيين في الضفة و القطاع .
في ما مضى ألقت قوات الأمن السورية القبض على الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين, كان من اهم ما صرح به هذا الجاسوس انالرهان الحقيقي لدولة اسرائيل يتمحور اساسا حول عرب اسرائيل من جهة و حاملي الفكر القومي العربي من جهة اخرى لقدرة هؤلاء على فرض وجود دولة اسرائيل داخل الوطن العربي و فرض التعامل معها كواقع ينبغي احتوائه .
كلا الصفتين يتوفران في النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة و الذي يعد الان احد الأعمدة الأساسية في الإعلام العربي من خلال دوره في إدارة قناة الجزيرة القطرية صاحبة القاعدة الشعبية الواسعة في الوطن العربي
هنا بغض النظر عن المبررات المقدمة لتغطية انتخابات الكنيست الصهيوني لا بد من الحديث عن الغرض الموضوعي من هذه التغطية و هذه الحماسة التي ترافقها من قبل الاعلاميين العرب و التي توحي في احيان كثيرة ان الديمقراطية الصهيونية اصبحت قادرة على احتواء موضوع اغتصاب فلسطين حيث صارت اسرائيل هي الدولة الاصل و صار العرب فيها اغراب متعهم الكيان الصهيوني الديمقراطي من الوصول لسدة الحكم فيه.
لكأن إسرائيل كدولة و كيان لم تزرع على يد الاحتلال البريطاني و ليست بكيان غاصب شكلته عصابات الهاغانا و الاراغون ,
انما اسرائيل بهذه الصورة دولة ديمقراطية اصيلة تقبل الاخر و تحتويه ضمن مؤسساتها الرسمية ..
و اما وضع عرب إسرائيل فليسوا بقية باقية لشعب مشتت مشرد في كافة أصقاع الأرض و بقايا لقتلى و ثكلى و معذبين أنهكهم الاحتلال و خارت قواهم عن مقارعته بل وفقا لما نراه إعلاميا الان مواطنون أصيلين لشعب إسرائيل لهم حق الترشح و الانتخاب .
هذا ما أراد الإعلام العربي ممثلا في قناة الجزيرة و غيرها ايصاله عن دولة اسرائيل و لا عجب في ذلك ان كان المشرف الاساس عن هذه المادة الاعلامية هو السيد عزمي بشارة الذي شغل سابقا وظيفة عضو في الكنيست الاسرائيلي و الذي ادى يوما ما قسما الولاء لإسرائيل فوره وصوله للكنيست .
ربما غادر السيد عزمي بشارة إسرائيل بعد ادعاءات انه صار له بعض المشاكل مع السلطات الإسرائيلية لكن أصبح بشارة خارج إسرائيل وفيا لقسمه أكثر مما هو عليه داخل الكيان الغاصب
ان تقييم مشاركة القائمة العربية في الانتخابات الصهيونية لا يمكن بأية حال من الأحوال ان يوصف اكثر من كونه خيانة و شهادة زور و تقديم شهادة براءة للكيان الغاصب و لم يكن دور احمد الطيبي او حنين الزغبي ليختلف كثيرا عن دور بشارة ان كان هم انفسهم يرونه بطلا قوميا
و بعيد عن الصورة التي نعيها جدا داخل الوطن العربي ماذا سيكون رأي المتضامن الأجنبي مع القضية الفلسطينية حين يشاهد اصحاب الشأن و القضية مهرولين الى انتخابات الكيان الغاصب متناسين حتى اقفال سراويلهم لشدة الهرولة
حقا انه العهر يرى في المشهد العربي داخل فلسطين المحتلة و ان كان موضوع القائمة العربية المشتركة في تنافسها مع الليكود و المعسكر الصهيوني على أصوات العرب عهرا تستحي الألسنة من الحديث عنه لشدة المشهد الاباحي السياسي هناك .
لكن يوما بعد يوم تتأكد نظرة المحور التركي القطري و من لف لفه من العرب المستعربة للصراع العربي الإسرائيلي و هو ما ينطق به إعلامه اليوم الذي كشفته تغطية الجزيرة للانتخابات الصهيونية اذ يؤكد هؤلاء من خلال عهرهم الاعلامي ان نظرتهم للدولة الصهيونية امر واقع لا بد من التعامل معه و لا وجود بموجبه لاي صراع وجود او حدود و انما اختلاف جزئي حول تأمين بعض الحقوق السياسية لعرب الخط الأخضر
لا شك ان من لا يصدح بان الصراع العربي الصهيوني صراع وجود مستعرب خرج من جلدته او خائن لامته و وطنه و حتى هويته العربية
فما بالك بمن قبل التنافس الديمقراطي مع أحزاب صهيونية منشأها الاول نوتات لعصابات اجرامية
و اما موضوع القائمة العربية المشتركة فمن الملاحظ انه مصطنع للوصول لهذه الحال اليوم ,فلما لم تتوحد القائمة العربية المشتركة منذ سنوات حيث كانت احزابها تخوض الانتخابات منفردة ؟

#سلمان_العرباوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات