علاقة ابتسامة النظرة المحدقة بمتطلبات الإيمان

ممدوح رزق

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

عن الخطاب الديني وأبطاله المطمئنين ...
ليست المسألة أن يتم إستبدال العمامة والجلباب واللحية الكثيفة بالبدلة الأنيقة والذقن الحليق .. ليست المسألة أن يتم إستبدال التجهم والرصانة أو الإنفعال بالإبتسامة الواسعة وخفة الدم الحميمة .. المسألة أن هناك دائما من يتحدث إليك ، وفي شيء واحد .. هناك دائما من يحدق في وجهك بنظرة مبتسمة .. واثقة .. مطمئنة .. ويحدثك عن الخير والإيمان .. منذ البداية ـ أي بداية تريد أن تحددها ـ وحتى الآن هناك من يفعل ذلك .. أشياء كثيرة تتغير .. كملامح الوجه والملابس وطريقة التحدث وما إلى ذلك .. لكن هناك دائما شيء ثابت .. شخص ما يؤمن تماما أنه لا بد أن يتحدث .. يتحدث إلى من ؟! .. إلى الشخص الذي ربما لا يستطيع أن يتحدث بهذه الطريقة .. وبالتأكيد يمارس ما نسميه شرا بأي شكل .. ( ليس هناك أحد معصوم !! ) .. لذا يحتاج بالضرورة وببديهية لا تحتاج للنقاش لمن يتحدث معه عن الخير والإيمان .. منذ البداية ـ أي بداية تريد أن تحددها ـ ينبغي على شخص ما أن يحدق في وجهك بقوة .. وبإطمئنان مبتسم وواثق .. ولما لا ؟!!! .. ألا يتحدث عن الخير والإيمان ؟!! .. وإلى من ؟!! .. إلى شخص لا يعرف كيف يحدق في وجه غيره من البشر بنفس القوة والإطمئنان المبتسم الواثق وهو يتحدث عن الخير والإيمان ؟!! .
هناك أيضا أمر ثابت .. الخير والإيمان اللذين يشكلان أساس الحديث منذ البداية ـ أي بداية تريد أن تحددها ـ هما نفس الخير والإيمان اللذين يتم التحدث بهما حتى هذه اللحظة .. ومع ذلك لا زال هناك من يمارس الشر والفساد بطريقة ما ـ أي طريقة ـ رغم كل الذين تحدثوا ويتحدثون وسيتحدثون عن الخير والإيمان ويحدقون في الوجوه بإبتسامات مطمئنة وواثقة .. لكن هذا أمر غير مهم بالطبع .. ولا ينبغي أن يشغل ولو لثانية واحدة بال كل هؤلاء الذين لا زالوا يتحدثون ويحدقون ويبتسمون .. لماذا ؟! .. لأنهم دائما في حاجة للشعور بكل هذا الإطمئنان وكل هذه الثقة أمام الدموع والدعوات والإستشهاد بالأقوال .. أيضا إستمرار الشر والفساد لا ينبغي أن يشغل ولو لثانية واحدة بال كل هؤلاء الذين تم ولا زال التحديق في وجوههم بالإبتسامة المطمئنة أثناء إستماعهم للأحاديث التي لا حصر لها عن الخير والإيمان .. لماذا ؟!! .. لأنهم لا زالوا في حاجة لمن يذكرهم دائما أن هناك دائما خير وإيمان !!!!!!!! الخير والإيمان الموجودان في العالم منذ البداية ـ أي بداية تريد أن تحددها ـ واللذان لم يتغيرا أبدا في أقوال كل من تحدث بهما ( الإختلافات المألوفة لم تمثل خللا بالتأكيد في الطبيعة الجوهرية البسيطة والمعروفة للخير والإيمان ) .. لا زالوا في حاجة ( للإستماع ) عن الفضيلة مقابل الواقعي اليومي من الإثم .. لا زالوا في حاجة لمن يبدو قادرا على حمايتهم من معطيات نفوسهم الأمارة بالسوء .. حتى لو لم ينجح .. لكنه لابد أن يتحدث .. ولا بد أن يستمعوا إليه .. طالما أن الله موجود دائما وقادر على كل شيء .

#ممدوح_رزق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات