أديب حسن محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:34
المحور:
الادب والفن
عندما وقف الشاعر الكبير محمود درويش على منصة مكتبة الأسد بدمشق وألقى قصيدته"ليس للكردي إلا الريح"مقدماً القصيدة إهداء إلى الأخوة العربية الكردية من خلال شخص الشاعر الكردي السوري سليم بركات،لم تتحرك الغيرة في رؤوس العشرات من الشعراء السوريين الذين وقفوا يتفرجون على شاعر فلسطيني تجاوز طرحه طرح أبناء البلد،لم يشعر الشعراء السوريون مطلقاً بالجرح الكردي النازف،ولم يشهد أي منبر شعري سوري ذكر كلمة كردي،بل على العكس فقد رفضت الكثير من المخطوطات الشعرية لمجرد وجود رموز فلكلورية أو تراثية كردية فيها،وحورب الشعراء الأكراد الذين يكتبون باللغة العربية،فقلمت قصائدهم،وحددت الموضوعات التي يسمح لهم قراءتها،فجاءت الرمزية في الشعر الكردي المكتوب باللغة العربية لتتحايل على الرقابة العربية التي ترفض الآخر،ولا ترى في الكون أمة أخرجت للناس خيراً منها.
وقف محمود درويش وقال كلمته،فلم تهتز شعرة في أجساد الشعراء السوريين شركاؤنا في الوطن،والمزاودون علينا في حبه،
وضع محمود درويش إصبعه على الجرح النازف،في حين تجاهل الشعراء السوريون شخيب دمه طويلاً
وأخرج درويش كنوز الإنسانية المختبئة في ثنايا لغته التي تحيط بذراعيها الإنسانية الفسيحة،فيما انشغل الشعراء السوريون بالتباكي على بكارة العراق،وبتخوين أبنائه،وبحلب البقرة الفلسطينية المسكينة
صدح محمود درويش
فسكتت الغربان
وحلّق محمود درويش
في حين هوى من صفق له
#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟