إشبيليا الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 09:17
المحور:
الادب والفن
الى أختي الحبيبة شعوب
فقدت بصري شعوب
و صوتك كالبصيرة في روحي
و الكلمات في قصيدتك
أينما تكتبيها سأخبها
بين عيني الكفيفين الدافئتين
و سألقي نظرتي القصيرة لها ولك بلهفة
سأتوجه للمطار أنتظرك حيث موقف الباص و الرصيف
أنتظرك في الموعد يوم الجمعة
أنتظرك عند الحانوتي للشوكلاته
هناك، واثقة بأنك ستأتين، يشاء فنجان قهوتك الساخن وأضحى بأبتسامتك
لأنني قتيلة بغيابك دائمًا
أختلط بأيامك ودمي بالقُبل
و دمي يضحي استقبالك بالأزهار
أنتظرك شعوب، إليكِ من دعائي بقربك كصفحة بيضاء
و أرفع الماء بيدي طالبًا عفوك وسماحتك
انتظاري صرخة وجع في حنجرة الطرقات والمطارات
و الأغنية انت جميلة، تتردد بقلبي متيمة
أنتظر بصوم إليك من الشوق
و أخاف أن أتهسك
و حين أتمسك أنفاس
أعجز أن أتركك في وحدتك
حبيبتي المدلعة أنت
و هفوتي عفوية حين تركتك تختاري المفضلة بهوايتك
قدومك النائي
و لقائي بك القريب
بخطواتك الوئيدتين الحافيتين تتقلب بقرع قلبي المرتج
أهلع زحفا اليك في الرمال الموحشة
أكون الحجر جنبك
و القبر الذي يسيل جسدك به
تجديني قربك أينما وخصتي واستوحشتي من وحدتك
مع قارورة ماء وطاولة للكتابة مع الكرسي والجلباب حين تكتبي ليلة الجمعة و محبرة
في المكتبة و البيت و المطار
في الحديقة و الشارع و مقهى الجامعة
أنمو فيك كالعشق في دفترك المشع بالقصائد
و أتفرس من سقف ذاكرتك كالشمعة في مثواك
بأحضاني الدافئة أحتوي ملامحك النقية
و بأحضاني الدافئة أرفع متاعب انتظارك
بأحضاني الدافئة أعدّ الاغنية مع فجان قهوة الصباح
و بخصلات شعري أسندك جديلة فوق رأسي
إذ توشكين على البكاء لوحشتك
أنا الام والاخت في شوقك الأسود
و الكفن في حفرة مسكنك
يامن تنامين بألم
أندس بين الرمال بين أضلاعك لأرى لوعة أحلامك و لا أنام
أصرخ وأعلل كيف أبكي و أتمزق مطلقة صيحاتي
و أعلن طاب سماعي رغم خطاب أعداءك القاسي
و في الصمت
ألوذ أتدحرج مع الحلم على عينيك
و أجفّف مخاوفك بشفتي وروحي
أنا اختك التي قطفتك السماء مني
و الأرض التي خفت منها يوما، ابتلعتك إليها
أنا كاللوحة التي لاتتلون بها المعنى
وحل أسود أنا يا شعوب
و الدم الذي ينفر بقاءه منكِ
يطلق علي الرصاص
أنهار بانهيارك البطي حين يلتفت اليك الصمت وحيدة
أتبردين أترتعشين أتعطشين، أتشتاقين لأبتسامتي وألعاب طفولتنا
بقلبي أشاهدك أيتها الناعسة البريئة
بصوتك أسمعك بقائي
أما عندما تموتين
من الشوق أو الانتظار وتلال الرمال الحجر والصمت المدقع
فسأحاول حتما أموت معك
ذلك الموت لم يرحل عني ابدا او أتاخر بمفردي
بحاجة اليك جدا حبيبتي لا اريد أتذكرك فقط
و لن أفعل وأحتمل هذا ابدا لك أو لأبي.
فكوني بخير وسلام يااارب
ملاحظة: كتبت هذه القصيدة الاولى بعد فقدانها البصر، أهداء لأختنا الحبيبة شعوب رحمها الله، فطلبت مني (الغزالي) أن أساعدها بخطها ونشرها في الحوار المتمدن.
نيويورك 15. 3 .2015
#إشبيليا_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟