أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة














المزيد.....


أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 21:00
المحور: كتابات ساخرة
    


كل الوظائف التي يتقدم إليها الراغبون بالعمل فيها تحتاج إلى سنوات خبرة طويلة أو قصيرة, ودائما ما تسأل الجهة التي تطلب الموظفين للعمل لديها, نعن, تسأل المتقدمين عن سنوات الخبرة, وفي الوطن العربي لا حظت أن هذا الشيء موجود عندنا وبكثرة مع الكثير من التحفظ على أساليب التوظيف, ولكن لفتت انتباهي وظيفة واحدة في الأردن مهمة وخطيرة جدا وهي الوظيفة الوحيدة التي لا تحتاج إلى خبرة أو دراسة أو عِلم أو ثقافة, ألا وهي وظيفة نائب في مجلس النواب الأردني.

فمعظم النواب أو غالبيتهم لا يملكون أي خبرة في مجال عمل النائب ما عدى خبرة واحدة وهي جلب المناسف والكنافة النابلسية إلى مضارب عشائرهم فيملئون بطون الناس بالمناسف المكونة من اللحم أو الدجاج والأرز واللبن, وهذه الأكلة تحرمها قطعيا الديانة اليهودية التي نهت عن طبخ اللحم مع اللبن أو باللبن, وهذا ليس موضوعنا بقدر ما هنالك تساؤلات , فخبرة النواب هي عبارة عن خبرة أكل وشرب وطبيخ, والناس حين يحضرون مجالس النواب الأردنيين لا يمكن أن يستمعوا من النائب المُرشح نفسه للانتخابات أي شيء عن المجتمع المدني الحديث وأساليب الحُكم وطرائق الحُكم, ولا يمكن أن تتحدث مع أغلبية النواب الأردني إلا وتجد أن هؤلاء النواب عبارة عن مخاتير وشيوخ عشائر يفهمون بالعطوات والدخلات العشائرية, أما عن كيفية تحديث المجتمعات الأردنية ووسائل تنظيم العمل السياسي فهذه لا أغلبية النواب لا يعرفونها مطلقا, ولا يفرقون بين نمو المجتمع المدني الحديث وبين تنمية العصابات العشائرية, وبالتالي مجلس نواب ضعيف جدا تجد النائب أمام أهله واقربائه يقول لهم: أنا مُرشح القبيلة, وخارج القبيلة يقول أنا مُرشح اللواء, وخارج اللواء يعرض نفسه كمرشح للمحافظة بأكملها, وفي عمان وأمنام مجلس النواب وزملائه يقول: أنا مُرشح وطن, وفي الحقيقة وعلى أرض الواقع نجده لا هو نائب قبيلة ولا لواء ولا محافظة ولا حتى وطن, ونجد أن كل همه أن يحصل لبعض الناس على وظيفة مراسل في إحدى الوزارات أو حارس مدرسة, ولا يعرف هؤلاء النواب عن كيفية العمل السياسي ولا يقدرون الأمور وليس لهم دراية بالدراسات المستقبلية لهذه الأمة وليس لديهم تطلعات نحو المستقبل.

إن النائب الأردني يصعد ليجلس تحت قُبة البرلمان بدون أي خبرة سياسية تؤهله لذلك, ويجلس تحت القبة دون أي خبرة بمنظمات المجتمع المدنية بدءا من الجمعيات والهيئات الثقافية والحزبية والتي نطلق عليها جميعها أسم(مؤسسات شبه حكومية) أو (منظمات المجتمع المدني) وفي الحقيقة وفي الواقع لو تقدم أي طالب وظيفة من أي مؤسسة حكومية للعمل لديها فإن الخبرة والدراية بالوظيفة التي سيشغلها تكون مهمة جدا عند بدء تقديم الطلب, وأغلب الوظائف سواء أكانت مهمة أو غير مهمة فإن الخبرة تكون ضرورية, حتى لو أراد أي إنسان أن يفتتح محل تجاري لبيع مواد البناء, فإنه يحتاج إلى خبرة لكي يعرف مسمى كل مادة, والصيدلي بحاجة إلى خبرة لمعرفة أنواع الدواء, والمهندس يحتاج إلى خبرة, ولست أدري لماذا وظيفة نائب في مجلس النواب لا تحتاج إلى خبرة!!!!!!!!!, لماذا مثلا يشغل هذه الوظيفة عشرات النواب وليس لديهم أي خبرة بالعمل السياسي, ولم يحتك أغلبيتهم برجال السياسة والقانون, لماذا وظيفة نائب في مجلس النواب لا تحتاج إلى خبره؟ ربما هذا يجيب عن تساؤلات أغلبيية الناس عن أسباب انحطاط المجتمعات العربية والترهل الإداري في الدولة, إن النائب يجب أن تكون لديه خبرة بالمنظمات الحقوقية وبالمنظمات التي تدعم حقوق المرأة, وبالمؤسسات الثقافية, وزد على ذلك أن أغلبية النواب ليس لديهم أي تواصل مطلق مع المثقفين والمؤلفين من الشعراء والأدباء, وليس لديهم أي ثقافة تواصل مع الهيئات الثقافية, ولا يعرفون ما هي هموم المواطن الأردني أو العربي, ولا يوجد لديهم أي تواصل مع الأحزاب السياسية, حتى أنني لاحظتُ مؤخرا أن أغلبية النواب يخافون من الاتصال بالمثقفين وبالأحزاب السياسية وبالهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية.

وإذا كانت الدولة تضع شرطا للخبرة في الوظيفة على طالب الوظيفة فلماذا مثلا لا تضع شرط الخبرة الثقافية أو السياسية على المُرشح الذي يرشح نفسه لكي يمثلني, فتخيلوا معي مثلا أنا كمواطن أردني عربي وفي منطقتي نائب ليس له علاقة بالسياسة أو بالثقافة لا من قريب ولا من بعيد.

أخطر شيء على هذه الأمة: أن تجد فيها أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابي: طراطيش حكي
- الناس تكرهني ولكن يسوع يحبني
- يا قليلي الإيمان
- المؤمن المسيحي أقوى إيمانا من المؤمن المسلم
- المستقبل للديانة المسيحية
- المرحاض هو أفضل مكان
- العالم الجليل أبو لؤلؤة المجوسي
- غباء البخاري
- العرب يمدحون بصوت منخفض ويشتمون بصوت مرتفع
- كيف يتغلب عليك الشيطان؟
- التعصب
- وقفة قصيرة بين الإنجيل والقرآن
- لحية الشيخ الطويلة
- المسيحيين عندهم شرف أكثر من داعش
- ختيار سمعه ثقيل
- دعوة للشرك بالله
- أحبك يا يسوع
- مسيحي بس محترم!!!
- قفص مارك توين
- نعمة الرب


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة