هل الدواعش من متطرفي الدين ام السياسة؟

كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 15:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لعل الدواعش المثل البارز عن النموذج البشري الضائع، الذي يريد أن يضمن لنفسه موطئ قدم في عالم اليوم، رغم عدم وجود هناك من هدف واع يتم الترويج له سوى ثقافة العنف والتدمير، رغم ان هذه الثقافة أدت بالبشرية إلى أيديولوجيات فاشية تنادي بسيادة العنف فوق سيادة القانون والأخلاق، بحيث أن تيه هؤلاء أدى إلى تيه شعوب بكاملها مع ما حمل ذلك من فظاعات وويلات وحروب.
لذلك تعددت الآراء حول دوافعهم الاجرامية فالبعض يرى أنهم صنيعة الاستخبارات الغربية والموساد عن طريق الدخول وسط الثوار الناقمين الحقيقيين ضد الانظمة الحاكمة في المنطقة.
فيما البعض الاخر يرى انهم صناعة إيرانية عبراستخدام مجتمعات صالحة للاختراق في العديد من مناطق العالم عبر استغلال حاجات هذه المجتمعات لافكار تغيير جاهزة .
هناك رأي ثالث يرى انهم مسلمون ولدوا فيما وراء البحار اندفعوا إلى افغانستان أيام الاحتلال الروسي واستغلوا الدعم الغربي والاجنبي للقاعدة لكنهم بقوا يثقفوا خلال تلك الفترة لهذا الفكر بالتعاون مع بعض المخابرات والجمعيات العربية فعادوا الى الغرب في الوقت الذي تعرضت فيه اوربا لهجرات اسلامية وعربية وتغلبت في بعض المناطق على ثقافة مدن كاملة عليها واندمجوا مع السكان الأصليين لكسب عطفهم وتعاونهم ويعد ذلك عصر التدعيش الاول في نهاية الاحتلال السوفيتي لافغانستان ودليل ذلك ما اعلنت عنه تركيا ان عمليات الدعم والتهريب لداعش ومنها اخر جهاديات النكاح البريطانيات تتم عن طريق افراد مخابرات اسلامية معادية لداعش !.
اما الرأي الرابع يجد أنهم سياسيون وجدوا في جمع شواذ الدين والمعتقد من كل اطراف الكرة الارضية ليدفعوا بهم في فترة ما قبل الحرب ضد امريكا في العراق الى معسكرات خاصة اعدت لهم وتم خلالها احتلال جبال جمجمال في السليمانية من قبل هؤلاء كملاذ امن لما قبل الحرب ثم نزحوا إلى الجنوب بعد الاحتلال لينظم اليهم الكثيرعن طريق الخليج والجزيرة العربية ودول العالم الاخرى ويستند هذا الرأي على تشابه سلسلة القيادة مع النظام السياسي الذي اسقطه الاحتلال ...
حيث يغلب على سلسلة القيادة علاقة القرابة لذلك كل القيادات تقريبا من سلك سياسي واحد في عهد النظام السابق حيث ان هذا النظام كان بعيد كل البعد عن الشعارات التي كان يرفعها لانه نظام قرية تحكم دولة..
لان من المعايير التي يقاس على أساسها النظام السياسي المتحضرالثقافة الديمقراطية اضافة الى نظام سياسي مستقر وحكومة ليس بها علاقات قرابة أو نظام العرف والعادات وإنما سيادة القانون . اضافة الى نظام اقتصادي يسمح بتوفير فائض من الإنتاج لخدمة بناء مستقبل الاجيال القادمة والتوزيع العادل للثروة مع وجود تخصص حرفي ومهني (صناع ـ تجار ـ موظفين ـ فنانين ـ حكام ـ رجال دين- سياسيين) مما يؤدى الى نشأة مدن هي انعكاس او مجموعة لوحات تظفي عليها تصاميم وصور الحضارة والمدنية..
وقد اتفق الدواعش والنظام السابق في شعار سنمضي للقدس نفك قيودها بعد القضاء على النظم السياسية في المنطقة ولكنهم اختلفوا معه في رفع شعار الحسين والعباس (رضي الله عنهما) على اسلحتهم وراياتهم لاختلاف التكتيك ووقود المعركة الذي يحتاج الى نفس طائفي جديد.

#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات