|
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل التاسع
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 13:29
المحور:
الادب والفن
- دخلتُ إحدى حانات شارع وادي السير، حانة فيها ضوء أزرق، يذكر بالبحر وبالدعارة. أخذتُ مكانُا على المشرب غير بعيد من عاهرة البار، وطلبتُ قدح كونياك. لم أكن أحب الكونياك، لكن بعد كل ما وقع في القصر الملكي، لم تعد لي أقل علاقة بكل ما أحب، بكل من أحب. كان إحراق الشعر المدنس مأساةً للبشرية، وخرابًا للكون، كان نهاية الحضارة. لم أتأثر بوثيقة استقلال أرخذونة، وهي تتطاير تطاير أرياش الغربان من بين أصابع الفزاع، فأرخذونة، بالنسبة إليّ، لم تعد موجودة منذ زمن طويل، وهي ستبقى إلى الأبد إسبانية. ما عَقَرني وذَبَحَ روحي الشعرُ الجهنميّ الذي احترق أمام عينيّ، وراح شعراؤه ينفثون في النار نَفْث الشيطان، فيضاعفون من التهامها لشعرهم، وكأن شِعْرَهُم بالنارِ يُكْتَب، وبالنار يبقى ويخلد، من النار كان، ومن النار سيكون. احترق الشعر المدنس، واحترقتْ معه مشاعري، فرأيت حبي لرشا، وهو يتحول إلى دخان. كان عليّ أن أفعل شيئًا، ولم أفعل شيئًا آخر سوى إلهاب الرماد. طلبتُ قدحَ كونياكَ ثانيًا، وجرعته دفعة واحدة، فابتسمت لي العاهرة. لاحظتُ أنها حبلى، وأنها نصف دميمة. لم يزعجني أن تكون نصف دميمة، فأنا دميم كلي، وهي بابتسامتها لي تضفي على دمامتي قيمةَ من يضفي على الذئبِ جمالَ الببغاء، أو على الكلبِ ذكاءَ الثعالب. اقتربتْ مني، فطلبتُ قدحَ كونياكَ ثالثًا لي، ولها، قالت ويسكي. والنادل يصب لي ولها، ابتسمتُ لها. أراد الذهاب بالقنينتين، فأخذتهما منه، ووضعتهما أمامنا. - لستَ من هنا؟ قالت العاهرة لي، وهي لا تتوقف عن الابتسام. - لا، أجبت. - يا لك من محظوظ! - كما تقولين. - محظوظ! - محظوظ! - من أين أنتَ؟ - إسبانيا. - من إسبانيا؟! - من الجحيم. - جحيم إسبانيا؟! جرعتُ قدحي، وملأته من جديد. - هل تخافين من الذئاب؟ - هذا لأنك ذئب؟ كان يبدو عليها أنها لا تريد أن تكون جميلة لأنها تخاف من أن تلتهمها الذئاب، بينما كنت أنا أكبر ذئب على وجه الأرض، ألم أكن في صددِ حبِّ كلِّ ما أكره؟ كلِّ من أكره؟ لهذا شعرتُ بشيء من التعاطف مع العاهرة، وربما أكثر، الانجذاب. لم أكن أكرهها، كنت أكره مهنتها، وتمنيت فجأة أن تكون مهنتي. - أنا ملك الهوى! رميتُ مبتسمًا. - على قفاي! رمت المومس مقهقهةً. - عند منتصف النهار، قبل الغداء، بعد الغداء! - على قفاي! عادت العاهرة إلى القول مقهقهةً. - لا تضحكي عاليًا، إنهم ينوحون في القصر. - على قفاي! - كما تقولين. - على قفاي! - على قفاكِ! - على قفاكَ، أنتَ أيضًا؟ - على قفاي! في الواقع، كنت أفكر في خطيب رشا، تخيلته غول نكاح. لأني كنت ملك الهوى عند منتصف الليل، وعواء الذئاب حتى الصباح. وفي العشق، كنت أغدو أشرس ذئب! لهذا تركتني رشا إلى حبيب آخر، وجهه كمؤخرة طفل، وعضوه كذيل تيس، وحديثه كلطمة دبس. كانت تلك الصورة المثلى التي رسموها لها منذ طفولة لن تنتهي، فالطفولة لا تنتهي مع سن البلوغ، حتى ولا مع سن اليأس. الطفولة أبدية، كساندويتشات الحمص والفول والفلافل والشاورما. الطفولة تلك المؤخرة التي تشبه وجهَ رجلٍ سيختطف مني امرأتي. لهذا السبب، على عكس صاحبة السمو الملكي هلا، كانت معهم موافِقة، دومًا موافِقة، فهي تتزوج من طفولتها بشكل من الأشكال، لتأتي بأطفالٍ يكبرون، هذا صحيح، ولكن يظلون أطفالاً. هذا هو عالم البراءة الأبدي المصنوع من المقالي، كالباذنجان، والقرنبيط، والفلفل، والبطاطا التي تحترق أحيانًا، ولكنها تتحول إلى رمز للطفولة المعذبة. - قليلاً قليلاً، تكاد تنهي القنينة! حاولت العاهرة تهدئتي. - أريد أن أنتزعك وأمك من سن الطفولة، همهمتُ. - كيف! استغربت المومس، وهي تشخر، تنتزعني وأمي من سن الخراء! - من سن الطفولة. - الخراء. - كما تقولين. - الخراء. - الخراء. - هل سمعتَ، يا حمارنة؟ خاطبت العاهرة النادل. يريد أن ينتزعني وأمي من سن الخراء! اكتفى النادل بالابتسام. - اعذريني، همهتُ، وأنا أفرغ قنينة الكونياك. - قلت قليلاً قليلاً. - قنينة كونياك ثانية، قلت للنادل. - لا تسمع له، يا حمارنة، تدخلت عاهرة الحانة، أنا لست أمه كي أُخَرّيه. - رشا، همهمتُ، لا تكوني شديدة القسوة معي. - رشا! هل سمعتَ، يا حمارنة. هز النادل رأسه، وهو يحضر طلبي. - أرجوكِ، يا رشا. - رشا قفاي، لا! - أرجوكِ. - قفا قفاي! - أرجوكِ. - قفا قفا قفاي! - أهم شيء سعادتك، وبالتالي سعادة أمك. - طيب، طيب، رشا، وبعد ذلك. - أسألكِ من تريدين؟ - إذن، فهي قصة علا وهلا! - مع من ترتاحين؟ تكلمي مرة واحدة بحرية. نحن الثلاثة سنبني عالمًا متماسكًا. - فهمتُ، أنا وأنت وأمي. - وسنحقق كل ما عجزت أمك عن تحقيقه. ستنمو شخصيتك، يا رشا، لأني أنا وأمك سنبني عالمك. مع الآخر لن تكون لك سوى حياة الجرذان، ولن تفكري إلا في ساعة معاشرته لك... - كل هذا الخراء الذي أعيش فيه وتقول ساعة معاشرته لي! - لتحبلي، وتلدي ... - كما تقول، قاطعتني العاهرة، وهي تكشف عن بطنها المنتفخ. - وتربي جرذان أخرى تحبل بدورها، وتلد، وتربي هذه أيضًا جرذان على شاكلتها حتى نهاية الكون. ستذبلين، ولن تصبحي الوردة التي في حقلي ستينع. ستذبلين، وتنشفين، وقبل نهاية حياتك سينقصف عرقك، وحتى في تلك اللحظة الدقيقة لن يوفرك زوجك كبير الجرذان. سيأتي لمعاشرتك للمرة الأخيرة، وهو يحلم ببنت الجيران. هربت العاهرة مني، فلحقت بها، وأمسكتها. - أول شيء سأفعله أن أتركك تربي مخالبك كلبؤة، أن أطوف بك العالم، أن أجعلك المرأة الناهضة ضد انحطاطها. - اتركني، يا مجنون! دفعتني العاهرة بكل قواها، وأنا تشبثت بها. - أخشى أن أُجن أو أُشل، فيحكي عني الإعلام، وأسيء إلى سمعتك. - أنقذني منه، يا حمارنة! - أما إذا أعطوك زوجةً، هددتُ، فسأزلزل الأرض تحت أقدامهم، سأهدم الجبال على رؤوسهم، سأجعل من دنياهم أصلى جحيم! إذا بعرصها يخترق الحانة، ويروح بها ضربًا، وهذه تقول "كل شيء انتهى بيننا، سددت لك كل ما عليّ من مال، ابحث عن شرموطة غيري". دفعتُهُ عنها بعيدًا، وأنا أسقط وإياه على الأرض. كسّر لي عظمي، والمرأة تحاول تخليصي منه. فجأة، تركني، وذهب. جَعَلَتْنِي ألفّ بذراعي كتفيها، وخرجت بي بعد أن نثرت كل ما في جيبي من نقود على رأس النادل. - ماذا فعلتَ، أيها المجنون؟ - رشا! - هل تحبها إلى هذه الدرجة؟ - أحبكِ! - ولكني لست رشا، يا دين الرب! - لا تتركيني. - لن أتركك. - لم يزالوا ينوحون في القصر؟ - لم يزالوا. - لا تتركيني. - قلت لكَ لن أتركك. - أقبل بأن أكون عرصك. - سنرى. أخذت العاهرة تاكسي إلى تحت السيل، قطعنا القنطرة من ناحيتها المفتوحة على المجاري، وإذا بنا في مدينة الصفائح. كان كل شيء فيها يتحرك، وكأنه يوم الحشر، ولكل شيء فيها نوعية الغائط، كل شيء، الناس كالأشياء، الأفكار كالحمام كالأزهار. الأزهار ما أجملها، لونها لون البول ورائحتها رائحته، وما أزكاها. الحمام ما أشرسه، مناقيره مناقير الصقور ومخالبه مخالبها، وما أوحشه. الأفكار ما أرذلها، خيرها خير بنات الصدور وسوؤها سوؤها، وما أسفلها. - هنا أسكن، قالت لي العاهرة. - ... - أقول لكَ هنا أسكن، فيما لو أردت أن تكون عرصي. رأيتُ في البخار، قرب قدور تغلي فوق أحطاب مشتعلة، الصبيان والبنات، وهم يدخنون، ويلعبون، ومن فترة إلى فترة، يتقدم أحدهم، بوجه المجرم الذي له، ويسحب واحدًا أو واحدة. كانت التناكيات محطمة الأبواب، على بعضها ستار قذر وممزق، تدخل إليها الكلاب المشردة، وتخرج منها النساء المشوهة، هكذا فجأة، وتنظر إلينا. - لسن كلهن مثلي، أوضحت العاهرة. - مثلك. - شريفات مثلي، قذفتْ مقهقهةً. - شريفات مثلك. - لا تتظاهر بعدم الفهم، يا قحبة الخراء! - كما تقولين. - لا تتظاهر بعدم الفهم. - لا أتظاهر بعدم الفهم. - لسن كلهن شريفات مثلي. - لسن كلهن شريفا مثلك. وصلتني طرقات الحداد، ودقات النجار، وضربات المنجد، وصرخات العمال فيما بينهم. كانوا يتجمعون حول ماكينة للطباعة، وهم يحاولون تشغيلها، وكانوا كلهم ملوثين بمصائرهم. لم يكونوا وحدهم، كان منهم من يغوص في القذارة، غير بعيد هناك، في السيل، وهو يبحث عن سمكة يصطادها، وكان منهم من ينزوي مع بنت أو صبي، وهو يتخبأ في الشمس، وكان منهم من يتجمع حول أحدهم، وهذا يخاطبهم: - يا رفاق! ماذا تنتظرون أكثر مما انتظرتم؟ يا رفاق! حطموا الأغلال! يا رفاق! الثورة هي البديل الوحيد! انهضوا! المعتقلات فارغة، الجيش ينعم بالراحة، الحكام في سفر دائم! يا رفاق! الثورة من صنعكم لا من صنع أحد غيركم، الثورة غضبكم، وغضبكم لا يكلف شيئًا، يكفيكم الغضب لتصنعوا الثورة! يا رفاق... كانوا كلما قال "يا رفاق"، يبتسمون أو يضحكون، وكأن الخطيب يحاول دغدغتهم. وهناك صوت آخر: - يا إخوان! الصلاة والصيام والتقوى والإيمان! يا إخوان! الله معنا! يا إخوان! الإسلام، يا إخوان! الإسلام والإسلام والإسلام! ثلاث مرات قالها سيد المرسلين، يا إخوان! فلا شيء خير من الإسلام! قالها أسمى الخلق، يا إخوان! الإسلام والإسلام والإسلام... - على قفاي! همهمت العاهرة. - على قفاي! همهمتُ. - ستربتيز! ستربتيز! انبثق صوت. انفض الجمع، وركض الجميع ليحيطوا بِمِنصة، تقف عليها امرأة محجبة لا يبين منها سوى عينيها السوداوين المكحلتين، فأصابتني سهامهما في صميم القلب. ذهبتُ لأرى إذا ما كانت زوجة حاكم مراكش أم الناسكة أختها، فلم أعرف هل هي هذه أم هذه، وهما تتشابهان كقطرتي ماء. أخذت المرأة المحجبة تكشف عن ثدييها، وهي تشخص ببصرها إليّ، وبعد قليل، استدارت، فلم يكن وشمٌ على ظهرها. سحبتني العاهرة من يدي، وأنا ألتفت برأسي إلى الزمن الممحوّ، ولا أرى غير رؤوس المتفرجين المتسمرة وأفواههم المفغورة. - لن نلبث أن نصل، طمأنتني المومس. مررنا بثلاث بنات في العاشرة من عمرهن، بيضاء وسوداء وصهباء، وهن حبالى. - ها أنتِ تعودين باكرًا، يا سونيا، قالت الصهباء. - ليس شغلك! أجابت العاهرة بجفاف. - وهذا الذي معك، هل هو عرصك الجديد؟ سألت البيضاء. - هو عرصي الجديد! هو يزعجك ربما! - هو لا يزعجني. - إذن ما الذي يزعجك؟ - قضيبه. - قضيبي! تعجبتُ. - بالفعل، يبدو أن لا قضيب له، علقت السوداء. وانفجرن يقهقهن. لم أكن عاجزًا جنسيًا، كنت عاجزًا عن تحقيق سعادتي الفردية، أقل ما يمكنني فعله روحيًا في عالم الجحيم. لم تكن رشا محورًا لهذه السعادة، كانت العاهرة التي غدوت قوادها، كانت سونيا. - جميل اسم سونيا، قلتُ. - جميل كالخراء، نبرت المومس، فاسم نصف بنات هذا البلد سونيا. تحقيق سعادتي الفردية مع سونيا، لِمَ لا؟ سيكون التحدي حافزي، في هذا المكان النابت كالدمل على جبين الإنسانية. لن أجعل وضعًا منحطًا كهذا يقضي عليّ، قضيتُ زمنًا طويلاً لأعرف الشباب، وأعود إليه. سأستمد من سونيا شبابي، لن أصنعه على طريقتي، فرشا كانت طريقي إلى الشيخوخة. سأصنعه على طريقة سونيا، وطريقتها هي عدم المرض وعدم القناعة. هل تسمع ما أقول؟ عدم القناعة، نعم، في كل هذا الغائط، ذاك الشعور المتفجر الذي يدفعك في سن الخمسين إلى الحب، وكأنك تحب لأول مرة. - سونيا، أعدتُ. - هلا توقفتَ عن تكرار سونيا، يا قحبة الخراء؟ عادت تنبر، سونيا. طلعتُ درج العبدلي إلى جبل الحسين دون أن ألهث. ركضتُ من تلاع العلي إلى الرابية دون أن أتوقف. شربتُ أربع علب سجائر بعد انقطاع دام سنين طويلة دون أن أدوخ. قال لي الطبيب إن نبضي نبضَ شابٍ في العشرين. المهم هو عدم المرض، والمهم هو عدم القناعة، والأهم من هذا وذاك هو عدم الكره. الحب. حب سونيا. عاهرتي. عاهرتي سونيا. نعم، عدم المرض وعدم القناعة هما أساس كل شيء، والأهم من هذا وذاك هو عدم الكره. الحب الذي يحيي القلوب وهي رميم. حب سونيا. يجوز للنجوم ما لا يجوز لغيرهم. تحقيق السعادة في مدينة ليست فاضلة، مدينة مدنسة، مدينة من الصفائح. كنتُ بلا أمل، يعني بأملٍ عظيم. نبذتُ نفسي بنفسي من أجل هذا، من أجل أن أكون بلا أمل. سأنبذ نفسي مع سونيا. هنا جزيرتي الإيبيرية. تحت السيل. تحت العالم. وسط الرعاع. جوهر البربرية. البشرية. حيث الماضي لا ينظر إلينا. لا ماضي الأندلس ولا ماضي الفرانكوفونية حتى ولا حاضر سيارات الجنرالات المفخخة، ولا البايِلاّ، أو الفتيات الغجريات المستغربات، ولكن العاشقات مثل سونيا. - ها نحن قد وصلنا، قالت العاهرة، وهي تزيح الستارة القذرة الممزقة، وتدخل. - بيتك جميل! قلتُ، وأنا أتأمل سريرها النظيف المعطر. - قفاي! - بماذا أحلف لك؟ - بقفاي. - كما تقولين. - بقفاي. - بقفاكِ. - عبادة الأصابع. - والآن... - ماذا؟ - ماذا سأفعل؟ - لما يبدأ الزبائن بالمجيء، تصفّهم، ولا تُدخل أحدًا قبل أن يدفع لك. - كم؟ - حلوه هادي! هل تعتقد أننا في قصر ملكة إسبانيا؟ يدفع الواحد في هذا الغائط ما يدفع، المهم أن يدفع. - المهم أن يدفع. - المهم أن يدفع. - إذن المهم أن... - كفى! - المهم أن يد... - يا دين الرب! - المهم أن يدفع. أخذ الزبائن يعملون صفًا أمام التناكية، فوضعتُ كرسيًا جلست عليه، وأخذت أُدخلهم واحدُا واحدًا بعد أن يدفعوا. اعتدت على صرخات العناق والشتائم التي كان يقذفها بعضهم، وهو يقذف، ورد فعل سونيا الهمجيّ. كنت أتسلى بالتفكير: فكرتُ في أفاعيّ الثلاثة، كانت مهمتها أن تحمل مني رسالة إلى رشا. ذهب آكرول من إسبانيا، آكفاك من النمسا، أوموك من الجزائر. أوقفت الحرب الأهلية الأول، المحاكم الجرمانية الثاني، إله الشمس، رع، الثالث. ثُلاثتُهم عُذبوا، ثم أُعدموا. وَصَلَنَا وقعُ أخفاف، فتفرق الزبائن خوفًا. قمت لأنظر، فرأيت من أقصى مدينة الجحيم جَمَلاً يخب، على ظهره رجل لم أتبينه، والرعاع يهربون، أو يختبئون. عندما صار على بعدٍ قريبٍ مني، عرفت فيه ولي العهد. نزل عن مطيته، وهو يغلي من شدة الغضب، ودخل على سونيا، وراح بها ضربًا مهددًا إن لم تُسقط الطفل قتلها. "لا أريد وليًا لعهدي ابن قحبة بعد أن أغدو ملكًا"، قال. عندما أردتُ التدخل، لانت لهجته. كان طاهر القلب على الرغم من كل شيء، عديم التبصر هذا صحيح، لكنه لم يكن عديم الأهلّيّة. زخ مطر القبلات التي تبعتها التأوهات والصرخات. لما انتهى، ضج المكان بالنور الباهر. على الباب، رماني بحزمة من المال كبيرة. ركب مطيته، وغادر بعجلة كما جاء بعجلة. في الداخل، كانت سونيا في حالة يُرثى لها، كالقدر الأعمى. كانت قدرها المحتوم. الكلبيّ. أظهرتْ ما هي قادرة عليه، وهي لا تقدر على القيام. تركت فخذيها مفتوحتين للريح، ومن بينهما تسيل القذارة البيضاء للإنسان.
يتبع الفصل العاشر من القسم الثالث
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثامن
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السادس
-
أبو بكر االآشي القسم الثالث الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثالث
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثاني
-
أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الأول
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الحادي عشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل العاشر
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل التاسع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثامن
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السادس
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الخامس
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الرابع
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثالث
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني
-
أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الأول
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|