عليك ان تختار

حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 04:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خلال السنوات الاربع الماضيه كان احد العوامل المؤثره على نفسية البعض اكثر من التحديات التى يمر بها الوطن وما يحاك له من مؤامرات هو عدم قدرته على التفاهم مع الاخر....
لماذا لايفهمونى ...
ولا افهمهم ؟ .....
وكذلك عدم فهم الاخر له....
واقصد بالاخر هنا....
هو من يخالفه فى الراى فى كون 25 يناير نكسه او ثوره او مؤامره ....
وبعد ان اتضحت الامور وصارت جليه.....
واصبح الوعى والفهم اكثر....
استمرت مجموعه لا تفهم ما يقال....
بل وظهرت مجموعه اخرى فى نفس المعسكر الرافض للمؤامره ...
تتحدث بلسان وعقلية مؤيدى النكسه ...
(وهؤلاء من يتم استغلالهم من قبل المتأمر )...
وبالنظر لحال المواطنين فى السنوات الماضيه من الازمه اتضح التالى :
ان هناك اشخاص تعيش في الماضي ومنغمسه فيه (الندابيين )....
تندب تحزن تغضب في سياق الماضي....
تقارن احداث الحاضر بالماضي....
مع عدم الاخذ فى الاعتبار التغيرات الطارئه....
من هؤلاء من يتحدث عن الشوارع الخاليه من الماره....
والموضات اللى فى مصر ...
والاجانب اللى كانوا بيشتغلوا فى مصر بقالين....
وهذا هو ما يلزمه فى التعرف على الماضي....
وكانه كان احد الاقطاعيين فى ذلك الزمان....

واشخاص يعيشون في الحاضر (البندول )....
ينظرون لاحداث الآن ويحللوها الآن ....
ويريدون اجابات الآن ...
لا يستطيعون الصبر للحصول على الاجابه غدا....
يريدونها الآن ....
وهؤلاء منهم المتربصين....
ومنهم من لا يستطيع الا النظر للآن فقط ....
فتجدهم يتأرجحون مع كل تصريح.....
فيوم تأييد ويوم معارضه ويوم حيره ويوم تشتت....
ويقضون السنوات كبندول الساعه....
والنكسجيه منهم لايستطيعون رؤية ان هناك مؤامره....
ولو اعترفت لهم المؤامره نفسها....
فقدرتهم على رؤية المستقبل واستعادة الماضي والاستفاده منه منعدمه...

وهناك مجموعه تنظر للماضي وتحلل الحاضر على اساسه فيتوقعون شكل المستقبل (الوتد )...
وهؤلاء لديهم ثبات نفسي ....
يستطيعون التعامل او التفهم او الصبر على احداث الحاضر....
بناء على احداث الماضي وانعكاسات ذلك على المستقبل.....
فئة البندول وفئة الندابين لا يستطيعون تفهم حديثك ....
ولن تستطيع فهم حديثهم الا اذا فهمت عقلياتهم ....
فالبندوليين لا يطيقون سماع احاديث عن الماضي .....
ويرونه حكى فى المحكى وان التاريخ مش مهم .....
وخلينا نبص لقدام ...
وعندما تحدثهم عن المستقبل اللى هو قدام بالنسبه لك...
تجدهم يتاففون وينكرون وجود استرتيجيات او تكتيكات ستظهر نتائجها فى المستقبل....
وانه لا تخطيط بل الامور خارجه عن السيطره وتتم يوم بيوم ...
وتشعر كما لو كان هؤلاء يجلسون على طاولة صانعي القرار وملمين بالحقيقه الكامله وحدهم...
فهؤلاء يعيشون اللحظه بحلوها ومرها ويتاثرون ويؤثرون بالشائعات ....

اما مجموعة الندابين فلقد تركت الحاضر والمستقبل وتفرغت للندب على الماضي والبكاء على اللبن المسكوب....
رافضين الحاضر والمستقبل....
توقفت بهم عجلة الزمن ....
اما اذا كنت من فئة الوتد فعليك ان تعلم ان الاخريين سيظلوا موجودين في الحياه ....
اذا لم يختارا ان يتعلما كيفية التعاطى مع الاحداث....
سيكونوا اكثر المتأثرين بالاحداث....
لانهم سيظلون متارجحين ومتشائمين طوال الوقت...
بعد ان تتعرف على تفكير من امامك ((على فرض حسن نيته ))....
كيف يمكنك التعامل مع كليهم ؟...
وضح لهما الفئات الثلاثه وكيف انه بالامكان ان تختلف رؤيتهم للاحداث....
ولكن الامر يحتاج الى مرونه وصبر ....
فاذا وجدت انهما رافضين لادراك ومعرفة ما تقول !!! ما العمل ؟
ريح دماغك ولا تفتعل مع امثال هؤلاء مشكله....
فلن يفهموك بل سيستهلكون من طاقتك ومعنوياتك....
انت فهمتهم الان لكنهم لن يستطيعوا فهمك ...
لان الامر يحتاج لاعادة تغيير مفاهيمهم.....
ولن يحدث هذا وعقلهم مشتعل بالعواطف السلبيه....
لهذا يعجزون عن التفكير والتحليل ....
لاتجارى احاديثهم لان امثال هؤلاء عادة ذوى طاقه ومشاعر سلبيه....
والسلبيه معديه....
ومندس وسطهم المتأمرين....
ان لم يكونوا من يبثون روح السلبيه ويأججونها وسطهم.....
فستجدهم مجتمعين سويا اما للندب على مافات او للتشاؤم مما هوآت....

ركز انت على المستقبل....
وانظر للامام متسلحا بمعرفة الماضى....
واعيا باحداث الحاضر....
حاملا دوما لنبراس الثقه في الله اولا ثم الوطن ورجالاته....
فالوطن يبنى بسواعد الايجابيين ....
الذين يروا في امكانية تحويل الصحراء لزراعات ....
ويرون في امكانية تحويل الارض المقفره الى مدن وعمار.....
يرون الامل والثقه في كل امر حولهم....
واترك اليأس والندب لاهله....
وتذكر انه في احلك واظلم الاوقات وفي قمة اليأس....
انبلج نور انتصار اكتوبر بعبور اذهل العقول ....
الاصناف الثلاثه بين يدك وعليك ان تختار ...

#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات