أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1














المزيد.....

مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 21:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من مشكالنا الفكرية المستعصية على الحل وفقا لما في معطياتنا الثقافية الحاضرة وواقعنا الفكري المعاصر مشكلتان ,الأولى مقولات التسليم التي تعتبر عند الكثير نهايات حدية لمرحلة التعقل وكل ما بعدها محض خيال أو جنون ,وعند البعض الأخر مجرد ترف فكري أو محاولة للقفز فوق الحقائق الموضوعية, أما الثانية فهي ثقافة التبرير والبحث عن أعذار والتي تعد من أكثر العوامل سلبية في وجه المعرفة والتي تحد من قدرة الفكر من ممارسة حرية النقد والتحري الجاد عن الحقيقة سواء بالمواجهة الصريحة مع الذات ,أو من خلال مواجهة الزيف والتحريبف ,وكلها بمبررات ودعاوى سفسطائية تلوي عنق الحقيقة وتذهب بها بعيدا عن المصاديق والدلالات والأستنتاجات العلمية السليمة .
التسليم كما يعرفه الفلاسفة والمناطقة هو القبول الجازم بالبرهان متى ما توصل الباحث إليه دون أن يترك خلفه فرصة للنقض أو طريقيا يمكنه كسر حالة الجزم أو التشكيك فيه , هذه المرحلة العالية من اليقين المعرفي قليلا ما تبلغها النتائج البرهانية مع أعتراف كلي وأكيد أننا لم نصل بعد إلى أي صورة من صور أكتمال العلم أو بلوغ مرحلة النهاية الحاسمة منه , وبالتالي مسألة التسليم بنهاياتللعلم تعد ضربا من الخيال وشكلا من أشكال المقولات العبثية التي لا تتلائم أصلا مع منطلقات العلم وأسسه المنطقية , التمسك بالتسايمات وأعتبارها مقدسات لا يمكن المساس بها تشكل عنوانين لأزمتين مختلفتين وهما :.
• الأزمة السلفية الفكرية التي تتوقف وتتجمد عند حدود خاصة لا تؤمن أصلا لا بقدرتها على تجاوزها , ولا تؤمن بالحقائق التي تأتي متخطية عنها لأنها لا تؤمن أصلا بالعقل ولا بحدود العلم , فهي بعيدة عن الأثنين وفاقدة للقدرة على تجاوز مأساتها الواقعية .
• الأزمة الحدية الذاتية التي تؤمن بأن الحقائق غير متناهية وأن العلم يمكنه أن يصل بمديات أكبر من قدرتها الخاصة على التصور ولكنها لا تملك أو لا تستطيع أن تسخر القدرة العقلية على الأشتغال في المؤديات التي توصل لما تؤمن به , أو تتعجز عن مواجهة الأستحقاق العلمي , أو أنها غير ممتلكة أصلا للأدوات العالمية المطلوبة مع رغبتها وسعيها لذلك .
في كلا الحالين لا يمكن لهؤلاء أن يتجاوزا المسلمات التي أمنوا بها فهم أما لا يملكون الدليل الناقض أو لا يستطيعون الوصول له وأخيرا البعض منهم لا يؤمن أصلا بوجوده خارجا عما في الذهن والعقل العملي لديهم ,هذه الأزمات تلق بضلالها على الواقع والمشكلة أن البعض يتخندق معها أو عندها ويستميت للدفاع عنها , بل البعض جعلها من المحرمات معصومة الأنتهاك ومنحها قدسية تساوي الوجود , هنا لا يمكننا أن نغير في قناعات تلك النماذج ولا يمكننا العمل على تصحيح مفاهيم تحجرت كالألهة في عقول نام العقل فيها في محجر صحي خوفا عليه من أن يصاب بالتجديد .
التسليم عندما يقف حاجزا بين حق الموضوع في أن يتم تجديد قراءته في كل مرة وحق الإنسان في أن يجدد القراءة كلما أقتضت الضرورة لذلك ,يتحول هنا سعي الإنسان من كونية المتطورأو القابل للتفاعل مع حركة الوجود المتجهة بمنحى تصاعدي أمامي إلى شبه شلل في تحصيل ما يمكن أن يساعد في تجديد الوعي ,ومن ثم الأنتقال لمرحلة أخطر مرحلة صعوبة القبول بفكرة أن الوعي مستمر وضروري أن يكون متيقظا دائما ,لنصل في الأخر إلى حد التخلي عنه والتحول إلى السبات والثبات الذي لا يفرق عن الموت الحياتي أو التحجر العقلي بدل التحرر والسعي للحركة في وجود متحرك .
أما العجز الذي يعانيه العقل الطبيعي فيعالج بطرائق وأساليب تتبع منهج للمراكمة والتفعيل والتعمق بالمنظور العقلي وفق معطيات واقعية ,تبدأ مبكرة من مرحلة ما قبل الولادة في المجتمعات الأكثر تطورا ,وتسير وفق أليات تساعد على أن يكون العقل أكثر مرونة في الحركة وأشد تحسسا لكل تغيير مهما كان بسيطا سواء في المصفوفات الذهنية أو في الموضوع خارجا ,وهكذا يأخذ العقل قدرا من التطور يتناسب مع وفرة أدوات النظام العامل لدية ومع وفرة المكتسب ليخرج لنا بمنجز حقيقي أو قريبا من الحقيقي ,أما لو ترك العجز للظروف والبيئة وبدون ضوابط ولا محفزات ولا أساليب ترقية نادرا ما يصل لنتائج يمكنها أن تنقل الوجود المعرفي نقلة حقيقية وواضحة بالقدر الذي يؤشر تقدم في معنى الوجود كليا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح1
- الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مقولات التسليم وثقافة التبرير ح1