أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة م. سليم - الفرار.... قصة قصيرة














المزيد.....


الفرار.... قصة قصيرة


غادة م. سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 17:00
المحور: الادب والفن
    


خرج يعدو لايلوي على شئ... يبحث هنا وهناك... يسأل الرائحين والغادين عن غايته ولايجد من يدله. كان عاريا إلا من الزغب الاسود المنتشر على جسده والذي يتجمع بكثافة اسفل بطنه وكأنه نمل اسود مجتمع حول ذرات من السكر تساقطت من كيس كبير.
- لا ادري اين اذهب بهمومي؟
- أفرغيها بي سأكون سلة مهملات مخلصة لك.
ذاك يوم ... وهذا يوم
- أتعرفين كم احتاج اليك؟
- هذا كلام العشاق... يبدو ان الامور قد تطورت معك.
- انك كالاسفنجة تمتصين كل الصديد الذي بقلبي فاصبح خفيفا مشرقا من جديد.
-
تعب من البحث والركض، ومن سؤال واحد لايغيره ، حتى عده الاخرون مجنونا... وبدا وكأنه قد فقد النطق او القدرة على تركيب الجمل عدا الجملة التي كان يمط بها شفتيه كلما رأى شيئ يتحرك.
لم يكن مهما ان يسال انسانا او كلبا او حتى الحصان الذي يجر العربة، ففي هذا الزمن تساوى الجميع.
كان يبحث عن رحم امه. انه يعرفه على الرغم من انه لم يشاهدها ابدا. لانه اول شيئ رآه وانطبعت الصورة في ذهنه كما انطبعت في ذهن كل ابن انثى.
لقد فقد ذلك الاطمئنان الرحمي منذ ان خرج منه وتلقى الصفعة الاولى... ثم تلتها الصفعات من كل مكان وعلى كل مكان.

- لاتتركيني فانت مركز حياتي ثم تتفرع الاشياء الاخرى منك.
- افتح عينيك كي تراني!
- لا، أفضل أن احسك بكل جوارحي من أن اراك... فاني عندما اضمك فأنا لا اضم جسدا وأنما الحياة بأكملها.
-
لم ينفك لحظة عن البحث عما يريد، وعندما تصور انه وجد المرأة التي بأحشائها الرحم الذي ينتمي اليه... اندفع بقوة الى داخلها مكورا نفسه، متمسكا بحقه في البقاء في المكان الذي يريد... وأُتهمت المرأة المسكينه بالزنا. وصارت ازمة!
كادوا يرجموها بالحجارة ، لان تلك المدينة المشوهة تدعي الشرف في كل امورها التي تخصها والتي لاتخصها، فهي وصيه شرعية على الطير في السماء، والسمك في لبحار، وحتى ديدان الارض تحتاج الى بطاقة للمرور من حديقة الى اخرى.

- لاأريد أن اخرج... اتركوني، اريد أن يستكين صداعي لحظة... أريد أن احس بالأطمئنان ،بالثقه ، بالأمان. من حقي أن اكون أينما أريد، ومتى ما اريد.

جلبوا له كل أنواع الساحبات والجرارت حتى انقلبت تلك السيدة على احشاءها ووجد نفسه طافيا على محيط الدم والقيح.

- أتمنى أن تحتضنيني ولو مرة واحدة في حياتي حتى لو كنت حينها جثة هامدة، فقد أصحو وتدب الحياة في شرايني عندما احس بدفئك ويغمرني نهر الحليب.
- اذن انتظر حتى تموت.

تناول فأسا واختار ارضا رملية، وبدأ يحفر وكأنه يحفر في قلبه. وتخيل لو ان كل ضربة على الارض تقع على رأس احدهم. فأخذ يسمي كل ضربة... فهذه ضربة فلان وهذه الاقوى لفلان حتى انهى كل الاسماء المقيته على قلبه واصبحت الحفرة تتسع لمخلوق واحد... انزلق بلذة وامتلأ انفه برائحة التراب. شعر ان هذا هو الرحم الذي يبحث عنه... وامتدت يده... يسحب التراب اليه ويختفي تدريجيا لتبقى ظاهرة ممسكة بحفنة تراب، ضاما قبضته بقوة... على الأقل هناك شيئ واحد في حياته اختاره ونفذه ونجح في تنفيذه!



#غادة_م._سليم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاوية... قصة قصيرة
- الافتراس - قصة قصيرة
- الشجرة قصة قصيرة
- المكعب- قصة قصيرة
- التلويحة ----- قصة قصيرة


المزيد.....




- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...
- المدينة العتيقة بتونس.. معلم تاريخي يتوهج في رمضان
- عام على رحيل صانع الحلم العربي محمد الشارخ
- للشعبة الأدبي والعلمي “جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 ال ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غادة م. سليم - الفرار.... قصة قصيرة