رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يوجد مفهوم الهيمنة داخل كل مجتمع حيث أن الهيمنة هي التي تبني هيكلة الخرائط المعرفية لدينا، وبالتالي تساهم في تشكيل تصورنا للعالم وكيفية تعريفنا للقضايا التي نواجهها يوميا والتحليلات التي نستنتجها ونتوصل إليها. إن نزعة الهيمنة على أحواض مياه النهر المشتركة وخلق ظروف مواتية لفرض الهيمنة على الموارد المائية سينعكس ذلك سلبا على ضمان الامن المائي، تركيا ومصر وإسرائيل بدأت بالتعامل مع بلدان أحواض ودجلة والفرات والنيل والليطاني ونهر الاردن من منطلق الهيمنة المائية، والتحكم بمصائر بلدان المصب حيث تتصرف تركيا بصيغة الهيمنة المائية، على تدفقِ نهري دجلة والفراتِ، مستغلة موقعها الجغرافي على منابع المياه وهضم الحقوق المكتسبة دلول المصب من الموارد المائية المشتركة
نمت فكرة الحروب على مصادر المياه من مفهوم الهيمنة المائية على مدى السنوات العشرين الماضية لدرجة أنه يمكن أن يصبح مفهوم الهيمنة المائية هو المفهوم الجديد للهيمنة. هذه الفكرة حاليا تسهم على نطاق واسع في تشكيل تصورات العديد من الأوضاع الدولية الحالية. وموضوع المياه كمفهوم للهيمنة هي نتاج بداية موضوع حروب المياه لإن مفهوم الهيمنة سوف يأجج ويسرع في بلورة النزاع وإشتداد الصراع على مصادر المياه المشتركة. حرب المياه أو خطاب السلام في موضوع المياه بات موضوعا مهما ويجدر بنا أن نتحرك بإتجاه الخطاب السلمي من خلال نشر مبادئ هذه المفاهيم. والتركيز على سلام المياه وليس حرب المياه والعمل على إستكشاف الآليات التي سيتم بناؤها لنبذ وتجنب حروب المياه وجعل وسيلة ورسالة سلام ومن هذا المنطلق ولأهمية المياه لمستقبل المنطقة وكون أغلب مصادر المياه تنبع وتمر ضمن أراضي كوردستان ينبغي علينا جميعاً إدراك أهمية وحيوية ملف المياه التي سيحدد مصير دول وشعوب المنطقة. ويجب أن نكون متفائلين لأن مياه الأنهار التي تنتهي إلى البحار والمحيطات تكمل دورة لتبدأ دورة جديدة في تكامل النظام البيئي للطبيعة وهذا هو منطق الحياة.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟