حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 23:16
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
يشكل 8 مارس مناسبة للتعبير عن انشغالات وإنتظارات النساء ، نصف سكان العالم ، إن لم يكن أكثر ، وذلك من خلال ما يقمن به من تظاهرات يرددن خلالها شعارات كثيرة ومتنوعة يلاحظ المتتبع لها ، والمتمعن في فحواها، أنها نسخة مستنسخة من ذات الشعارات التي رددت في نفس المناسبة من السنوات الماضية والأعوام السالفة ، والتي لم تحد عن النماذج المألوفة ، التي لم تخرج عن فحوى ومضمون ما رُدد من شعارات قديمة التي ستتكرر لا محالة كلازمة في القادم من السنوات .
ورغم تشابه الشعارات النسائية لهذا العام ، بشكل لافت ، مع غيرها من شعارات الأعوام الفائتة ، والتي بدت كما لو كانت نسخ طبقا للأصل مع ما طرح من مطالب نسائية ، والتي رددت وكأنها أذكار أو أوراد ، أو أقانيم روحانية مقدسة، أو رقى وتعاويد طقوسية تعبدية ، تمحورت مجملها في التنديد بما لحق بالنساء من عنف وغبن وعسف ، وشجب لما يكابدنه من مشاكل اجتماعية وصحية وخدماتية ، مع المطالبة بالحقوق والمساواة والمناصفة .
فإن فارقاً بسيطاً ، واختلافا طفيفا لوحظ على النساء المشاركات في مسيرات عيد هذه السنة -وهن يجبن شوارع البلاد طولا وعرضا، لاستعراض قواها - هو ما عرفه اليوم من أجواء التقديس والتوقير الغريبة ، والغيبوبة الصوفية ، والاستنفار الوجداني الضخم ، الذي زاد من منسوب الغضب والاحتقان ، الذي ظهرت آثاره في تظاهرة هذا اليوم النسوي لهذه السنة، وتجلت في رفض العديد القياديات النسائية -المشاركات في المسيرة الوطنية التي نظمها "ائتلاف المساواة والديمقراطية"، يوم الأحد بالرباط- تحويل مسيراتهن إلى حملات سياسية ، ودعاية إنتخابية ، وذلك بطردهن لقيديي حزبي الاستقلال والاتحاد الإشتراكي ، شباط ولشكر، وتأكيدهن على ضرورة تحصين المكتسبات التي تحققت للمرأة المغربية في السنوات الماضية في كافة المجالات، وتفعيل مقتضيات دستور 2011 وجعل المساواة في قلب الإصلاحات السياسية والقانونية والمؤسساتية ، بعيدا عن التفسيرات الديني التاريخي المناهض للرؤية الحديثة لحرية المرأة المخالفة للمجتمع وقيمه ..
حميد طولست [email protected]
#حميد_طولست (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟