|
الاسباب المشتركة بين افلاس اليونان والعراق
محمود هادي الجواري
الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 23:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاسباب المشتركة بين إفلاس اليونان والعراق ... بقلم الكاتب والمحلل السياسي -محمود هادي الجواري ... يقول الحكماء (التجربة هي أثمن معيار ) فليس للنظريات الافتراضية من جدوى في وضع الحلول في حالة الأزمات المختلفة التي تمر بها دول العالم .. وانما يجب أن تكون هناك نظريات موضوعة وقد أخضعت للتطبيق مسبقا وتم مراقبة نتائجها لاكثر من مرة لملائمتها مع الظروف التي كان السعي الحثيث يجب ان يكون مساويا الاهمية لتلك النظريات والظروف التي وضعت من أجلها ..هكذا تستطيع ان تضمن الدول المتقدمة من رهانات بقاء قوتها وصمودها امام الهزات المفاجئة التي تتعرض لها تلك الدول وبشكل خاص الازمات السياسية والاقتصادية اللتان تعدان بمثابة العقل والقلب في جسد الدولة فبضمان الحفاظ على صحة الجزئين الحيويين فان الروح ستبقى منتجة وبشكل طبيعي .. العراق المختلف عن كل بلدان العالم وعلى مر تاريخه المعاصر فهو لم يشهد ولادة نخبة من العلماء التطبيقيين وانما هومليئ و يعج بعلماء اجلاء ينتجون النظريات الافتراضية التي لا يمكن تطبيقها في العراق ولذلك تذهب جهودهم تلك الى علماء دول اخرى ينتظرون الحصول عليها مجانا للاستفادة منها والبحث بجدية عن الادوات اللازمة مع بناء المختبرات المناسبة من اجل اخضاعها الى التطبيق للاستفادة منها ..ولذلك لم ينتبه المهتمون بالشأن السياسي اهمية العلماء والمفكرون وهل حقا أن السياسيون يعلمون جيدا ان العلماء والمفكرين هم المعول عليهم في بناء الدولة القوية ؟؟..وبطبيعة الحال تؤدي تلك الاسباب الانفة الذكر الى هجرة العقول المفعمة الى الدول التي تمتلك لا المختبرات وحسب وأنما الاهتمام بتلك الشرائح وتقديم كل وسائل الدعم المادي والمعنوي واتباع سياسات الترغيب والتمجيد لعلمائنا الذين كانوا مغموين في وطنهم الآم . نستمع بين الفينة والاخرى ان احد العلماء العراقيين ممن يمارسون تطبيقاتهم في العلوم المختلفة قد احرز انجازا متميزا ولكن للاسف الشديد اننا لا نلمس مما ينعكس على اوطانهم باي شئ يذكر سوى السمعة الطيبة ويبعث فينا روح التفاخر بأولئك العلماء الذين لايرغبون بالعودة الى حياض الوطن وفيما لو اتخذوا قرارهم في العودة الى العراق فانهم سيجدون انفسهم في غاية الابتذال ان لم يحدق بهم خطر يسوقهم الى الجنون او ملاقاة الحتف ومن جهال السياسة ..اذن العلماء هم الثروة الحقيقية فلا تقدم بدون وجود العلماء ولا نهضة في غياب المفكرين .. اذن للارهاصات والاسقاطات التي تعشعش في عقول السياسيين تكون السبب الحقيقي في تعريض الدولة الى الافلاس السياسي والاقتصادي وعلى حد سواء فتجعل المواطن يعيش اسوء الظروف المعيشية ظهور وبوضوح حالات الفوارق الاجتماعية فلقد كان المالكي المثال الذي لم يشهده العراق من قبل ولربما سبقه الطاغية صدام ولذا يمكن لي ان اقول ان المالكي هو الوريث الشرعي لصدام وبامتيازفي مرضه الشديد بالرانوي والانانية والغرور ..ولكونني كاتب محايد ومستقل ولا انتمي الى اي من الاحزاب التي مزقت العراق وتحت شتى الشعارات الدينية والطائفية والعنصرية فان كتاباتي ليست هي الاخرى افتراضية وانما هي نتاج تجارب واقعية وحقيقية ولايمكن ان انسب لنفسي صفة العالم او المفكر" ولكنني وبحق تعايشت اكاديميا واجتماعيا في دول اوربية عديدة بعضها ينتمي الى فكر اشتراكي او الاخرى التي تنهج المذهب الرأسمالي ولكون كان سبب تواجدي في تلك البلدان هو لدوافع سياسية وبسبب لجوئي السياسي ومنذ منتصف السبعينيات اي في الظروف التي كانت اوربا تعيش اشد ازماتها الاقتصادية لذا استطيع وبتواضع من التحليل النفسي للسياسيين العراقيين الجدد اذا جاز لي التعبير وانعتهم بهذه الصفة المحترمة وباسلوب مقارن مع تظرائهم من الغربيين راسماليون أ كانوا ام اشتراكيون ولكنهم ليسوا كذلك لانهم وبحق سياسوا الصدفة ونتاج لكذبة الديمقراطية المستوردة ومن نتاج عقلية غربية قادرة على صناعة ألوهم لنا ..لربما عاشت اليونان اسوء ظروفها الاقتصادية بعدما كانت تعتمد على قدراتها المتواضعة والاسباب هي ذاتها التي ادت بالعراق الى الانزلاق الى هاوية التعثر السياسي والاقتصادي والمالي ولكن طرائق الوهم الغربي هي مختلفة مما حدث لللعراق واليونان .. فبعد الاغراءات التي قدمها الغرب الى اليونان ذات الاقتصاد الذي كان يتمتع على قدرات ابنائه في تحقيق الاكتفاء الذاتي وجرهم الى لعبة الوحدة الاوربية التي افقدتهم مسك زمام امور سياستهم واقتصادهم بايديهم .. اصبحت اليونان اليوم رهينة دول تهيمن على قرارات الوحدة الاوربية والتي لا تتناسب واقتصاد اليونان المتواضع .واما العراق الذي عاش كذب وادعاء الغرب في تخليص الشعب العراقي من طاغية العراق ولكنها اوقعته في حبائل هيمنتها السياسية والاقتصادية واصبحت ثرواتها هدفا للاستنزاف من دول التحالف التي شاركت في سقوط الصنم .. ولكن عند انتباهة العراقيين وعودتهم الى الوعي المتأخروشعورهم بالخطر المحدق ولكن للاسف الشديد بعد أن استكمل الغرب كافة مشاريعه وأصبحت الارض والسماء مسرحا للعابثين من ارهابيي العالم وجمعهم في العراق لمقاتلتهم وتحت شعار القضاء على الارهاب العالمي وعلى الارض العراقية ولكن كان الشعب العراقي دافع الاثمان الباهضة والدماء التي اريقت وتم استنزفها طاغية العراق وعبر حروبه وسلسلة الاعدامات والمقابر الجماعية وتحت شعار صيانة امن العراق .. المشهد يتكرر ولا تمر بضعة اعوام من حالة شبه الاستقرار الذي كان يحتمل تطبيق النظرية الغربية عند احتلالها للعراق والتي تقول سوف نمنحكم الامن مع الجوع او المال مع عدم الاستقرار لذا كان من الطبيعي ان نستنجد بالمحتل كي يوفر لنا الحماية من الاعداء المصنوعين ومن الداخل او من القتلة من الاجانب الذي كان يضعهم تحت يده فمتى شعر بالخطر زج بأولئك المجرميين الدوليين المتوزعين على شتى بقاع العالم وجمعهم في العراق عند الضرورة...كل هذه المآزق تمر بها الدول وعلى اختلاف مذاهبها الدينية و الاقتصادية تتعرض وبشكل ترددي الى الهزات السياسية والاقتصادية ولكن في البلدان التي يحترم القياديين شعوبها يبرز دور الشرفاء والمخلصون ليتصدوا وبكل ما اتو من قوة العقل والمنطق والحكمة واولئك دائما هم الوطنيون المخلصون لارضهم وشعوبهم والذين لا ينساقون الى العواطف والاهواء بل يستثمرون طاقة كل انسان ويستعينون بعلماء الامة المدنيين والمتدنيين المغمورون والذين فرض الغرب حصارا عليهم وهم في اوطانهم فمع عطاء تلك الطاقات ينخفض معدل الخطر وكما الحمى التي لربما تزيلها حبة واحدة من الاسبرين ولكن لا امكانية من العلاج اذا تفاقمت الحالة واصبحت مستعصية اذن لابد من العودة الى العلاج الصعب ولربما اسهله الكي ..واية امة لا تمتلك رصيدا من تلك الطاقات فان استقرارها امر مستحيل وهنا الفارق بين الازمة التي يمر بها العراق والازمة الاقتصادية اليونانية..كلا البلدين عانا من استشراء الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي .. اليونان التي ادخلت الى الوحدة الاوربية وباغراءات غربية والتي كان الفساد ينخر باقتصادها والعراق الذي تورط في في ادخال الديمقراطية على شعب لم تجف يداه بعد من دماء الحروب فليس من السهل المقارنة وللاسباب التي اشر ت اليها ففي اي من الشعبين تكمن الارادة في الخلاص من المعاناة المفروضة وعنوة .. اليوم اليونان تعيش ثورة عارمة للاطاحة بالمفسدين الذين نقلوا اموالهم الى دول امريكيا اللاتينية واوربا لاجياء مشاريعهم الاستثمارية وتربية رؤوس اموالهم خارج الحدود دون ان تعود تلك الاموال بالنفع على اليونان اي انهم ابتلوا بالاستثمار السلبي على بلدانهم وكذا يفعل الساسة العراقيون الجدد وهنا نقطة التشابه في الفساد بين البلدين ولكن لن تكون المعالجات لهذا السرطان الساري في جسد البلدين متشابهة ..الشعب اليوناني اوربي النزعة ولا يعتمد على مورد اقتصادي مجاني كما النفط في العراق ولذا مساحات الاستثمار الايجابية وخاصة في مجالات السياحة وخاصة تعد اليونان قبلة الاوربيين في قضاء عطلهم .. اذن هو يمتلك من المفاتيح العديدة لحل شفرة الغرب التي اقحمته في متاهة الوحدة الاوربية وخاصة ان علمائه لايتطلعون الى نهب الموارد وبمعنى ادق اقول وحتى المغمورون من علمائه تواقون الى العمل النزيه ودون تحقيق منافع شخصية وتحقيق مصالح خاصة وقد ضرب رئيس الوزراء الجديد المثل الاعلى في عدم ارتدائه ربطة العنق لانه يشعر باختناق بلاده اقتصاديا وقبل ان يشعر بالاختناق في عنقه ..اما في العراق فكل الابواب اقفلت امام الشعب ويتمسك جهلاء السياسة والاقتصاد بالحلول الجزئية وينتظرون الإشارة من الغرب لاطلاق تلك الحلول المتواضعة ..اذن لا عيب ولا خجل ان انعتهم بالعملاء بدلا من كلمة العلماء وشتان بين المعنيين ..لا ضوء في النفق المظلم الذي يسير فيه العراق ما لم يقوم الشعب بتفجير النفق لكي يرى العالم من حوله ومن ثم يستطيع من رسم العقلية السياسية والى اي اتجاه تسير بهذا الشعب الذي عانى الامرين من جراء غباء سياسييه وحربهم المعلنة على العلماء والمفكرين .. هكذا خسرت عملي في المنطقة الخضراء لانني سعيت الى تأسيس الهيئة الوطنية للاستشارات والبحوث العلمية التي ضمت بين جناحيها المئات من العلماء والمفكرين فما كان من الاحزاب السياسية الا أن تشن حرب شعواء لافشال هذا المشروع الوظني الذي سعة الى دعم وخماية العلماء والعلم ومن اجل التخطيط السليم لبناء العراق الجديد ولكن كان الفسدون بالمرصاد لنا متناسين ما سيحل بالعراق سياسة واقتصاديا وعلميا .. لربما جاءت صحوة السيد العبادي متاخرة بعض الشئ ولكن هناك بارقة امل في بناء عراق يعود الى علمائه ومثقفيه وهم المعول عليهم ان شاء الله ’’’
-;-
#محمود_هادي_الجواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ستنهي مرحلة داعش المخطط الامريكي في العراق
-
اندثار المنظومة القيمية تحت اسس بناء الدولة ...
-
اخفاق العراقيين في بناء الدولة المدنية العادلة
-
العناصر الاساسية المفقودة في بناء الديمقراطية
-
أساليب تطبيق الديمقراطية والسلوك الخفي المعارض
-
ليس بمقدور مؤتمر مكافحة الارهاب من وضع الحلول
-
للمرآة حقوقها التي بين الدين والدنيا
-
الديمقراطية وادوات نفيها في العراق ..الجزء الثاني
-
داعش العراق والمعادلة الاقليمية
-
المملكة وقطر الهجمة المرتدة
-
ازالة فوبيا وحدة العراق
-
مناظرة بين معلم عراقي ومدرس سويسري
-
ما لم يقله الدكتور علي الوردي عن الديمقراطية في العراق
-
ذكاء العراقيين يقتلهم بالجملة
-
هجرة العقول .. الخطر الذي يداهم العراق
-
ضمانة الديمقراطية بضمانة دستورها
-
الانوية والبرانويا العمود الفقري للديمقراطية في العراق
-
بورصة الاعلام والاعلام المضادومزادات التحليل السياسي
-
كتاب الدستور العراقي استغلوا ضعف الوعي الجماهيري
-
القضية الفلسطينية بين التطرف و السلاح
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|