أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - النحات البلغاري سفيلِن بيتروف وثيماته الإماراتية














المزيد.....

النحات البلغاري سفيلِن بيتروف وثيماته الإماراتية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


يُعدّ سفيلن بيتروف واحداً من أبرز النحّاتين البلغاريين المعاصرين لما يمتلكه من موهبة فطرية كبيرة صقلها بالمران والتجربة والتثقيف الذاتي والأكاديمي على حدٍ سواء. لا بد من الإشارة إلى أن بيتروف كان مولعاً بالرسم منذ طفولته وصباه، و قد وصل هذا الولع إلى حدّ الشغف في شبابه، الأمر الذي دفعه إلى دراسة الفن التشكيلي والتخصص في النحت، والانقطاع إليه كلياً خصوصاً وأنه كان يبدي نفوراً من الرياضيات وبقية المواد العلمية في أثناء دراسته. كان بيتروف موقناً منذ تفتّح موهبته بأن "الفن لا يمكن تعلّمه من الكتب المدرسية أو العامة لأنه يعتقد بأن الفن موهبة فطرية تولد مع الإنسان، بل أنه يسمّيها في بعض الأحيان هِبة من الله (سبحانه و تعالى) وأن التمرين والاستغراق في العمل الفني هو الذي يجعل من الفنان مكتملاً!" ولكن السؤال الذي ينبري أمامنا هو: هل هناك فنان مكتمل حقا؟ دعنا نترك الإجابة للقارئ الحصيف الذي يعرف جيداً أن الكمال مسألة عصيّة على التحقيق، ولكننا نتشوّف إلى إليه ونستمتع في الرحلة المضنية المؤدية إليه في أقل تقدير. لا شك في أن موضوعات بيتروف متنوعة وكثيرة فمنها ما هو محلي، ومنها ما هو عالمي أو إنساني استقاه من رحلاته ومشاهداته الكثيرة، لكنه ما إن انتقل إلى أبو ظبي عام 1995 حتى بدأت الموضوعات والفيغرات الإماراتية تتسلل إلى أعماله النحتية، بل وأخذت تهيمن عليها في السنوات العشر الأخيرة لتكشف عن حُبه للموضوعات الإماراتية جملة وتفصيلا. ولعل معرضه الأخير الذي نظّمته هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة في المسرح الوطني في 23 / 4 / 2013 والذي ضمّ "48" عملاً نحتياً متنوعاً نفّذها من مواد مختلفة تجمع بين البرونز والرخام والجزَع (العقيق اليماني) متعدد الألوان، والحجر، والجص، والصلصال، والخشب، والتيراكوتا (الطين النضّيح) وما إلى ذلك. وتعزيزاً لما ذهبنا إليه فإن الموروث الإماراتي هو الذي يتسيّد على تفاصيل هذا المعرض اللافت للانتباه بدءاً من الشخصية الإماراتية بزيّها التقليدي المتعارف عليه، مروراً بالصقور الأصيلة، وانتهاء بالجمل الذي يُكنى بسفينة الصحراء أو بـ "الطيّارة" كما أسماها بيتروف نقلاً عن توصيف الإماراتيين أنفسهم لهذا الكائن الذي يتحمل الجوع والعطش ويقطع مسافات طويلة تتجاوز حدود التوقع البشري. حظي الصقر باهتمام كبير من لدن بيتروف، فتارة يركِّز على عينيه، و أخرى على منقاره، و ثالثة على مخالبه، و رابعة على جناحيه القويين. أما الجمل فقد أخذ صيغة "البورتريه" حيناً في لقطة مقرّبة لتفاصيل الوجه، و لقطة بعيدة حيناً آخر كي يُظهر تكوينه الغريب بعض الشيئ على العين الأوروبية التي لم تتمعن طويلاً بهذا الحيوان اللصيق بالصحراء وظروفها القاسية التي منحته لقب (السفينة) دون غيره من الكائنات الأخرى التي تعيش بين منعرجاتها الرملية المثيرة للتأمل. إذن، أن الصقر والجمل والصحراء هي التي تقودنا إلى البيئة الإماراتية تحديداً، وعلاقة الإنسان الإماراتي في البيئة الصحراوية التي روّض الإماراتي جزءاً منها، بل قفز ببعض مدنها إلى مصاف المدن الكوزموبوليتانية المتطورة التي تثير الدهشة والإعجاب. لا تقتصر موضوعات المعرض على الموروث الإماراتي سب، فلقد أراد بيتروف أن يصطحبنا إلى الحضارة الفرعونية متيحاً لنا الفرصة لأن نستمتع ببعض الوجوده المصرية القديمة في مقاربة جميلة مع إلاهات الحُسن الثلاث لأنطونيا كانوفا اللواتي يمثلن الجمال والسحر والبهجة، والحق يقال إن إلاهات بيتروف يقفن في موازاة كانوفا من حيث الفتنة و الغواية الكامنة في الجمال الأنثوي الأخاذ الذي يبعث في النفس بهجة غامضة لا سبيل إلى تأويلها بغير الدهشة والانبهار. كثيرة هي ثيمات هذا المعرض، لكن أبرزها هي البورتريهات البشرية والحيوانية، المجتزأة والكاملة، المقرّبة إلى حدّ "الكلوز آب"، والبعيدة التي تمنح الناظر مساحة مشهدية واسعة تنفتح على الأفق المديد. ثمة أعمال تخرج عن إطارها الواقعي لتنتقل إلى الجانب التعبيري أو المجازي كما في لوحة "حلم" أو "السجّادة الحمراء" أو "في البدء" التي يصل بها إلى حدّ التجريد، وربما تكون المنحوتات المجرّدة من الوجوه هي الأكثر مجازية من شقيقاتها الحقيقيات اللواتي يمتلكن أجسادا كاملة غير منقوصة. إن ما يلفت الانتباه في هذا المعرض هو قدرة الفنان بيتروف في تطويع هذه المواد البرونزية والرخامية والحجرية وتحويلها إلى أشكال فنية ناعمة جذابة إلى الدرجة التي تحفِّز المتلقي على لمس هذه الأعمال الفنية الصقيلة التي تتجاور فيها النعومة و الخشونة في آنٍ معاً مذكِّرة إيانا بأن أزاميلة ومظافيره ومطارقه وبقية أدوات الحفر والكشط والتلميع لا تفعل فعلها إلاّ حينما تكون بأيدٍ ماهرة تحرّكها المخيّلة المبدعة التي تقدّم غالباً المدهش والمثير من الأعمال الفنية الخلاقة التي لا تغادر ذاكرة المتلقي بسهولة مهما تقادمت الأعوام.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيم دونغ-هو في فيلمه الروائي الأول صُنع في الصين
- رانيا توفيق وليلى حطيط تستكشفان علاقتهما بالوطن الأصلي
- فرادة الابتكار وأصالة الصوت الشعري في -قلعة دزه- لصلاح نيازي
- ملامح الحداثة في الثقافة العراقية
- سخرية القشطيني
- التعالق النصيّ
- استثمار السيرة الذاتية
- ما وراء الجسد
- أدب الاعتراف
- رواية سعد محمد رحيم الماكرة!
- التقنية الميتا- سردية في رواية -كاباريهت- لحازم كمال الدين
- أولاد أبو غرّيب
- دراسات في سياسات التعليم لنديم العبدالله
- سينما التحريك لبرنار جينان وترجمة صلاح سرميني
- السخرية الصامتة في فيلم شاشاتنا
- باثولوميو بيل يترجم -الأرض اليباب- إلى صورٍ بصريةٍ مُدهشة
- شخصيات غير مألوفة، وثيمات صادمة بعض الشيئ
- الطاقة المؤلمة في معرض تركيبي مشترك
- قراءة نقدية لديوان غريب على قارعة الطريق
- قل متى؟ للمخرجة الأميركية لين شيلتون


المزيد.....




- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
- شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم ...
- عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ ...
- فنان تشكيلي صيني يبدع في رسم سلسلة من اللوحات الفنية عن روسي ...
- فيلم - كونت مونت كريستو- في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروس ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - النحات البلغاري سفيلِن بيتروف وثيماته الإماراتية