|
للمرة الألف مرارتي اتفأعت ..
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 23:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتبت الكلام التالي سنة 2004 .. فهل تغير شيئا حتي بعد ما يطلق عليها ثورات الربيع العربي واكتشفت أن مرارتي هي بتتفأع والشعب المصري مرارته مقاومة للفأع .. شعب يبدو أنه يستمتع بالاستبداد .. شعب أدمن الخنوع و النفاق : لا أعرف الجذور اللغوية لكلمة اتففقعت أو لماذا ننطق القاف ألف ولكن هذه الجملة تعبر في وجدان الشعب المصري عن عدم القدرة علي احتمال المزيد مما ينذر بالأنفجار ففعلا الشعب المصري علي وشك أن تتفقع مرارته فالغلاء يعصف بالغلابة والغني يزداد غنا و الفقير يزداد فقرا والفساد يضرب بأطنابه اقتصادنا والشباب يفتقد الرؤية و الأمل في المستقبل.. و رغم ذلك نفس الوجوه كاتمة علي نفسنا منذ سنين طويلة في الوزارة و مجلس الشعب.. فهناك وزراء انتهي عمرهم الأفتراضي وثبت فشل سياسة وزاراتهم مرارا و تكرارا ورغم ذلك يحتفظون بمناصبهم كأنما مصر قد أصبحت عاقرا لن تنجب غيرهم وكذلك أعضاء مجلس الشعب فمعظمهم لم يتغيروا منذ سنين والسبب أن الحزب الوطني لا يعرف أن التجديد و التغيير هي سنة الحياة.. وهناك أجيال بالكامل لم تأخذ فرصتها في القيادة ألا القليل منها التي تجيد النفاق أو بالعامية مسح الجوخ. و فقدنا الأمل في الحصول علي الديمقراطية الحقة لأن الحكومة سمحت لنا بهامش من الحرية تعايرنا به وتذكرنا دائما أنها ممكن أن تحرمنا منه وكأنما الشعب هو مجموعة من البلهاء قد فرض عليهم الحزب الوطني الوصاية.. مرارتنا اتفقعت فالوجوه هي الوجوه ومن يحتلوا المقاعد الأمامية لم يتغيروا منذ عقود تجدهم في مؤتمرات الحزب الوطني و مؤتمرات الأصلاح الديمقراطي وهي نفس الوجوه التي تقلبت من حتمية الأصلاح الأشتراكي الي حتمية الأصلاح الرأسمالي وهي تشارك الآن في حتمية الأصلاح الديمقراطي ولكن مع الوضع في الأعتبار خصوصيتنا و بعد حل القضية الفلسطينية و القبض علي أسامة بن لادن و القضاء علي المتطرفين و يا حبذا بعد القضاء علي البلهارسيا والناموس و الهاموش أو استيراد شعب جديد من المريخ لا ينتخب الأسلاميين أن طبقنا الديمقراطية.. حجج تفقع المرارة بصحيح .. أما الطامة الأكبر فهي منظومة النفاق التي يمارسها الأعلام الرسمي من جرائد حكومية و تليفزيون رسمي و هي مؤسسات أعلامية المسئولين عنها كانوا يجب أن يكون مكانهم الطبيعي في متاخف التاريخ الأعلامي و المضحك المبكي أن منظومة النفاق يمارسها شيوخ تعدوا سن المعاش للشاب جمال مبارك وكأنما قد تم اختصار شباب مصر في شخصية السيد جمال مبارك ولعلنا بعد ظاهرة الزعيم الأوحد أصبحنا في عصر الشاب الأوحد من بشار الي سيف الي جمال .. وأنا للحقيقة لا أشك أطلاقا في النوايا الحسنة للسيد جمال مبارك ولكني أقدم له نصيحة من أخ أكبر سنا أن يتخلص من حزب تصلب الشرايين المسمي مجازا الحزب الوطني ويكون حزبا جديدا لا يقبل عضوية من هو مولود قبل 1960 ( أنا غير صالح لعضويته) و ينزل الي الشعب و الشباب الحقيقي و عندها فقط قد يستطيع تحقيق ما قد يتمناه لمصر.. وعندها فقط قد لا توجد خطوط حمراء و لا صفراء. يا سادة أن الشعب المصري له الحق أن تتفقع مرارته لأنه عرف الديمقراطية قبل كثير من دول العالم قبل اليابان و كوريا و دول أوروبا الشرقية ثم نجد من يقول أنه غير مستعد للديمقراطية.. أن الشعب المصري يعرف مصلحته تماما و أن تركت له الحرية في الأختيار سيختار من يحقق له مصلحته لا فرق في ذلك بين حامل الدكتوراه و بين أي فلاح بسيط في أي قرية نائية.. أن الشعب الذي استطاع أن يتعامل مع جميع أنواع الطغاة و لم ينهار .. واستطاع أن يتحمل جميع السياسات الأقتصادية الخاطئة للحكومات المتعاقبة ولم ينهار.. واستطاع أن يتحمل نهب ثرواته علي أيدي شركات توظيف الأموال و نواب القروض و رجال الأعمال ولم ينهار لهو أكثر شعوب الأرض معرفة لمصلحته .. ولهو أكثر شعوب الأرض قدرة علي ممارسة الديمقراطية في أفضل صورها أن أتيحت له الفرصة.. أن الشعب المصري شعب وسطي متسامح محب للحياة ولن يختار المتطرفين علي أي جانب سواء كانوا أسلاميين أو ليبراليين.. ولكنه شعب يحب من يقف الي جانب الغلابة.. ويحب من يحبه .. أبحثوا في التاريخ و ستجدوا هذه الحقيقة.. صبره طويل و مقاومته سلبية و ماكرة و لذلك لا ينهار ولكن ليحذر الجميع اللحظة اللي تتفقع فيها مرارته بجد فعندها فقط لا يمكن التكهن برد فعله و لعل المثال الواضح لذلك هي حرب 73 فقد اتفقعت مرارته من حالة اللا سلم و اللا حرب التي كان يعيشها والتجنيد الطويل المدة علي ضفة القناة و رؤية اليهود وهم يستمتعون بسيناء و القناة فكان أداؤه البطولي في الحرب الذي فاجأ الجميع. أننا نحتاج فريق من الجراحين المهرة لأستئصال المرارة للشعب المصري قبل أن تتقيح و تنفجر فالمسكنات و المضادات الحيوية أصبحت غير ذات جدوي.. فمرارة الشعب علي وشك أن تتفقع وساعتها لا يمكن توقع النتائج فسنكون جميعا خاسرين حكاما و محكومين. (انتهي الكلام الذي كتبته في 2004 )
الآن وبعد أكثر من عشرة سنوات أصبحت لا أثق في الشعب المصري و في قدرته علي الأختيار الصحيح و معرفة مصلحته و التي كنت أعتقد أنها معرفة غريزية تستمد منابعها من آلاف السنين من المعاناه و القدرة علي البقاء في نفس الوقت .. لا تسأل الطغاة لماذا طغوا ولكن اسأل العبيد لماذا يركعون ..فعلا هي مقولة صحيحة لا أدري من هو قائلها ..
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحقيقة المرة أننا شعوب لا أمل فينا
-
ماذا سيكون اسم السعوديين بعد سقوط مملكة آل سعود
-
الطائفية في عالمنا الغبي أوصلتنا ألي داعش
-
الحقيقة المؤلمة هي أن التعصب والتطرف والارهاب قد انتصر في عا
...
-
شعب اتمسكن لما تتمكن ..
-
شعب اللي يتجوز أمي .. أقول له يا عمي
-
كم نحتاج أبو ذر الغفاري هذه الأيام .. أول اشتراكي في تاريخ ا
...
-
الأخصاء هو الحل
-
هل هو قدر مصر أن يحكمها رئيس غبي ؟
-
أسئلة عن التاريخ يجب الاجابة عليها للقضاء علي داعش
-
مرة أخري .. أنه عبد الله بن سبأ ..بارك الله لنا فيه
-
أنها اتفاقية كامب دافيد و آل سعود عملاء اسرائيل
-
من هم أعداء الاسلام؟
-
الحقيقة المرة : نحن شعوب لا أمل فينا
-
خلط السياسة بالدين هو سبب كل ما نحن فيه من تخلف
-
هم الخوارج لم يتغير شيئا
-
مطالب مواطن بسيط لا يهمه اسم الدولة .. اسلامية كانت ام ليبرا
...
-
تخاريف ديموكتاتورية
-
للقضاء علي داعش ..يجب ان تجدوا اولا حلا لهذه النصوص
-
عندما يلبس الشيطان ثوب الله .. فالنتيجة الطبيعية هي داعش
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|