|
الأهمية الإستراتيجية لنهر الزاب الكبير -الزاب الأعلى- لإقليم كوردستان والعراق دراسة في فض النزاع المحتمل على الوارد المائي للنهر
رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 22:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نهر الزاب الكبير "الزاب الأعلى" يعد واحد من أهم الروافد الرئيسية لنهر دجلة، وأحد أهم الأحواض المائية التي تغذي نهر دجلة باكثر من 33% من وارد المائي السنوي، نهر يبلغ طوله حوالي 462 كيلومتر من منابعه في كوردستان الشمالية في دولة تركيا المجاورة الى نقطة إلتقائه بنهر دجلة عند منطقة الفتحة ( المخلط)، ويجري خلال مسيرته داخل تضاريس جيولوجية وعرة للغاية من جبال شاهقة وأديان عميقة. يبلغ مساحة حوض التغذية نهر الزاب الكبير حوالي40300 كيلومتر مربع وخلال مساره يقوم النهر بجمع المياه من عدد كبير من الروافد. ويتم تغذية النهر وروافده في المقام الأول من هطول الأمطار وذوبان الثلوج، ونتيجة لذلك يستمر جريان النهر على مدار السنة. يعد جبل مانكيتا ذو الارتفاع البالغ 3412 متر والواقع بالقرب من بحيرة وان في كوردستان الشمالية في تركيا، وجبل هارفل البالغ إرتفاعه 3468 متر القريب من الحدود التركية الإيرانية، أحد المصادر الرئسية في تغذية مياه العديد من الجداول التي تغذي مجرى نهر الزاب الكبير. وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة أحواض التغذية لمياه نهر الزاب وروافدها ما يقرب من (26310) كيلومتر مربع وطول نهر الزاب داخل حدود كوردستان الشمالية في تركيا هي (189) كم وبمساحة (92085) كيلومترمربع يمر النهر عبر وادي باشقال قبل أن ينضم اليها رافد نهر نهيل والذي يجمع مياهه من المنطقة والواقعة الى جنوب شرق مدينة يوكسيكوفا ( كفرى)، ثم يلتقي بنهر منداني ومن ثم يلتقي بها روافد ئافسبي الذي يتغذى من منطقة بين جبال سيلو ورشكو، حيث مياه هذه الرافد تأتي من الأنهار الجليدية والمياه المجمدة ثم يدخل النهر ولاية هكاري ضمن أراضي كوردستان الشمالية داخل تركية، ومن ثم يعبر جبال هكاري التي هي جزء مهم من سلسلة جبال طوروس ويمر من خلال ممر ضيق جدا وحاد في هذه السلسلة الجبلية. ثم يدخل إقليم كردستان العراق عند النقطة الحدودية مع تركيا شرق مدينة جوكرجة (جلي)، ثم يتابع المسير إلى الجنوب الشرقي داخل إقليم كردستان العراق ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دهوك بعد أن ينضم اليه روافد أخرى أهما رافد ريشين عند بداية مدخل كلي بالندة وبعد الإلتقاء يستمر النهر ويعرف أنذاك بنهر (الزاب الكبير) في الجريان بإتجاه جنوب شرق وبشكل منحني رائع شمال محافظة أربيل ونهر الزاب يلتقي بنهر دجلة بمسافة 40 كليومتر إلى الجنوب من مدينة الموصل. في العراق قد تم التخطيط بما لا يقل عن ستة سدود على الزاب الكبير وروافدها، ولكن سد بخمة كان الوحيد الذي أجريت لها دراسات حيث تعود فكرة إنشاء سد بخمة إلى الثلاثينات من القرن العشرين عندما نشر أحد الصحفيين الأمريكان مقالة في جريدة (الأوقات البغدادية) في 18 آب 1932 بخصوص الاستفادة من مصادر المياه لتوليد الطاقة الكهربائية وإنشاء المعامل الصناعية في العراق وأشار في مقالته إلى منطقة كلي بخمة كونه موقع مناسب لإنشاء سد بارتفاع (80) قدماً وتوليد أكثر من (1500) قوة حصانية من الطاقة الكهربائية، وبعد ذلك قام المجلس الاستشاري (ولسون وميشيل وقوغان لي) عام 1937 بإجراء أول دراسة جيولوجية على منطقة المشروع وأقر هذا التقرير من قبل السيد (ي. في. ريتشارد) والتوصية بإنشاء سد عال في موقع بالقرب من قرية بخمة الحالية في مدخل المضيق (قرب جسر قنديل الحالي). في العام 1939م أشار الجيولوجي السيد كوبنز (R. E. Gubbins) إلى كون موقع سد في مدخل مضيق كلي بخمة كأنسب موقع من الناحية الجيولوجية،في العام 1941 قدم مهندس الري السيد ورد (I. L. Ward) تقريراً حول إنشاء سد بارتفاع (470) متراً فوق مستوى سطح البحر وخزن حوالي مليار وربع متر مكعب من المياه بينما في العام 1946 وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تم تشكيل وكالة من قبل المجلس الأعلى لدراسة مصادر المياه وتطويرها في العراق فبدأت بإجراء التحريات الجيولوجية والدراسة المكتبية بين العام 1946-1949 لغرض معرفة المزيد من المعلومات الفنية عن موقع سد بخمة والمنشآت الملحقة به وكانت الغاية الأساسية آنذاك السيطرة على مياه الزاب الأعلى وتخفيف وطأة الفيضانات التي كانت تهدد آنذاك العاصمة بغداد. وفي العام 1950 وبعد تشكيل مجلس الإعمار وبغية تطوير مصادر المياه في العراق أقر المجلس دراسة إمكانية إنشاء سد عال في مضيق بخمة لأغراض السيطرة على الفيضانات واستخدام السد كخزين استراتيجي لأعمال الري والزراعة في المناطق الواقعة أسفل السد والتي تعتبر أراضي زراعية خصبة. توقف العمل بعد حرب الخليج الثانية في أعمال تشيد السد ومنشأته بعد أن أنجز خوالي 32 % من أعمال الهندسة المدنية والجيولوجيا والجيوكتنيك، ولكن بعد العام 2003 بدأ التفكير ثانية بإنشاء هذا السد ولكن بمواصفات جديدة والأعمال جارية لتكملة هذا المشروع ولكن ليس على قدم وساق، وهناك دراسات لإنشاء سدود أخرى على مجرى نهر الزاب الكبير مثل سد مندواة الى الجنوب من سد بخمة وسد كلي رشافا الى الشمال من موقع سد بخمة ولكن تركيا منذ بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي ولحد الان بدأت بخطة تنموية واسعة وطويلة المدى والأمد هذه المرة عند منابع نهر الزاب الكبير وروافدها بالتخطيط والتصميم والتنفيذ للعديد من مشاريع السدود ومحطات توليد الطاقة الكرومائية والري وعلى نطاق واسع، وهناك أربعة سدود شيدت بالفعل، وخمسة من مشاريع توليد الطاقة الكهربائي وهناك الكثير في المخطط التركي وهي بحدود 15 مشروعا والتي عليه حاليا و تزمع العمل عليها في المستقبل أعالي منابع نهر الزاب الكبير وهذا يضع إقليم كوردستان والعراق في موقف أكثر عرضة للتتأثر بتقص حاد في المياه ودون أن تترك تركيا مجالا كبيرا للاستفادة من مشاركة العراق للنهر وضمان حقوقها المكتسبة من مياه هذا النهر. ووفقا لمصادر غير حكومية دولية فإن العراق الان في خضم أزمة مياه حادة وتعاني في الوقت نفسه من إنخفاض مضطرد في المياه العذبة من نهري دجلة والفرات إضافة الى تدهور نوعية المياه المتاحة في هذين النهرين. إن إتمام مشاريع المياه والسدود على مجرى نهر الزاب الكبير من قبل تركيا كما فعلت تركيا ولا تزال تفعل في تنفيذ مشاريعها العملاقة على مجرى نهري دجلة والفرات ضمن مشروع الكاب العملاق أخرها سدا إليسو والجزيرة اللذان لا يبعدان سوى 70 كليومترا و40 كليومترا من حدود إقليم كوردستان العراق مع تركيا عند نقطة الحدود في قضاء زاخو وهذا سيقلل من الوارد المائي لنهري دجلة - الفرات في العراق بشكل كبير وملحوظ وسيعرض خزان سد الموصل الى كارثة بيئية من خلال تدمير تنوعها الإحيائي. وفي الوقت نفسه ستكون نوعية رديئة من المياه كونها معادة من مشاريع البزل التركية مما يعكس سلبا على النظم الإيكولوجية في إقليم كوردستان و العراق. وهذا الوضع سيؤدي إلى أن يعتمد إقليم كوردستان والعراق أكثر فأكثر على الموارد المائية الزاب الكبير، وخاصة لزيادة التصريف المائي لنهر دجلة الذي يغذي نهر الفرات من خلال قناة ذراع الثرثار، للتغلب على نقص المياه في نهر الفرات بسبب السيطرة التركية والسورية على حوض الفرات بأكمله.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحورسم إستراتيجية وطنية للحفاظ على المياه كمورد إستراتيجي في
...
-
ما الفرق بين النفط الصخري والصخر النفطي والنفط التقليدي
-
هل المياه والنفط وجهان لعملة واحدة
-
النفط والمياه في ميزان إقتصاد إقليم كوردستان
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|