في انتظار بزوغ الشمس

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 08:21
المحور: الادب والفن
    

في انتظار بزوغ الشمس
انفذي أيتها الشمس
بين مسامات الغيوم
قلبي اجتاحته الكآبة والوجوم
في صباح دامس
نبتت فيه شتائل صبار وزقوم
انفذي أيتها الشمس
واقتحمي لجتي
وابتلعي السويداء وكوبا من الدموع
لعلي أجري في أنهارك
كقطرة نور
وأحوم كطائر فينيق
الذي يوقظ الموتى من مرتعهم
وينادي الربيع
الذي مات في سدنة الخريف
غطته الأوراق
وابتلعه الحفيف
أيا أيتها الشمس
فلتصرخي في وجه الجياع
الذين مزقهم الخريف
فابتلعوا بؤس المآل
وراحوا وقودا
تشتعل به النيران
في أرض دكت بالدماء
وغاصت بالفيضان
طفت مواكب الموت
يتقدمها عزرائيل
يطلق الرصاص
يحمل لحية شعثاء
تصرخ بالإكبار
بوجوه فقدت ذرة السلام
وأمسى الإنسان يساوي السراب
فتوقفت الشمس عن إرسال النور والضياء
وعمر الظلام
متفرسا كمقصلة، كحازوق
التعذيب والإذلال
في وطن الأعراب
الذي سدت أمامه جميع الأبواب
ها هو الإنسان يموت كحشرة في فيضان بالمغرب
ها هي موريتانيا تعتقل صحافيا وتمارس الإعدام
في شرق لبنان، داعش يطلق الرصاص
أين الإنسان ؟؟
أين النور والضياء ؟؟
أين العقل والإحساس ؟؟
أين الكرامة ؟؟
وأين القيمة والاعتبار ؟؟
يا إخوتي في الإنسانية
قفوا وقفة صمت وإجلال
ولنسأل أين الإنسان ؟؟
في وطن الأعراب
لا نريد فتوى، لا نريد تحكيما
لا نريد وصاية
لا نريد
لا نريد
نريد إنسانا يمشي في الشوارع
يكون عقله حكما ودستورا
معيارا ومقياسا
لا نريد قطيعا
متوحشا
يحاكم العقول الحرة
لأنها عبرت عن رأيها
فليسقط القطيع ويولد الإنسان
جريئا كجرأة سقراط
ثوريا كالمسيح ومحمد وبرونو وماركس وجون جاك
لا يتراجعون إلى الوراء
فلتمضي كلمة الثورة نفاثة كالسهام
لا تعبد الأوثان
ولا تتمسح بالأسماء
هؤلاء ثاروا
فلنثر نحن باسم التاريخ
وباسم الإنسان
باسم الوردة اليانعة التي
تنبت على شفا الحقول
فلنسقيها بالحب
ونرتع تحت الظلال
في يوم بزغت فيه الشمس
ولثمتني بالقبل
كأننا أحباء
ونحن أحباء في أرض
الحب والضياء
في أرض الإنسان
يوم يرشح على منصة
يتنفس خرير الربيع
وينادي الإنسان والحب
والسلام

عبد الله عنتار / الأحد 28 دجنبر 2014 / بنسليمان - المغرب

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات