أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - إزالة الفقر: السودان نموذجاً (8-8) الهيئة الوطنية لازالة الفقر















المزيد.....

إزالة الفقر: السودان نموذجاً (8-8) الهيئة الوطنية لازالة الفقر


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غير التدخلات الغير مباشرة عن طريق السلع العامة (الصحة، التعليم وفي السودان المياه)، نحن في حاجة إلى تدخلات عاجلة ومباشرة. عندما تعالج برامج الاحزاب، الكتاب والمنظمات المختلفة مسائل حل المشاكل الاقتصادية تتحدث عن برنامج اسعافية. لابد ان تضع كل البرامج الاسعافية البدء، كاولوية، ازالة الفقر، والتي تعمل فيها عدة جهات حكومية، تعاونية، خاصة وغير ربحية. الهيئة الوطنية لازالة الفقر هي البديل كهيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية وترصد لها 10% من الميزانية السنوية للدولة.

بعد أن تقوم الهيئة الوطنية لازالة الفقر باجراء دراسات الفقر والدراسات المحكمة للوصول لتحديد تعريف سوداني للفقر، سوف يقود ذلك لوضع الاستراتيجية السودانية لازالة الفقر (ربما سيكون مفيداً في هذه المرحلة زيارة قيادة الهيئة الى بلدان ذات تجارب ناجحة في هذا المجال)، ضمن الاطار العام للرؤية السودانية لإستعادة "الدولة السودانية المسئولة" مع تعديلات أساسية في ارتباطها بالعدالة الإجتماعية. يمكن تداول المسودة الاولية على نطاق وطني، ارسالها لبيوت خبرة عالمية، المنظمات الدولية والاعلام بكل انواعة. هذا النوع من الاستراتيجيات يحتاج لاصطفاف وطني جامع. بعد نقاش مجتمعي عام يطرح هذا في مؤتمر يضم كافة الاطراف بعد تحضير واسع ومنظم. سوف تتيح المعلومات التي جمعت وصنفت بامكانية وضع مؤشرات قابلة للقياس والمتابعة.

يمكن لأول مرة وبشكل جاد أن نشرك اصحاب المصلحة منذ البداية، وإذا بدأنا بأسلوب المجموعة الاسمية والتي يدلي فيها الفقراء بأرائهم حول الموضوع كله، وهو عمل شاق إذا تم على مستوى القطر ولكنه حيوي. عند بدء النقاش المجتمعي لابد من الوصول لاكبر مجموعات، لا تكفى شبكات التواصل الاجتماعي، ففقراء السودان لايصلون اليها، ولكن الطاقة الشبابية ومنظمات المجتمع المدني، الاحزاب وغيرها قادرة إذا اتفقنا على تصميم مرن، سهل وعملي لاخذ الاراء.

حتى هذه المرحلة ليس هناك مشكلة، فالسودانيون بارعون في هذا الجزء النظرى، تبدأ الكوارث عادة عند وضع الخطة التنفيذية. اذا كانت الهيئة تملك قاعدة بيانات حسب الدراسات الميدانية وغيرها، فمن الافضل الاهتداء بالتجربة الهندية في استمرار فرق العمل ومجموعات النقاش في التعرف على الآليات الملائمة لكل مجموعة متماثلة في ظروفها الدافعة للفقر.عند صياغة الخطط التنفيذية هناك إطار نظري يجب الاستعانة به. سوف تشكل الدراسة التحليلية للوضع الراهن، الأساس الموضوعي لوضع الخطة وتحديد المرجعيات الأساسية (baseline assessment) التي ننطلق منها.
قضايا حلول الفقر المساعدة

ازالة الفقر، غير توفير الصحة والتعليم، سوف تعتمد على إعادة السكان الفقراء إلى الانشطة الاقتصادية، واغلبه في قطاعي الزراعة والرعي، وسوف يعتمد هذا على اصلاحات واسعة تشمل دور الدولة واجملها في توفير مياه الشرب والرعى، مخازن العلف، المساعدة في إنشاء الصناعات الخفيفة والحرفية، دعم التعاونيات الانتاجية التسويقية بتسهيلات مصرفية وتخفيض أسعار الالات اللازمة لتطور الانتاج وتحسينه. إن الاتجاه العام لكافة الانشطة التي نريد بها إزالة الفقر، هو تحسين شروط عمل الفقراء، دعمهم بالتكنلوجيا الملائمة لرفع الانتاج، تحديثه وادخال الآلة والتخلص من الوسطاء والسماسرة عن طريق تدخل الدولة في التوزيع.

عالج د. محمد علي حبه في كتاب "اقتصاديات التجارة الولائية" قضايا العمليات الانتاجية التسويقية. هذه العمليات هي من اسباب انتشار الفقر، فجل المزارعين الصغار يعتمدون على التمويل من تجار منتشرين في القرى (نظام الشيل)، هؤلاء التجار والوسطاء هم من يحددون الاسعار (هناك تجارب السلع التي يتم تسعيرها بواسطة الحكومة مثل الصمغ العربي)، خاصة عند الحصاد وتوفر كميات من الغلة المعينة، ومطالبة التجار بمستحقاتهم وفي الاغلب عينياً. يتم تجميع المنتوج وترسل في اغلبها إلى اسواق العاصمة. ويكون الفرق بين سعر المنتج (المزارع) وسعر بيع امدرمان ما بين ضعف لضعفين

يطرح د. حبة في كتابه آليات واجراءات: أولاً: تطوير اسواق محلية في كل ولاية (القمح، البلح، الفول، الشمار وغيرها في الولاية الشمالية مثلاً)، والتي لايتم الاستفادة من عائدها داخل الولاية، ويتم تحديد اسعارها من العاصمة والتجار المحليين والوسطاء. إن انشاء هذه الاسواق سيسمح بالتقاء المنتج والمشتري والوصول لاسعار منصفة؛ ثانياً: تطوير اداء المصارف بالقدر الذي يخدم التجارة المحلية ولصالح كافة الاطراف في العملية التسويقية واخيراً تطوير اداء الوسطاء ليصبحوا وكلاء تجاريين داخل اوعية منضبطة. هذه العمليات تحتاج لدعم الدولة وتدخلها في بعض العمليات سواء بتوجيه البنوك لخدمة العملاء الصغار، دعم التعاونيات التسويقية، بناء مخازن تجميعية وتشجيع قيام صناعات صغيرة معتمدة على المنتجات المحلية وتشجيع الاستثمار فيها (د. محمد علي محمد بخيت:اقتصاديات التجارة الولائية، مقترح تطوير، دار عزة للنشر والتوزيع،الخرطوم، 2014.

مقتل كثير من الخطط التنفيذية انها لا تراعي منذ البداية وضع القيم الأساسية التي يجب أن تحكم الخطة. تتدرج هذه القيم من الشفافية والتي في جوهرها آليات تمنع الفساد، البرقراطية ومنع تضارب المصالح عبر صيغ قانونية محكمة والتزامات خطية مكتوبة، الاستقامة وتأتي من الاتساق في الإجراءات، الأساليب والتدابير، المبادئ، التوقعات والنتائج. المسائلة وهي ترتيبات لابد من بناءها كجزء من الخطة، تحديد آلياتها، من يقومون بها، السلطة المرجعية وكيفية التعامل مع المعطيات.

المقتل الثاني للخطط التنفيذية يتمثل في عدم إختيار مؤشرات ملائمة لاستعمالها في المتابعة، التقييم ودراسات تاثير الخطة على المدى المتوسط والبعيد. وهناك معايير اختيار المؤشرات أن تكون محددة، قابلة للقياس وللتحقق، ذات صلة ولها إطار زمني. إن اهمية اختيار المؤشرات تأتي من أنها الآلية التي تستطيع بها احداث التغييرات اللازمة في أي مرحلة عند الشعور بعدم الملائمة. لا نعتقد أننا سوف نعيد صنع العجلة، فلدينا من تجاربنا السابقة في التمويل الاصغر، الانشطة التعاونية، استعادة التكلفة وغيرها، ولدينا تجارب عالمية ضخمة وناجحة.

لا تدعي هذه المقالات أن هذا هو الطريق القاطع لإزالة الفقر، ربما هناك عدة طرق، سيناريوهات متنوعة وتجارب مختلفة من العديد من الدول، هذا احد الطرق أراها بسيطة، غير مكلفة ومباشرة. اهم الاسس التي نبني عليها المشاركة من ذوي المصلحة في التصميم، التنفيذ والمراقبة، واعتمادها على قيم تحكمها. مع هذا فأن قضية الفقر على المدى الطويل، مرتبطة بالانحيازات، الانتاج والتوزيع وهي القضايا التي لابد أن تعالجها رؤية بناء الوطن.



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (7-8) من أين نبدأ؟ بروفايل الفق ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (6-8) حلول الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (4-8) العدالة الإجتماعية
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (3-8) مدخل لسياسات ازالة الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (2-8) المشهد الإقتصادي – الإجتم ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (1-8) مداخل أولية
- الدولتيه: المصلحة الدائمة ام المباديء الدائمة
- اليمن: درب الآلام والاحلام
- الاصلاح الديني: تجارب دول الرؤية (4-4)
- الاصلاح الديني: الحركات الصوفية (3-4)
- الاصلاح الديني: تيارات الاصلاح (2-4)
- الاصلاح الديني: المصطلح والمفاهيم (1-4)
- الرؤية الاستراتيحية (7-7) أليات التوصل لرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (6-7) الكفاءات الأساسية
- الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر
- الرؤية الاستراتيحية (4-7) تجارب وضع الدستور
- الرؤية الاستراتيحية (3-7) تجارب عربية ودولية
- نداء تونس: ابدعي في التوافق
- الرؤية الاستراتيحية (2-7) ما قبل الرؤية


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - إزالة الفقر: السودان نموذجاً (8-8) الهيئة الوطنية لازالة الفقر