أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة















المزيد.....

تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تــفجــيــر التــاريخ.. وتـدمـيـر الـحضـارة
بعد أن دمرت داعش بمتحف مدينة الموصل العراقية, التماثيل والآثار الآشورية. توجهوا من جديد إلى مدينة نمرود Nemroud الآشورية التي تعود آثارها وحضارتها إلى 1300 سنة قبل المسيح, والواقعة على ثلاثين كيلومترا من مدينة الموصل التي تسيطر عليها داعش, ودمروا جميع آثارها بالحفارات الضخمة, بـالـكـامل. كارثة إنسانية, ضد الحضارة والتاريخ, حسب أكبر علماء الآثار العالميين, وحسب وزير السياحة والآثار العراقي...بالإضافة إلى وجود سيارات شاحنة ضخمة بالعشرات, كانت تنقل كل ما يمكن سبيه وسرقته وغزوه ونقله إلى أمكنة عبر الحدود التركية.. وبعدها إلى إسرائيل, بــحــرا, ومافيات الآثار في العالم...
بالطبع وردت الاستنكارات الشفهية الخطابية من جميع أنحاء العالم. ما عدا تركيا وإسرائيل... استنكارات فقط. بعد كل جريمة داعشية. استنكارات شفهية, وهمهمات خافتة, سرعان ما تضيع بالضباب والنسيان, وتحريك مواضيع عالمية أخرى تنسينا مــآســي الشرق الأوسط بكامله.. وما يحدث بالعراق وسوريا.
وبنفس الوقت تعلن الولايات المتحدة الأمريكية, أنها سوف تدرب وتمول وتحمي وجبات مؤلفة من 1500 مقاتل من المعارضة السورية, إثر 1500 مقاتل, على مدة سنوات غير محدودة, بإشراف كوماندوس أمريكي معتاد على حرب العصابات. لإرسالهم داخل الأراضي السورية... حتى يـطـمـئـنـونـا أن هذه الحرب سوف تدوم إلى أجل غير مسمى... وأن تقسيم البلد, وتثبيت داعش بالمنطقة, كبعبع متحرك, موجود, بــاق... إلى أجل مجهول. وأنهم معارضون لكل حـل سلمي, ما لم يصلوا إلى تدمير بلداننا وتاريخها, وتهجير شعوبها بالكامل...........
ما هي غاية داعش؟ ومن يربي ويدغدغ داعش, ومن يحمي ويمول داعش.. ومن يدعي أنه يحارب داعش.. وهو بعملياته يفتح الأبواب والنوافذ والخنادق والمزاريب لمرور داعش وفظائع داعش... وكل هذه الاستنكارات التنكية الكراكوزية من أوباما وهولاند وشركائهم بهذه المهزلة الإنسانية التي تدوم من سنوات على حساب أمواتنا وتفجير هذا المشرق الذي كان آخر جدار يحمل تاريخ الإنسانية, والذي تحول بجرائم هذه العصابات الإسلامية, إلى بــؤر من الإرهاب ومن الخراب المفتوح. لـم تعد فيه أيـة آثار من الحضارة ولا أي تاريخ حضاري. دمـار يتبعه دمار,, وخــراب يتبعه خراب وموت ونكبة إثر نكبة.. مدن كاملة ممحاة من التاريخ.. ومئات آلاف القتلى وملايين المهجرين... هذا ما خلقته وصنعته أمــريــكــا بهذه البلدان, وبسكاكين جزاريها الداعشيين القتلة وشريعتهم الإسلامية المحرفة حسب عقولهم المحرفة. آلاف المقاتلين جاءوا من كل البلاد, تدربوا على أيدي مخابراتها من عشرات السنين, وما زالوا حتى هذه الساعة... كما بقيت كل هذه الاستنكارات حبرا على ورق وهمهمات مخنوقة ليست لها أية نتيجة على أرض الخراب والدماء والواقع... كيف تريدونهم ــ وأكرر هذا الكلام ألف مرة ــ أن يــحــاربــوا داعش, وهم الذين خلقوا ونظموا وربوا ومولوا وسلحوا ودربوا داعش, وجعلوا منه بــعــبــعــا, بدءا من أفغانستان والعراق وليبيا واليمن.. واليوم في ســوريـا.. وتركوه سنينا يقتل وينهب ويغزو ويغتصب, مستجلبا مهابيل الجهاد, حتى من مدنهم الأمريكية والأوروبية وألأسترالية والكندية. وحين تلفظ كلمات " الجهاد " تأتي البركات من الأزهر والسعودية ومشايخ النفط والدولار... وتعاليم وموعظات وشرائع " انــصــر أخاك ظالما أو مظلوما "... ولهذا لا نسمع اليوم أصوات المظلومين, ولا يهتم بهم حكام الغرب. رغم سبيهم كل يوم بالمئات مع تفجير تراثهم وكنائسهم وغزوهم وتهجيرهم... ولا نسمع سوى الاستنكارات.. والصلوات.. والصلوات فقط من أجلهم... وهكذا تضيع الطاسة... مثلما ضــاعــت فلسطين وتشتت شعبها... هل تتذكرون 1948؟؟؟... واليوم نفس الأسلوب... نفس الاستراتيجيات الاستعمارية لتفكيك الشرق الأوسط بكامله... وليس تفكيك داعش يا بشر.. يا عــرب... يا جــهــلــة... وأنتم بين بعضكم البعض تتمزقون وتتقاتلون.. وتقتلون!!!... ولكن هل تبقى من يـفـهـم؟؟؟!!!...
***********
على الهامش :
ــ بمقابلة على تلفزيون RT روسيا اليوم, صرحت السيدة دانـا سليمان, ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR متحدثة عن اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان, عن انفجار إمكانيات مؤسسة الإغاثة هذه والتي لا تتجاوز اليوم أكثر من 49% من الحاجات الحقيقية لإغاثة اللاجئين السوريين هناك. من بينهم حوالي تسعون ألف طفل, بلا مدرسة. حيث أن عدد المدارس الخاصة والحكومية قد استنفذت وتجاوزت كل طاقات إمكاناتها. وأن العديد منهم لا يتمكن من الوصول إلى أبسط الحاجات الغذائية والمعيشية البسيطة اليومية. وأن هذا التقرير سوف يتأزم ويتأزم أكثر وأكثر بالأيام القادمة, إن استمرت الحرب على الأرض السورية بأشكالها وفظائعها الحالية. وأن الوضع المعيشي السوري, كأنما عاصفة سورية قد ضربت وأصابت ســوريـا وشعبها.
بالطبع أحزنني هذا التصريح وهزني وأقلقني.. ككل الأخبار التي أتابعها من سوريا وعن سوريا. لأنها البلد الذي ولدت فيه, والذي مضيت فيه ذكريات طفولتي وفتوتي وأولى أيام شبابي الحلوة والــمــرة... وخاصة غالبها الــمــر.. والمر جدا. ولكنني لهذا السبب, ولأنني أحملها بقلب عـزتـي وكرامتي.. ولأنني تربيت وتثقفت هناك وهنا, وتعودت ألا أصمت عن ظلم.. لهذا السبب ما زلت أهتم وأقلق وأحزن بكل ما يجري على أرضها... منذ غادرتها من سنين بعيدة طويلة... وأتابع أخبار مهجريها في لبنان وفي فرنسا, وفي جميع أصقاع العالم.. وخاصة من يموتون في البحر الذين تتاجر بهم كالغنم عصابات تركية وليبية وألبانية وغيرها.. حالمين بالوصول إلى أوروبا, عبر مـرفـأ مدينة Lampedusa الإيطالية. هؤلاء هم الجزء الأهم الذي يبكى عليه, وليس التماسيح المعروفين الذين يصلون بفيزات مضمونة شرعية ويشترون القصور والشركات والسيارات في لبنان ومصر وتركيا.. وحتى هنا في العديد من البلدان الأوروبية, حيث يملكون قصورا وأموالا, من قبل الأحداث وبعد الأحداث.. وقبل النكبات.. ولم يتغير أي شــيء من رفاه حياتهم الأكثر من بورجوازية... والعاصمة بـاريس, كما المدن السياحية البحرية تحتوي على العديد منهم الذين (عادوا) إلى بيوتهم المفروشة الفخمة, حتى مع خدمهم الحبشيين والصوماليين والأندونيسيين والفيلببيين... صحيح أنهم قلة نادرة.. ولكنهم تماسيح نـادرة منتفخة.. كبقية أنواع التماسيح النادرة.. ولو أنهم آتــون من البلد الذي ولدت فيه... وترعرعت بــه خلال الخمسين سنة الأخيرة طبقة من التماسيح والمنتفعين واللصوص والفاسدين والمفسدين.. وخاصة بهذه السنين الأربعة الأخيرة... وما من أحـد يجهـل أن لكل حـرب تـمـاسـيـحـهـا!!!..........
ــ أليس من واجبنا التشكك بنوايا الغرب الذي يراقب دبورا إن تحرك من وكر إلى آخر... كيف يتغاضى عن جرائم عصابات داعش... لأنهم عصابات وليسوا دولة, ولا يملكون قواعد دولة... كما يتعامى ويتغاضى عن عمليات تهريب اللاجئين, انطلاقا من مرافئ تركية أو ليبية وغيرها... تاركة وراءها آلاف الضحايا يغرقون قبل الوصول إلى مرافئ اللجوء المنشودة... بشر يهربون من مناطق حرب, أو طلبا للأمان من إرهاب داعش... أو كما يقول بعض المراقبين, تحريض هجرات جماعية لأسباب واستراتيجيات لتهجير إثنيات معينة, لتخطيطات معينة.. بواسطة عصابات ومافيات منظمة معروفة, تحصل من عمليات التهريب البشرية هذه, عشرات المرات أكثر من عمليات تهريب المخدرات أو الأسلحة, أو تجارة النفايات التي ترمى بالبحر... عمليات تسجلها الأقمار الصناعية وبواخر المراقبة الأوروبية... ولماذا لا تعطي السفارات الأوروبية الفيزات الضرورية لهؤلاء البشر.. السوريون منهم أو غيرهم, بعد التحقيقات الضرورية, للهاربين الحقيقيين من الموت, بدلا من تركهم لمصيرهم بأيدي المافيات والعصابات التركية والألبانية والليبية, والعديدة الأخرى التي تتاجر بالبشر... التزاما بالحد الأدنى من مبادئها الأوروبية الإنسانية.. دون النسيان أن البلاد الاسكندنافية, رغم ضيق مساحاتها الجغرافية وإمكاناتها البشرية, هي التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين, أكثر من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا واسبانيا والمانيا... رغم أن هذه الدول الاسكندنافية, تحظى على القسم الأقل من مساعدات الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين... بينما انكلترا وفرنسا تركز مساعداتها على المعارضات السورية (الخارجية) المختلفة, ودعمها إعلاميا واستراتيجيا وفي المجالس الأممية.. مع تبعية تامة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية بهذا المجال... كما أن العديد من الأسلحة التي خصصتها الدول الناتوية لأنصارها من المعارضات (المعتدلة) بالداخل, قد وصلت إلى داعش وجبهة النصرة وحلفائهما وأنصارهما المختلفين... يعني أن السياسة الفرنسية الضبابية التي تسير بلا بوصلة واضحة بهذا المجال من الاختلاطات المشرقية المبهمة (المكركبة).. ما زالت سارية المفعول, من وراثة ساركوزي.. حتى متابعتها من الرئيس هولاند وحكوماته... والضباب يتراكم..........
ــ كلمة إضافية
غدا عيد المرأة ونضالها بالعالم
بهذه المناسبة, وبكل مناسبة, ودون أية مناسبة, يتوجه فكري إلى النساء في المناطق التي تسيطر عليها داعش بكل من سوريا والعراق, أو بأي مكان تسيطر عليها منظمات قاعدية إسلامية,أو تفرعاتها بأي مكان في العالم.. مطبقة شرائعها... نحوهن يجب أن تتوجه المنظمات الإنسانية, قبل أي مكان آخر... وأن يفكر الإسلام بكل مكان, بمصير تلك النساء. وأن الإنسانية لا تقبل أية شريعة لا تساوي المرأة بالرجل. وأن حرية الإنسان أقدس المقدسات اليوم. إن كان امرأة أو رجلا.
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هناك وهنا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب وأصدق تحية عاطرة مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غضب حقيقي... وتساؤلات مشروعة...
- تابع خربشات...
- خربشات سورية فرنسية...
- داعش.. وبعض من خفاياها... وغدر أبناء عمومنا العربان...
- القناص الأمريكي Américan Sniper
- مسلسل هوليودي... بايخ...
- لمتى تستمر الجريمة؟... والعالم صامت؟؟؟...
- ما زلنا نصدق حكاياها... أمريكا...
- خلاف بين أمي وعشيقتي...
- وعن الإعلام الغربي.. وسياسات الكذب...
- فيسبوكيات.. وتوضيح.
- تابعوا الإرهاب والقتلة...
- رد على مقال السيد صلاح بدر الدين
- ومن البحث عن السلام... والحريات للبشر...
- تساؤل عن حرية التعبير.. واختلاف الموازين.
- عن هنا... ومن هناك...عن فرنسا... ومن سوريا...
- رسالة مفتوحة لوزير الثقافة السوري
- حذرا يا بشر... صرخة إضافية بوادي الطرشان
- رسالة لأصدقائي الفرنسيين... وغيرهم.
- ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة