|
سم الإخوان من الطبقة الدنيا لإنهيار المجتمع
داليا عبد الحميد أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 09:57
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف إنتقل سم الإخوان من الطبقة الدنيا لإنهيار المجتمع؟ -تشباه نشأة التطرف الديني. -بداية الإخوان طبقة العمال والفقراء. -زحف علي الطبقة المتوسطة. -نشر الافكار وسط طبقة الأغنياء. -ترك المجتمع لهم وحجب السلطة العليا عنهم. -إنهيار السلطة لتسقط في يد الإخوان.
بدأ حسن البنا في تأسيس جماعته الإرهابية في مصر عقب سقوط دولة الخلافة علي يد أتاتورك. نشر أفكاره في ظروف خاصة، كمثل طريقة نشأة الأفكار المتطرفة علي طول تاريخ البشرية، من إحتلال وحروب وظلم وقسوة العيش لصراعات تغيير خريطة العالم. فدائما يظهر التطرف الديني وينتشر لغرض وهدف أكبر منه، مستغلا الضعف والأزمة وعدم الإعتراف بالواقع، ليتلقفه حاكم أو مستعمر، وأمثلة التاريخ حافلة: كالثورة الإيرانية وتحولها للإسلامية علي يد ايه الله الخميني، ومحمد عبد الوهاب و إقامة الدولة السعودية الأولي، وابن تيمية وحروب المغول، وأبو الأعلي مودودي وتحرر الهند وإنفصال باكستان. وبالرجوع لبداية حسن البنا، إختار العمال والحرفيين والفقراء في القري. يداعب أحلامهم بوهم وخرافات وقصاصات من كتب التاريخ الرثة، وإجحاف وإنحراف بالتاريخ بإنتقائية وتضخيم وإلغاء للعقل. هؤلاء وجد بينهم نصير ومؤيد ومبايع. تحكم فيهم مستغلا جهلهم وقلة حيلتهم، متكئا علي ظروفهم المعيشية، متسلقا الأحداث السياسية المحلية والعالمية. وظلت الجماعة الارهابية بين طبقة الفقراء والمهمشين، أقصي أمانيها لو إستمالت طالبا فاقد للانتماء والهوية، سقط من حسابات الجميع، ليفرغ عقله من أي منطق وأي إدراك. ويقوم بإغتيال النقراشي باشا رئيس الوزراء طالب طب بيطري، وبإغتيال القاضي الخازندار طالب مدرسة الصنايع. وجاء التحول الجوهري للإخوان بالسماح بنشر أفكارهم في السبعينات، وترك إنتخابات الطبقة المتوسطة لهم في النقابات والجامعات، وبحماية ومساعدة الدولة لهم. فإنتشرت أفكار الإخوان تسللا بشكل أرحب وأقوي، وحتي من وقف ضدهم فكريا ترك وحده يلقي مصيره. وأعقب ذلك فترات أحداث إرهابية من وقت لأخر، وكانت مواجهة الدولة أمنية فقط طيلة 30عاما، وكان واضحا أنها أبقت علي ترك المجتمع للإخوان، ومنعت منعا باتا وصولهم للمناصب القيادية والعليا، أوالتحكم في البورصة، والبعد عن الموازنة العامة للدولة في مجلس الشعب، وتولي الوزارات السيادية والأمنية، والحرمان من كل الوظائف القريبة من صنع القرار والقصر الجمهوري. وكان ذلك بداية الخطر المغلف بالأمان الظاهر لحماية الدولة والحكم، فلا يوجد مؤسسة أو جهة تقف ضد انتشار سم الإخوان فكريا ملصقات في كل مكان حكومي ومرافق عامة، وبديل عن دور الدولة الغائب في الخدمات، وفي وجود حائط بينها وبين تولي السلطة، فالمجتمع ينهار ويسقط في أيديهم، والمجهود الفردي لكاتب مثل نجيب محفوظ ومفكر مثل نصر حامد ابو زيد وصحفي مثل فرج فودة وغيرهم من وقت لآخر لن يصل لشئ بلا جماهيرية واعية ودولة جادة في محاربة جذور الإرهاب، فقتل من قتل أوعاش منبوذا أو في غربة بقضايا حسبة وتشوية وتهديد بالقتل، كل من أراد التعريف بسمومهم وخرافاتهم المنسوبة للدين وللقداسة، وكان ذلك هو الإنهيار الحقيقي للطبقة المتوسطة بمحاربة الأفكار التنويرية. وإستمرت الجماعة الإرهابية بالتقية تُسقط في التعليم، وما بقي من عقل، وتُمرض المجتمع سنة بعد سنة، حتي تمكنت الجماعة من المجتمع، كما تمكن الفقر والجهل والمرض، وسحقت الطبقة المتوسطة فلم تعد موجودة بشكلها المتعارف عليه، فلم تعد تحمل أي منظور قيمي واخلاقي لمهنة، ولا وعي ثقافي، فتجد طبيب إرهابي، ومهندس قيادي إخواني، ومدرس وأكاديمي يهدم التعليم ويكرس للجهل، ومحامي يدافع عن قضايا الإرهابي والجاسوس. وبتنامي طبقة المال اليسير بلا قدر معرفي يحميها من الخواء، إنتشر الدعاة الجدد من الإخوان في الأندية الإجتماعية وفي مجالس الأغنياء، وعزف الجميع سيمفونية واحدة برمز ديني إنتشر كالنار في الهشيم، وهو خرافة الحجاب فريضة، لتعبير عن مدي إنتشار فكر الإخوان بين كل طبقات المجتمع برصد دولي يصف قوة تأثير هذا التنظيم وضعف مواجهته. الإخوان أصحاب المال الوفير، والوجوه المتعددة، والأدوار المنتشرة في كل مكان، والتنظيم الإجرامي الذي يتعامل مع أكبر شركات التسويق والدعاية الإعلامية والعلاقات العامة الدولية. وبمجرد وصول الأخوان في الحكم إنقلبت وجوه التقية لتظهر وجوه القتلة والإرهاب والجاسوسية، فأيقظوا المجتمع من غفلته ليلفظ إرهابهم، ولكن مازال الفكر في مراحل ما قبل الإرهاب يعيش وباقي في كل مكان. وحتي يتحرر المجتمع وطبقاته من يد الإخوان لا يكفي الحل الأمني، فسم الإخوان بمراحله العديدة يحتاج لسحقه كاملا بقوة التنمية في التعليم والفنون والنظم الحديثة لإدارة الموارد بشرية ومادية ومالية.
#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المربع صفر(2) إصرار
-
في مواجهة مرضي العنف
-
المربع صفر إختيار!
-
الخيال ليس وهما .. والوهم ليس خيالا !
-
الفاشلون وقود الحرب النفسية
-
لماذا أتكلم!؟
-
الماضي لن يعود والتاريخ لا يعيد نفسه
-
مكاسب عشوائية الإعلام خسائر!
-
البحث العلمي يستطيع أن يضع التراث في مكانته
-
حادث البحر ثانية!
-
تطور ثقافة العمل عبر المسيرة الانسانية
-
اسلحة تخلف الخطاب الديني و غلق باب الاجتهاد وتقديم النقل علي
...
-
في معضلة تخلف الخطاب الديني و غلق باب الاجتهاد وتقديم النقل
...
المزيد.....
-
حزب الله يحدد 23 فبراير موعدا لتشييع نصرالله وصفي الدين معا
...
-
رئيس كولومبيا: سياسات ترامب فاشية
-
خبير عسكري يكشف سر زيارة زيارة نتنياهو لواشنطن
-
ترامب: لدينا مناقشات مخطط لها مع أوكرانيا وروسيا
-
المهاجم الدولي الجزائري أمين غويري يدعم هجوم مرسيليا
-
المكسيك ترفض البيان الأميركي وترامب يقر بتداعيات الرسوم الجم
...
-
تدشين معبد هندوسي ضخم في جنوب أفريقيا
-
سياسي بريطاني سابق يعلن انضمامه إلى المرتزقة الأجانب في أوكر
...
-
تبون: الجزائر تحافظ على توازن علاقاتها مع روسيا وأمريكا
-
رئيس كوبا: الضغط الأمريكي على المكسيك يهدد استقرار أمريكا ال
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|