ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 00:07
المحور:
الادب والفن
من «عصفورة حريتي» - الله المنساب في ثنايا وجودي
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
أربيل 19/12/2011 (فلسفيا: عقيدة التنزيه | سياسيا: العلمانية الديمقراطية)
انساب الله في ثناياي
تغلغل في ذرات وجودي
انساب وتغلغل
في ثنايا وذرات ذلك الأنا اللامادّي
من كؤوني
حتى ملأني
وأحاط بي
غمرني
غلفني
بغشاءه اللامحسوس
ذلك الغشاء الرقيق البلوري
وكأني بي كُنتُه
وكأني به كانَني
لكن من غير أن أكونَه
أو يكونَني
لأنه هو هو ويبقى هو
لكنه هو الأَنَوي
ولأنني أنا أنا
ولا أملك أن أكون إلا أنا
لكني أنا الهُوَوي
وبعدما استحكم انسيابُه فيَّ كُلّي
وغلّفني كُلّي
وغمرني كُلّي
أوحى إليّ
إني أنا الله الذي فيك
والذي يلفُّك ويغلّفُك ويغمُرُك
إني أنا الله خالقُك .. إلهُك
ربُّك .. مالكُك
إني أنا الله أُمُّك .. أبوك
حبيبتُك .. حبيبُك
فهل أقرَرت؟
قلتُ: أقرَرت
فإني أنا ذلك الإنسان
إني أنا الإنسانُ مخلوقُك .. والِهُك
عبدُك .. مملوكك
إني أنا الإنسانُ ابنُك حبيبُك
قال: فطالما أقررتَ فإني آمرُك
قلتُ كُلّي مُؤتمِر بأمرِك
وكيف لا أأتمرُ بأمرِك وأنت فيَّ كُلّي
ومُغلِّفي كُلّي
وغامِري كُلّي
يا أمي وأبي وربي وحبيبي
قال: إذنِ اكفُر
وَاستَقِم إِلَيّ
قلتُ: كافِرٌ أنا إلا بِك
قال: ما آمنتَ بي حقَّ الإيمان
حتى كفرتَ حقَّ الكفر
قلتُ: أشهدُ أبتِ وربِّ أني بك آمنت
وبالآلهة سواك كفرت
فأوزعني شكرَك
إذ هديتَني إلى الكفر
ذروةِ الإيمانِ بك
وخُذ بيدي مستقيما إليك
وقوِّمني كلما انتابَ استقامتي اعوجاج
وتحنَّن أمّاهُ أَبتاهُ ربّاهُ علَيّ
وتحنن على كل من يتطلع إلى لمسة حنان
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟