حسين الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عوق في العقول السياسية
بقلم: حسين الركابي
يبدو إن طموح الإنسان لا يقف عند حدود، طالما إن هناك إرادة قوية، وصادقة يحملونها هؤلاء ذوي الإحتياجات الخاصة( المعاقين) هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع العراقي؛ التي غفل عنها أصحاب القرار، والتي أعلن عنها وزير حقوق الإنسان أثناء المؤتمر الوطني الثالث، الذي أنعقد في مكتب الحكيم السنة الثالثة على التوالي..
هذه الشريحة في المجتمع العراقي، قد رسمت أروع صور الإبداع، ورسموا صورة تكاملية؛ تدل على وعيهم الإنساني، والأخلاقي، والوطني، من خلال ما خطته أناملهم التي ترجمت إرادتهم، وعزيمتهم على مواصلة الحياة؛ التي أراد أن يوقفها الظلاميون، والإرهابيون، وساسة اليانصيب، الذي قادوا البلاد بالقرارات الإنفعالية، التي أضافت أفواج إلى هذه الشريحة..
بلا شك إن هذا المؤتمر قد وضع أصحاب القرار امام مسؤولية كبيرة، ولا يمكن تجاهلها، أو التغافل عنها، كون هذه الشريحة تزداد يوماً بعد أخر، بسبب المعارك الدائرة في العراق؛ لطرد المجموعات الإرهابية" داعش"، ولأبد من سن قانون يكفل حقوق هؤلاء، الذين فقدوا أجزاء من أجسادهم في الحروب..
وقد وجدوا لهم مساحة كبيرة للتعبير عن إبداعهم، وطموحهم، من خلال اللوحات التي خطوها، حيث وضح إبداعهم وما يطمحون اليه، ورسموا صورة في أذهان الأخرين؛ إن فقدان جزء من الجسد لا يعني موته في الحياة، والمعاق ليس من فقد أحد أطرافه، وإنما المعاق الذي يفجر الأطفال، والنساء، ويجعلها أشلاء متناثرة..
كم رئينا من الذين يتمتعون بنعمت البصر، والسمع، وصحة البدن، وهيبة المنظر؛ ولكن لا يحمل ذرة من الإنسانية، ويبدو إن عوق الضمير، وموت الشعور بالأخرين، والتعامل بروح العدائية، والتشفي بالقتل، وإستباحة الدماء، والأعراض؛ هو هذا العوق الحقيقي، الذي يصاب به الإنسان، ولا يمكن أن نقول من فقد أحد أطرافه معاق..
ولا شك إن اليوم كثير من اولئك الذين يحملون عوق نفسي، وأخلاقي، ولا سيما وأن الساحة السياسية العراقية مليئة بمثل هكذا معاقين، يحملون الأحقاد، ويتشفون بمنظر الدم، وتناثر الأشلاء، وقادوا الشعب العراقي إلى الهاوية؛ نتيجة الأطماع الحزبية، والمكاسب الشخصية، وحب الذات، وغرور السلطة، والمراهقة بالقرارات؛ كل هذا افرزتها العقول المعاقة...
#حسين_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟