أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ماجد ع محمد - اسطورة كردية















المزيد.....

اسطورة كردية


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 01:26
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


كما لكل أمة رموزها التي تضيف الى الانتماء معنىً يزيد من ثقة الفرد المنتمي لتلك الأمة بنفسه وبثقافته وملته، وكما لكل منطقة جغرافيا أوابدها ففي كردستان أيضاً ثمة ما يعزز شعور الانتماء سواءً من خلال الأماكن، أو من خلال الأشخاص الذين انبعثوا من ثنايا تلك الجبال ليكونوا محط افتخارٍ ومشاعل نورٍ تضيء ليالي اللاحقين.
وباعتبار أن جولتنا ستكون محصورة في حقل النضال التحرري لبعض قادة الشعوب، لذا فلن نأتي على ذكر أسماء الأدباء والفلاسفة والمفكرين الذين أناروا من كل بدٍ سماء الأمم بنتاجاتهم القيمة في كل أصقاع العالم، إنما ستكون رحلتنا مقتصرة على المجال السياسي والتحرري، وبالأخص القادة الذين كان لهم التأثير الملفت والدور المفصلي في حياة بعض الشعوب، وفي هذا الصدد فكما يطيب للقومي العربي الشعور بالامتنان حينما يُقلب صفحات التاريخ السياسي لبلاده، فيرى بين طياتها من كان المثال في أن يكون ضمير الأمة وزعيماً قومياً في مرحلةٍ تاريخية مهمة من التاريخ العربي الحديث، ألا وهو الزعيم المصري جمال عبدالناصر، كقنديلٍ مشعٍ في زاوية ما من زوايا التاريخ السياسي الحديث لمنطقته، وذلك كلما أطبقت على المواطن الغلبان مشاعر التقهقر والهزيمة التي ما انفك ينعتق من مفرقٍ قاسٍ منها حتى فاجأته الأيام بمنحدرٌ لا يقل سوءاً عن سابقه، وكما يتمنى الكثير من مواطني العالم بأن يكون غاندي خاصية عالمية وليس فقط احتكارٌ هندي، باعتبار أن النبراس العالمي كان قد تجاوز بارثه الحدود والجغرافيا، وذلك لعلهُ يسترشد بتعاليمه مستمداً الفلسفة اللاعنفية من هذا الفقير الهندوسي الذي صار بحق منارة الهند وأبو الأمة جمعاء، الذي سمي بصاحب الروح العظيمة أو المهاتما وفق معناه في اللغة السنسكريتية، وكما لأفريقيا كلها الحق بأن تفتخر بابنها البار نيلسون مانديلا الذي غَّير وجه القارة السوداء من خلال نقاء نضاله المشرِّف من أجل قضيته العادلة، واستمراره رغم الصعاب التي اعترضته في المداومة على الكفاح خارج السجن وداخله، والذي بفضل كفاحه الدؤوب أنهى عصر العنصرية في جنوب أفريقيا بفكره قبل لجوئه الى أية أداة أخرى من أدوات التغيير في الذهنية المسبقة للمستبدين وعقلية البيضِ من عامة الناس وحكام البلاد هناك بوجهٍ خاص، ليفتح بذلك باباً جديداً أمام عموم أبناء تلك القارة، ليتم بفضله وفضل أنصار حزبه ردم كهف العنصرية الى الأبد، وإذا كان غيفارا قد غدا نجماً ثورياً في سماء المعمورة وأيقونة عالمية بفضل مقارعته مع بعض أنصاره لأنظمة العسف في دول أمريكا اللاتينية، ليس من خلال دفع الناس الى الأمام ليكونوا قرابين غاياته السياسية كما هي حال الكثير من الثوار في الشرق الأوسط، إنما بتقدمه هو ورفاقه الى الجبهات الحارة حتى يُخففوا من محنة وآلام من سيسيرون على الدرب من بعدهم، والذي كان صاحب حكمة ثورية جديرة بالاقتداء باعتبارها أشمل ترنيمة ثورية لازمت الثوار في المعمورة، إذ لو استرشد بفحواها ثوار بلادنا لما تشوهت معاني الثورة وانحرفت عن مسارها، والذي كان دائما ما يرتل على أسماع رفاقه جملته المفضلة: "الثائر آخر من يأكل، وآخر من ينام، وأول من يمت"، أي أن يكون مستعداً للتضحية بنفسه كرمى سعادة الناس، وليس بدفع الأبرياء صوب مذبح الحرية ليكونوا قرابين غاياته السلطوية اللاحقة، والذي نشاهد نماذجها بقوة في كلٍ من ليبيا وسوريا والعراق، وإذا كان الشعب الأمريكي يحق له الافتخار برؤساء من الرعيل التنويري قبل أن يرتقوا سدة الحكم في البلاد، كبنجامين فرانكلين الذي كان عالماً ومخترعاً وصاحب التجارب العلمية والاكتشافات المتعلقة بالفيزياء وذلك قبل أن يكون رجل دولة ويتبوأ المقامات الدبلوماسية الرفيعة فيها، أو يشيد الأمريكي بأحد أهم الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الامريكية، ألا وهو جورج واشنطن الذي قاد تمرداً انتهى بإعلان انفصال أمريكا عن بريطانيا التي لم تكن لتغيب عنها الشمس عام 1776 م وكذلك التذكير مراراً بأن أول من طالب بإنهاء مرحلة التمييز بين الناس بسبب اللون كان من بلادهم وهو مارتن لوثر كينغ الزعيم الأمريكي الأسود الذي صار من أهم الشخصيات التي ناضلت من أجل الحرية وحقوق الانسان عام 1964 م، وبعد هذه الجولة السريعة على رموز بعض الامم، أليس حري بالكردي أيضاً اسوةً بغيره الاعتزاز بانتمائه، طالما استطاعت أمته إنجاب رمزٍ قومي لا يزال يشغل دور المحرض على الامتنان رغم سوداوية الواقع السياسي على طول البلاد وعرضها، ألا وهو الملا مصطفى البارزاني الذي خاض نضالاً يكاد يقترب من عوالم الأسطرة، وبالأخص رحلته الطويلة مع 500 شخصٍ من خيرة مقاتليه من البيشمركة وعبورهم لنهر آراس حتى الوصول الى روسيا بعد الاشتباك مع جيوش أكثر من دولة في طريقه، بل وقد يبقى المنصف المتابع لمسيرته مندهشاً كلما تم ذكر رحلة البارزاني، وكفرد معني بإعادة قراءة تاريخه كل فترة، وبعيداً عن المبالغة فساعة استحضاره أحسب نفسي متصوراً أوديسيوس وهو يتجاوز عوائق المحيطات ومخاطر البحار في صراعه مع الظروف الطبيعية والبشرية سنوات طويلة مع غضب الآلهة الى أوان وصوله الى مسقط حبه، فالبارزاني أيضاً خاض نضالاً شاقاً ومريراً فترة زمنية لا يستهان بها، خاصةً بعد أن نفد الأصدقاء في العالم من حوله ولم يبقى لديه غير الارادة والبندقية وجباله الشماء، وأحسب أن قلة قليلة من الزعماء من قاربوا تجربته النضالية في العالم، حيث عاش ظروفاً عصيبة لم يكن ليتحملها أي قائد ثوري في منطقة الشرق الأوسط، ولو لم يكن البارزاني مجبولاً من طينة الصدق والعزيمة والايمان، لما ارتقى الى سماء الكرد، بل وتكاد سيرته الشخصية والعملية في ساحات الوغى توحي بأنه كان أقرب الى اسطورة كردية من الحقيقة، هذا إذا ما وُضعت تجربته الكفاحية على محك التشريح الميثيولوجي، لذا فكم يُضيق ذرعاً من يُدرك كُنه نفائس المعادن يوم يرى الداعين الى الامتثال لسيرته، وهم يُفرطون في الترويج لقامةٍ هي أصلاً عبارة عن اكسيرٍ قومي هو بغنى عن كل أشكال البروبوغندا العشائرية أو الحزبية أو السياسية، باعتباره أهم من أن يُروج لهُ أو توزع صوره في الشوارع هنا وهناك، فالبارزاني من المفروض أن يُعامل معاملة قديسٍ قومي وليس كزعيمٍ سياسي، وبناءً على ما ذكر فيفضل عدم نشر صوره في الأماكن العامة، إنما توضع تماثيله فقط في زوايا الفقه القومي، وتكايا القرار السياسي، ومنازل من يحاول الارتقاء بسلوكه الى منزلته، وختاماً نعيد مجدداً ونختزل مُجمل ما قلناهُ في سياق المقالة، بأنه إذا كان للقوميين العرب أن يحمدوا الله ويفتخروا بتاريخ زعيمٍ نظيف اليد والسيرة من مقام جمال عبدالناصر، والهند بمجملها تتباهى بمنارتها وصاحب الروح العظيمة المهاتما غاندي، وأمريكا بجورج واشنطن ومارتن لوثر كينغ، والقارة الأفريقية بدرتها السوداء نيلسون مانديلا، ويساريي العالم أجمع بتشي غيفارا الذي لم تنتهي حدود أحلامه حتى بعد وفاته، فعلى الكرد أيضاً أن يشكروا الرب على إغداقه عليهم وتكريمهم باسطورةٍ بشرية اسمها مصطفى البارزاني.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبعوث السخائم
- اليوم معكم وغداً عليكم
- كوباني غراد
- المقدام
- استراتيجية الحقد والتسامح
- سرطان التطرف في سوريا وعقدة كوباني
- كوباني تغيِّر المعادلات
- ما قدسية ضريح سليمان شاه بالنسبة لتنظيم داعش؟
- السوريون بين خطابات الساسة وتصرفات الشارع التركي
- هي شنكال
- لو كنتُ يزيدياً
- عبدو خليل: يُحشر السُرَ مع التساؤلات في قبوِ بارون
- هل يُعيد حزب الاتحاد الديمقراطي تجربة حلب في كوباني؟
- وزير شؤون الجنس والأدب
- أفي القضايا الكبرى نكايات؟
- الفحيح النخبوي
- الثورة والتغيير من قلب أوروبا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - ماجد ع محمد - اسطورة كردية