مدينتي الغالية ..بنغازي .. تتألم

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مدينتي الغالية ..بنغازي .. تتألم

عبد السلام الزغيبي

كل من عاش في بنغازي يشعر بالألم ، عندما يتجول في شوارع المدينة هذه الايام،أو يراها من خلال الصور،يشاهد كيف تاثرت من الحرب الدائرة فيها، يشاهد التدمير والخراب، الذي طال كل الشوارع والميادين والمعالم،وما تسبب فيه من أنتشار الاوساخ والقاذورات، وطفح المجاري في الشوارع، وهي المدينة التي كانت واحدة من أهم المدن الليبية وأجملها. فقد حملت بنغازي تراكم العهود القرامنلي والتركي والايطالي، وعهد الاستقلال.

والكارثة تبدو الان واضحة، فقد تاثرت معالم مدينتي بنغازي الشهيرة، مثل منارة بنغازي ومنطقة سي خريبيش ، ومدرستى في المرحلة الاعدادية ( امحمد المقريف)،وميدان سوق الحوت وهو اشهر ميادين وسط المدينة والذي طالما تجولت فيه في كل شهر رمضان، عندما يتحول الى سوق شعبي.. نابض بالحياة، وطال الدمار كذلك منطقة سوق الحشيش، وسوق الجريد ، ومنطقة الفندق ومستشفى الجمهورية، والحديقة العامة وسينما برنيتشي،ومبنى الجوازات وكذلك منطقة الشابي وجامع بن كاطو، واصابت قذيفة قصر المنار الذي شهد اعلان استقلال ليبيا، واصاب الخراب ميدان الشجرة والمنطقة المحيطة به..وما اصاب شارعنا العقيب والشوارع القريبة منه( محمد موسى والبزار وقصر حمد والرعيض، وغيرها من الميادين والشوارع الذي طالما تجولنا فيها..

هذه الاماكن والمعالم الشهيرة في المدينة التي تحمل لنا ذكـريـات قـديمـة، وتعبر لنا عن روح المكـان والـزمـان ، وعبـق الأزقـة والشـوارع المنسيـة ، ومـلامـح وجـوه العـابريـن فـي حيـاتنـا..اصابها من اصاب الانسان من تشويه وتخريب في شخصيته، وهي تشكو اليوم حالها..

كل من عاش في هذه المدينة وأحبها، يطالب اليوم بالعمل جديا لاعادة اعمارها بتخصيص ميزانية خاصة بها، بعد وضع دراسات جدية شاملة، مع إيجاد آليات فاعلة للتنفيذ الصحيح يهدف الى إعادة المدينة إلى ألقها ومكانتها الرفيعة، لتستعيد الأذهان الصورة المتخيلة التي يعرفها العالم عنها، مدينة الجمال والثقافة والعراقة الممتدة في عمق التاريخ الحضاري والإنساني، الى مكان يليق بحياة البشر.

انها مدينتي التي لا انساها ، أذكرها طيلة الوقت، تركت جزءا هاما من حياتي فيها. في ازقتها وشوارعها وميادينها واشجارها وشواطئها.. في عيون وضحكات اطفالها، وكبرياء رجالها ونسائها،وناسها الطيبين..ستعود مزدهرة..هانئة..تسع للجميع مثلما كانت وستكون..

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات