رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 07:01
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
من حين الى آخر تريد الطبيعة أن تلقن لبني البشر دروسا أولية في نواميس الكون و قواعد الوجود بعد أن يكون الانساء قد بلغ به طغيانه مدى صار معه غير واع بطبيته و غير مدرك لحدوده .
الدرس هذه المرة من تقديم أستاذين : كاترينا و أوفيليا .
يأتي الأستاذان في وقت استغرقت القوة العظمى في العالم في حرب ضروس في العراق و في أفغانستان و انغمست حملة محمومة من أجل محاربة الشبكات غير المرئية المناوئة لها في كافة أقطار المعمورة .
قوة درس كاترينا كانت أكبر من صبر أمريكا و شدة تحملها و قد أرغمتها على القبول على مضض بمد يد اوربا والأقطار الأخرى و عرضها مساعدتها لمعالجة آثار الدمار الهائل الذي خلفه الاعصار . كانت الضربة من الوضوح و البيان ما تغني صوره عن التعبير عنه أو التستر عليه و لك يكن أمام السلطات الأمريكية – على قوتها – سوى الاعتراف بلسان رئيسها بالعجز في معالجة الأمر و قبول تحمل المسؤولية كاملة عن العجز . لكن هل يكفي الاعتراف بذلك في طمأنة الشعب الأمريكي على مصيره و هو يستعد لرؤية آثار دمار آخر قد يخلفه اعصار أوفيليا و هو الذي لم يفق بعد من صدمة الاعصار الأول ؟
لقد أعاد الاعصاران الانسان الى حجمه الطبيعي و علماه من جديد أنه على وجه هذه الأرض عنصر فاعل لكن ليس ملكا بيده مفاتيح كل شيء بالرغم مما وصل اليه ما طوره من سلاح و بناء و وسائل علمية جد حديثة للتنبئ بما تخفيه الطبيعة من مفاجآت . فهل سيعي الانسان هذا الدرس قبل فوات الأوان أم أنه سيكون تلميذا خاملا و كسولا سرعان ما سينسى ما تم تلقينه له و يمضي في طريق الغرور مثلما حدث مع دروس عديدة سابقة ؟
رضا محافظي – الجزائر .
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟