|
-اليسار- الجديد في ألمانيا يتخطى حاجز آخر في السباق
فيكتور جروسمان
الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:51
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
"اليسار" الجديد في ألمانيا يتخطى حاجز آخر في السباق برلين. أحد الحواجز الكبيرة تم التغلب عليه؛ أصدر المسئولون عن الانتخابات الألمانية في كل الولايات الستة عشر في ألمانيا حكما بأن الحزب الجديد "اليسار" (أو الحزب الديموقراطي الاجتماعي اليساري) مصرح له بمكان في بطاقات الاقتراع في الانتخابات الرئيسية في السادس عشر من سبتمبر. بعض خصوم الحزب الجديد أثاروا اعتراضات دستورية وحتى خطط لرفع قضايا أمام المحاكم لو لزم الأمر – ولن فرصهم الآن باتت أقل.
الحزب الجديد هو الآن نوع من التحالف المؤقت – "صنف" لأن التحالفات الانتخابية بين حزبين لا يسمح بها في الدستور الألماني. لقد تغلب الحزب على هذا القيد وأحرز شرعية عندما أصبح نسخة مؤقتة من الحزب الاشتراكية الديموقراطية (PDS) الذي فتح قائمته للمرشحين من الجماعات الأخرى، خصوصا الجماعة التي تشكلت حديثا البديل الانتخابي من أجل الوظائف والعدالة الاجتماعية (WASG). لقد غير الحزب الجديد اسمه أيضا، في مؤتمر خاص عقد في كل ولاية، إلى أن يكون الاسم "اليسار"، مضيفا حروف الاشتراكية الديموقراطية في الولايات التي سوف يكون ذلك الأمر ميزة (على الأغلب في الولايات الخمس الألمانية الشرقية). معظم الأعضاء من كلا الجماعتين، البديل الانتخابي، القوي في غرب ألمانيا، والاشتراكية الديموقراطية، الأكثر قوة لدرجات كبيرة وحتى الآن هو متقدما كل الصفوف في ألمانيا الشرقية، يأملان في الانضمام رسميا وأن يصبحا حزبا جديدا دائما خلال عام أو ما شابه.
يتفق الطرفان على معظم النقاط، خصوصا على الفصل التام مع البرامج التي تخطب ود البزنس، والمناهضة للعدالة الاجتماعية في تحالف حكومة شرودر الاشتراكية الديموقراطية مع الخضر، التي دعمها تقريبا بشكل تام أحزاب المعارضة الرئيسية على اليمين، الحزب الديموقراطي المسيحي والديموقراطيين الأحرار. كلا الجماعتان تطالبان بعكس مسار التخفيضات في إعانات البطالة، وزيادة الإنفاق في مجال الرعاية الطبية، وتخفيضات الضرائب على الأثرياء، ودعم أصحاب العمل ضد النقابات التي كانت مهيمنة على الميدان السياسي في ألمانيا لسنوات. وهما أيضا يعارضان التدخل في أي حروب أو إرسال قوات إلى الخارج للتدخل في النزاعات الخارجية، التي يحظرها الدستور ولكن تم خرق ذلك مرارا بواسطة الحكومة الحالية – ليس في العراق، ولكن في يوغوسلافيا، وأفغانستان، ومناطق أخرى. كل هذه السياسات سوف يتم تحديها.
بعض النقاط تريد التسوية، جزئيا لأن تأثير النقابات أقوى في منظمات جماعة البديل الانتخابي الموجودة بشكل واسع في غرب ألمانيا أكثر من مناطق الاشتراكية الديموقراطية ولأن عديد من المطالب العمالية النوعية تحتاج إلى ضمها إلى البرنامج. وجزئيا، أيضا، لأن جماعات تروتسكية قليلة، رغم صغر حجمها، تمتلك نفوذا أكثر في جماعات البديل الانتخابي أكثر من نفوذها داخل الاشتراكية الديموقراطية. هناك أيضا بعض الصعوبات الشخصية، خصوصا برلين، حيث قد ترك قلة من زعماء جماعة البديل الانتخابي حزب الاشتراكية الديموقراطية في السنوات الأخيرة بسبب مشاركة الحزب في حكومة الولاية، في تحالف مع الـ SPD، الذي طلب دعم لبعض التدابير السيئة السمعة والتي أثارت السخط على المستوى الاجتماعي مستهدفة إخراج المدينة من ديونها الثقيلة.
ولكن من الظاهر أن كل ذلك مشاكل صغيرة في الوقت الحاضر توا، وبينما لا يزال باقيا أربعة أسابيع على الانتخابات، الحملة الانتخابية شرعت في المضي قدما.
إذا كان هناك أي أمل في تناول عادل من وسائل الإعلام قد تبخرت هذه الآمال سريعا. الحزب "اليساري"، دائما ما يحشر في زمر مع "اليمين المتطرف"، بوصفهم "غوغائيين"، ظل تحت هجوم متواصل منذ البداية. كل الأحزاب الرئيسية الأربعة تخشى من أن "جبهتهم الموحدة" لصالح البزنس الكبير والمغامرات الخارجية سوف تفضحها بشكل كبير عدد من نواب جماعات اليسار الواسعة، التي يترأسها خطيبان مفوهان قادران، أوسكار لافونتين من منظمة البديل الانتخابي من أجل الوظائف والعدالة الاجتماعية (أحد الزعماء الكبار في حزب الاشتراكية الديموقراطية)، الذي يترأس قائمة مرشحي وستفاليا شمال الراين، وجريجور جايسي من حزب الاشتراكية الديموقراطية، الذي يترأس المرشحين في برلين. فعلوا كل شيء لتشويه صورتهم وإضعاف حزب اليسار، مما أفقده بعض النقاط المئوية القليلة في استطلاعات الرأي على المستوى القومي. يحوز حزب اليسار حاليا 9%. الحزب في حاجة إلى 5% ليدخل البوندستاج. إنه قوي جدا في الولايات الشرقية التي كانت جمهورية ألمانيا الديموقراطية في سابق الأوقات.
الخوف الرئيسي للديموقراطيين المسيحيين، الذين تقودهم الألمانية الشرقية أنجيلا ميركيل، التي تقف سياساتها إلى أقصى اليمين حتى من سياسات الحزب الديموقراطي المسيحي، هذا الخوف هو أن العدد المتساوي تقريبا من مقاعد الاشتراكيين الديموقراطيين المتحالفين مع الخضر من جانب (التحالف الحاكم)، ومقاعد الديموقراطيين المسيحيين والديموقراطيين الأحرار من جانب آخر، قد ينتج عنه نواب من حزب اليسار يرجحون كفة أحد طرفي توازن السلطة.
رغم أن شرودر وحزبه يدعون الآن إلى تحسينات في الضمان الاجتماعي التي كانوا هم بأنفسهم من منعوه ومزقوه، ويقومون الآن حتى بإنعاش قليل بعض من انتقاداتهم لسياسات بوش، لا يبقى هناك سوى أمل هامشي في أنهم يستطيعون استعادة خساراتهم في الاستطلاعات خلال الأربع أسابيع الباقية (هم يحوزون الآن 28%، و"المسيحيون" 40%). هناك تخمينات كثيرة عن الضرورة المحتملة في تشكيل "تحالف أعظم" من الحزب الاشتراكي الديموقراطي و"المسيحيين"، دون الأحزاب الصغيرة، ولكن هذا الحل، بينما يفضح الاشتراكيين الديموقراطيين كمنافقين في صورة تامة، سوف يعطي اليسار وضعا أقوى كقوى معارضة. ما زال هذا الحل يرفضه بشدة وبغضب النواب الاشتراكيون الديموقراطيون.
تمتلئ وسائل الإعلام الآن بالتخمينات بينما الشوارع تمتلئ بالبوسترات الانتخابية. لا زال الجمهور يحبس أنفاسه حول اللقاء المرتقب في الرابع من سبتمبر، بين جيرهارد شرودر وأنجيلا ميركيل، ويليه بعدها بأربعة أيام بين يوشكا فيشر من الخضر، وزير الخارجية الحالي، وجيدو وسترفيل من الديموقراطيين الأحرار، وأوسكار لافونتين من الحزب اليساري.
ظهور قوة جديدة على اليسار يمكنه أن يبدل السياسة في ألمانيا، رغم كل المحاولات لتحجيمها. الأحزاب الأخرى، رغم ادعائها أنها جبهة قوية وتحاول حتى ألا تشير إلى حزب اليسار الجديد، بينما تسرق نقاطها البرامجية منه، ولكنها مع ذلك تصر على أنها لن تنضم إلى أي تحالف، هذه الأحزاب أصابها هلع شديد.
فكتور جروسمان، كاتب أمريكي وصحفي، يعيش في برلين منذ 1958. مؤلف للسيرة الذاتية "عبور النهر" (مطبعة جامعة ماساشوستس). بورتسايد، 21 أغسطس 2005.
#فيكتور_جروسمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|